استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مونديال قطر بمواجهة حملات التضليل

الأربعاء 9 نوفمبر 2022 03:05 م

مونديال قطر بمواجهة حملات التضليل

قطر تتحضر للبطولة، منذ فوزها بالاستضافة، نهاية 2010، أخذت باعتبارها كل ما يتعلق بنجاح البطولة وتفويت الفرصة على "المنافقين".

تذرع بالحريات والجنسية وعدالة قوانين العمل لكن لماذا لم تُفتح ملفات الدول التي استضافت 21 نسخة من كأس العالم لكرة القدم للرجال؟

استضافة دولة عربية للعبة لا يروق لدول لم تزل ترى شعوب المنطقة وفق أفلام هوليوود، أو ما نقل بعض المستشرقين والمؤرخين "بدواً وجمالاً وثأراً وإرهاباً وتخلفاً".

لماذا إجهاض نتائج الاستضافة قبل أن تحصل، وتسليط الضوء على أمور لا علاقة لها بشروط الاستضافة التي، لم تتنكر قطر لبعضها، بل أعلنت مراراً خطوات إصلاحية بشأنها؟

* * *

ليس الأمر "نفاقاً" فحسب، كما وصف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استهداف بلاده، بل لا بد أنّ ما وراء أكمة التذرع بالحريات، والجنسية أولاً وعدالة قوانين العمال، ما وراءها، وإلا بمنتهى البساطة، ومنذ البداية، لماذا لم نرَ فتحاً لملفات الدول التي استضافت النسخ الواحدة والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال، ولعل بآخر نسخ البطولة التي استضافتها روسيا قبل أربعة أعوام الدليل الأبلغ والأقرب للذاكرة.

فروسيا بوتين، التي استضافت مونديال عام 2018، كانت قد قتلت وهجّرت مئات آلاف السوريين، بل وجرّبت على الشعب الأعزل، بحسب وزير دفاعها، سيرغي شويغو، 320 نوع سلاح مختلفاً خلال مؤازرة النظام السوري للقضاء على الثورة وحلم السوريين، أي بمعنى واضح وقصد معلن اعتبرت روسيا التي استضافت البطولة السابقة السوريين فئران تجارب لتتأكد من جدوى أسلحتها وتقنع المستوردين بنجاعتها.

هذا إن لم نقلّب بملف احتلال شبه جزيرة القرم التي سبقت مونديال روسيا بسنوات أربع، ولم نبحث بهيمنة بوتين على الطاقة والثروات، ولم نتطرق إلى وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب المستبدين حول العالم بقمع الحريات وسلب مقدرات الشعوب وحلمها.

ما يعني، ومن دون أن نذهب بعيداً بملفات الدول التي استضافت أكبر تظاهرة رياضية بالعالم، منذ باكورة البطولة بالأوروغواي عام 1930، وصولاً إلى احتضان جميع دول الاستعمار القديم البطولة، أن استضافة دولة عربية للعبة لا يروق بعض الدول التي لم تزل ترى شعوب المنطقة، وفق ما سوّقت سينما هوليوود، أو بحسب ما نقل بعض المستشرقين والمؤرخين "بدواً وجمالاً وثأراً وإرهاباً وتخلفاً".

لذا، برأي هؤلاء، لا بد من العمل على إجهاض نتائج الاستضافة حتى قبل أن تحصل، وتسليط الضوء على زوايا، الأرجح أن لا علاقة لشروط الاستضافة بها، التي، لم تتنكر قطر لبعضها، بل أعلنت مراراً خطوات إصلاحية بشأنها.

عسى، كما يرى "المنافقون"، أن تشيح عيون عدسات الكاميرات على نهضة قطر وتطورها، فيكون بالتعمية وحرف المسار والهدف، قطعاً لطريق دول عربية أخرى، حلمت ولم تزل باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتعزيزاً لما كرسته السينما والدعاية حول "بدو صحارى النفط".

