طرفا نزاع إثيوبيا يوقعان اتفاقية هدنة بجنوب أفريقيا

الأربعاء 2 نوفمبر 2022 09:29 م

اتفقت الأطراف المتحاربة في النزاع المدمر في منطقة تيجراي الإثيوبية على هدنة، حسبما أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي، الأربعاء، في أعقاب محادثات ماراثونية في جنوب أفريقيا.

ويأتي الكشف عن الاتفاقية المفاجئة بعد عامين تقريبا على تفجر النزاع الذي أودى بآلاف الأرواح وتسبب في أزمة إنسانية خانقة في تيجراي.

وأعلن وسيط  الاتحاد الأفريقي الخاص، الرئيس النيجيري السابق "أولوسيغون أوباسانجو" أن "اليوم بدء حقبة جديدة لإثيوبيا، لمنطقة القرن الأفريقي، وبالحقيقة لأفريقيا كلها".

وقال إن "طرفي النزاع الإثيوبي اتفقا رسميا على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق".

كما اتفقا على "إرساء القانون والنظام، وإعادة الخدمات والوصول من دون عوائق إلى المواد الإنسانية، وحماية المدنيين ... من بين مجالات أخرى في الاتفاقية".

لكنه حذر من أن "هذه اللحظة ليست نهاية عملية السلام إنما بدايتها. تطبيق اتفاقيات السلام الموقعة اليوم مسألة بالغة الأهمية".

وجاء في بيان مشترك بين الطرفين أن أديس بابا والمتمردين واقفوا على "تعزيز" التعاون مع وكالات الإغاثة الإنسانية.

في إطار ردود الفعل أشاد الأمين العام للامم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" بـ"خطوة أولى موضع ترحيب" كما قال الناطق باسمه.

وأثنت وزارة الخارجية الأميركية على الأطراف التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أثيوبيا، وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل التزامها المباشر بتعزيز اتفاق السلام في أثيوبيا.

وأضافت وزارة الخارجية الأميركية أن الاتفاق بين الفرقاء الأثيوبيين يمثل خطوة مهمة نحو السلام.

وتسارعت الجهود الدبلوماسية لإحضار حكومة رئيس الوزراء "أبي أحمد" والمتمردين إلى طاولة المفاوضات بعد تجدد المعارك في أواخر أغسطس ونسف هدنة استمرت 5 أشهر أتاحت دخول كميات محدودة من المساعدات إلى تيجراي.

وبدأت المحادثات في بريتوريا الثلاثاء، وكان من المقرر أن تستمر حتى الأحد لكن تم تمديدها.

وهي أول حوار رسمي بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيجراي منذ تفجر النزاع.

وعقدت اتصالات سرية في فترة سابقة في السيشيل وجيبوتي، بحسب مسؤول غربي.

انتهاكات خطيرة

رحب متمردو تيجراي بالتوصل لاتفاق وقالوا إنهم قدموا "تنازلات".

وقال رئيس وفدهم "غيتاتشو رضا"، "نحن على استعداد لتطبيق هذه الاتفاقية وتسريعها".

وأضاف "من أجل معالجة مصاعب شعبنا، قدمنا تنازلات لأننا نريد بناء الثقة".

ورغم محادثات السلام، تواصلت المعارك العنيفة في تيجراي، حيث نفذت القوات الحكومية المدعومة من الجيش الإريتري وقوات إقليمية، قصفا مدفعيا وضربات جوية واستولت على عدد من البلدات والمدن من المتمردين.

ومن بينها مدينة شير الاستراتيجية ومدينتا أكسوم وأدوا، بحسب "أبي".

وعبر المجتمع الدولي عن قلقه البالغ إزاء المعارك وعدد الضحايا المدنيين.

وإضافة إلى المطالبة بوقف لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراي، طالبت حكومات غربية أيضا بانسحاب القوات الإريترية التي أثارت عودتها إلى ساحة المعركة، مخاوف من تجدد الفظائع بحق المدنيين.

وقد تفجر النزاع في الرابع من نوفمبر 2020 عندما أرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيجراي بعد أن اتهمت جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم، بمهاجمة معسكرات للجيش الفدرالي.

وجاء الاقتتال عقب أشهر من التوتر بين "أبي أحمد" والمتمردين الذين هيمنوا على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لثلاثة عقود تقريبا، قبل توليه السلطة في 2018.

وأرغمت الحرب أكثر من مليوني شخص على النزوح من ديارهم، وأودت وفق أرقام أميركية، بأرواح ما يصل إلى نصف مليون شخص.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان، الأربعاء، عشية الذكرى السنوية الثانية لاندلاع النزاع إن "جميع الأطراف مسؤولة عن انتهاكات جسيمة تشمل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القضاء والقتل بإجراءات موجزة لمئات الأشخاص والعنف الجنسي ضد نساء وفتيات".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

إثيوبيا جنوب أفريقيا تيجراي الاتحاد الأفريقي

إثيوبيا.. القتال مع قوات تيجراي يمتد للحدود مع السودان

اتفاقية وقف الأعمال العدائية في تيجراي.. لحظة فارقة أم سلام هش؟