مع تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية.. عون يترك رئاسة لبنان

الأحد 30 أكتوبر 2022 06:22 ص

يغادر "ميشال عون"، الرئيس المسيحي البالغ من العمر 89 عاما والذي شهدت رئاسته انهيارا ماليا كارثيا في لبنان وانفجار مرفأ بيروت، قصر الرئاسة، الأحد، تاركا فراغا في قمة الدولة اللبنانية.

وعجز البرلمان اللبناني حتى الآن عن الاتفاق على من يخلف "عون" في هذا المنصب الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان.

كما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة "عون" في الرئاسة، تحكم لبنان حاليا حكومة انتقالية مع محاولة رئيس الوزراء المكلف منذ 6 أشهر تشكيل حكومة.

و"عون" شخصية مثيرة للانقسام بشدة، يدعمه العديد من المسيحيين الذين يعتبرونه المدافع عنهم في النظام الطائفي في لبنان، لكن منتقديه يتهمونه بتمكين الفساد ومساعدة جماعة "حزب الله" المسلحة على كسب النفوذ.

وتولى "عون" الرئاسة في عام 2016، بدعم من "حزب الله" والسياسي المسيحي الماروني المنافس "سمير جعجع" في اتفاق أعاد السياسي السني البارز وقتئذ "سعد الحريري" رئيسا للوزراء.

وشهدت رئاسة "عون" التي استمرت 6 سنوات بعد ذلك قتال الجيش اللبناني متشددين إسلاميين على الحدود السورية في عام 2017 بمساعدة "حزب الله" وإجازة قانون انتخابي جديد في 2018، وبدء شركات طاقة كبرى عمليات تنقيب استكشافية في مناطق بحرية في عام 2020.

وفي أسبوعه الأخير في القصر، وقع "عون" اتفاقا بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.

وقالت "لما نهرا" (32 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال: "كانت فترة عون أقوى حقبة في تاريخ لبنان.. بعد كل إنجازاته، كيف لا يمكننا أن نحبه؟".

وبالنسبة لآخرين، فإن تلك النجاحات المتواضعة تتضاءل مقارنة بالانهيار المالي عام 2019 والذي أدى إلى وقوع أكثر من 80% من السكان في الفقر، وأدى إلى أوسع احتجاجات مناهضة للحكومة في التاريخ الحديث.

وارتبطت أيضا فترة "عون" بشكل وثيق بانفجار عام 2020 في مرفأ بيروت، والذي خلف أكثر من 220 قتيلا.

وقال "عون" في وقت لاحق، إنه كان على علم بالمواد الكيماوية المخزنة هناك.

وأضاف في مقابلة السبت، إن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية.

وقال المحامي "ميشال معوشي": "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة".

و"عون" نجل مزارع من إحدى ضواحي بيروت، وبدأ طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها فيما بين عامي 1975و1990 والتي شغل خلالها منصب قائد الجيش اللبناني ورئيس إحدى حكومتين متنافستين.

وعاد "عون" إلى بيروت بعد 15 عاما في المنفى، بمجرد انسحاب القوات السورية تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق "رفيق الحريري" عام 2005.

وفي عام 2006، شكل "التيار الوطني الحر" الذي ينتمي إليه "عون" تحالفا مع "حزب الله"، مما قدم دعما مسيحيا مهما للجماعة المسلحة.

وسبق أن أرجع ""عون الفضل لـ"حزب الله" لدوره "المفيد" في العمل "كرادع" ضد أي هجمات إسرائيلية خلال محادثات الحدود البحرية.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

لبنان ميشال عون فراغ رئاسي حزب الله التيار الحر

الرئاسة اللبنانية تنفي رواية وسيناريوهات مختلقة حول وفاة عون

عون يغادر الرئاسة تاركا لبنان في فراغ دستوري ومصير مجهول

لبنان.. بري يدعو البرلمان للانعقاد بعد رسالة ميشال عون

ماذا ينتظر لبنان بعد مغادرة عون منصب الرئاسة؟

وسط انتقادات واسعة.. لبنان يطلب حافلات المونديال من قطر

لبنان يستيقظ على توقيتين مختلفين.. الطائفية أكبر من الشتوي أو الصيفي