قالت وكالة "بلومبرج" إن المسيرات الإيرانية قلبت حسابات إسرائيل وموقفها المعلن بالتزام الحياد إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أن هذا التحول بدأ أواخر الشهر الماضي.

وذكرت الوكالة أن إسرائيل ترى أن الدعم العسكري الإيراني المتزايد لروسيا في حربها ضد أوكرانيا يتطور إلى تهديد لأمنها، الأمر الذي دفعها للانفتاح ولكن ببطء على تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وترددت إسرائيل في دعم أوكرانيا خوفا من أن تؤدي الخطوة لاستعداء روسيا، إلى جانب ما يترتب على ذلك تداعيات أمنية مباشرة في الشرق الأوسط وعلى اليهود الروس.

والشهر الماضي، حذر الرئيس الروسي السابق "دميتري ميدفيديف" الذي يشغل حاليا منصبا أمنيا كبيرا، إسرائيل من تزويد أوكرانيا بالسلاح، واعتبر أن هذه الخطوة ستكون "طائشة" و"تدمر" العلاقات بين روسيا وإسرائيل.

لكن الضربات الجماعية على أهداف أوكرانية بالطائرات من دون طيار الإيرانية والتزويد المتوقع بصواريخ باليستية إيرانية لروسيا غيرت حسابات إسرائيل، وذلك مع تزايد القلق من أن التجربة الأوكرانية قد تسمح لإيران بصقل قدرتها على مهاجمة المدن الإسرائيلية.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي تضغط من أجل اتخاذ تدابير أقوى لمواجهة إيران، ومقرها واشنطن، "مارك دوبويتز" في مقابلة بتل أبيب، إن "السؤال الحقيقي هو كيفية تقديم المساعدة لأوكرانيا بوجه الطائرات الإيرانية بطريقة لا تستفز الروس".

وفي هذا الصدد، اقترح العميد السابق في الجيش الإسرائيلي "أمير أفيفي" أن تزود بلاده الدول الأخرى التي تساعد أوكرانيا بالمعدات المضادة للطائرات من دون طيار والمضادة للصواريخ، ما يسمح بدوره لتلك الدول بتقديم المزيد من ترساناتها الخاصة إلى كييف.

وأعطى "أفيفي" مثالا، وهو أن "تقوم إسرائيل ببيع الأسلحة إلى ألمانيا ثم تقوم ألمانيا بتسليم مجموعة أخرى من الأسلحة لأوكرانيا، ففي هذه الحالة الأسلحة ليست إسرائيلية، ولن يكون هناك مشكلة مع روسيا".

ويُرَجّح أن إيران زودت روسيا بطائرات "شاهد -136" أحادية الاستخدام، أو ما يسمى بالمسيرات الانتحارية، والتي يصعب اكتشافها لأنها صغيرة نسبيا، وتحلق على ارتفاع منخفض. وتمت ترقيتها مؤخرا باستخدام أنظمة GPS.

وقالت أوكرانيا إن إيران سلمت ألف صاروخ خلال أغسطس/آب، وتخطط لتسليم 2400 صاروخ في نهاية المطاف.

وتعترض أوكرانيا 70% أو أكثر من الطائرات من دون طيار، ولكن عند استخدامها في أسراب يصبح إسقاطها صعبا بشكل متزايد.

ووفق تقارير حديثة فإن إسرائيل عرضت، في 19 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، مساعدة الأوكرانيين على تطوير وسائل إنذار للمدنيين من الهجمات الجوية، في إشارة إلى تخفيف سياسة عدم التدخل العسكري التي تنتهجها، وذلك بعد أن ناشدت كييف سبلا تمكنها من مواجهة الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي تستخدمها روسيا.