ولكن بالمقابل، إلى أي حد يمكن قطر أن تقلب النفاق على المنافقين، وتنجح بتبديد دعاية، على الأرجح ستتعاظم خلال الأيام الباقية ليأتي الافتتاح بعشرين الجاري، ولن تتراجع الدعاية خلال شتاء قارس على أوروبا التي سيخلط منافقوها بين عقود غاز قطر ونجاح الاستضافة.

بل ولا يستبعد، بواقع ما نراه من سعار بعض "المتطرفين والمنافقين"، أن يخلق لقطر خلال المونديال محاولات إساءة يقودها دعاة الدفاع عن حقوق وحرية المثليين أو متعاطي الكحول والمخدرات، إن بدافع ذاتي تخريبي، أو لدور وظيفي بتكليف من شركات ولوبيّات أو حتى دول.

أغلب الظن أن قطر التي تتحضر للبطولة، منذ فوزها بالاستضافة، نهاية عام 2010، أخذت باعتبارها كل ما يتعلق بنجاح البطولة وتفويت الفرصة على "المنافقين"، بيد أننا من قبيل "فذكّر إن نفعت الذّكرى" سنعرّج على استثمار ما بعد البطولة، التي بالغالب لم تأخذه بالحسبان البلاد المستضيفة التي تغرق بعدد المشجعين وإنفاقهم، لتستعيد أموال تكاليف تنظيم البطولة.

وهذا لا يعني البتة أن تتجاهل الدوحة عائدات نحو مليون ونصف مليون مشجع محتمل، بإنفاق يزيد وفق التوقعات على 7.5 مليارات دولار.

بمعنى آخر، ثمة فرصة لترويج السياحة والاستثمار ببلد أعدّ وأنفق على المقومات ويمتلك المواد الأولية والجغرافيا الجاذبة، قلما تتكرر، جراء زيارة العالم بأسره للدوحة، وتمرير أمرين اثنين عبر اغتنام تسليط الضوء على ملاعب المستضيف وتطوّره، خلال البطولة الممتدة حتى 18 ديسمبر المقبل.

الأول، الترويج والتسويق لمشروعات رؤية قطر 2030، التي تكسر وهم حصرية التطور بدول الشمال، والثاني، الالتفات إلى موارد ما بعد عائدات الغاز والنفط، إن بتحقيق الرؤية الوطنية أو تمويل الموازنة والحفاظ على أعلى دخل فرد بالعالم.

ولعل في ما نقرأ ونرى، من أرقام الحجوزات وتقدير غير "المنافقين" كرفع وكالة "موديز" تصنيف قطر الائتماني على سبيل المثال، آمالاً تتزايد، ليس بنجاح قطر فقط، بل بتبديد النظرة النمطية للعرب والمنطقة.

نهاية القول: من قبيل ربّ ضارة نافعة، وبالعودة إلى 5 يونيو 2017، وقت أعلنت دول الجوار الحصار على قطر، وكيف بدّلت نيّات الخنق من بنية قطر الإنتاجية وأسست لغير النمط الاستهلاكي، على الأرجح سيكون بنبش "المنافقين" لملفات لها علاقة بالبطولة أو لا علاقة لها، نافعة لقطر، لتستغل الحدث وتخرج منه بعائدات، تتعدى حدودها ومصالحها التنموية والاقتصادية، وتؤسس لبداية مشرقة لمنطقة يغرق أهلوها باليأس ويغرقهم الآخر بنظرته الدونية التي تقوم على الاستغلال والتجارب والتبعية.

*عدنان عبد الرزاق كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر ملاعب نفاق مونديال قطر 2022 النمو الاقتصادي المنافقون

قطر تعلن إجراء مسح إشعاعي لملاعب المونديال (صور)

كيف تجهزت قطر لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال المونديال؟

دول الخليج ترفض الحملات الإعلامية الممنهجة ضدها