استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نصف الحقيقة في تونس!

الاثنين 14 نوفمبر 2022 12:50 م

نصف الحقيقة في تونس

هل يقبل سعيّد بالتراجع عن أي شيء وهو يعتقد أنه يحوز الحقيقة المطلقة، ومقتنع أنه وحده يعرف مصلحة الشعب؟

في كل الاجتماعات مع المسؤولين الأجانب لن تُطلعك بيانات الرئاسة إلا على ما يقوله قيس سعيّد ويعتقد أنه الصواب،

القانون الانتخابي، كما الدستور، كتبه الرئيس بنفسه، وصححه بنفسه، وقد يغيّره مرة أخرى بنفسه، وحيداً، من دون أدنى مشاركة.

الانتخابات تقاطعها الأحزاب التونسية، باستثناء قلة قليلة، وليس فيها أي معارضة، وهناك دوائر لم يترشح فيها أحد، وأخرى ترشح فيها فقط مواطن واحد.

*   *   *

في تونس، مع بيانات الرئاسة لن تظفر إلا بنصف الحقيقة فقط، حقيقة الرئيس قيس سعيّد الوحيدة وهو يستقبل ضيوفه من الخارج، وعليك أن تنتظر دائماً يومين على الأقل لتجمع الحقيقة كاملة.

في كل الاجتماعات مع المسؤولين الأجانب لن تُطلعك بيانات الرئاسة إلا على ما يقوله سعيّد ويعتقد أنه الصواب، كيف أن انقلابه في 25 يوليو/ تموز 2021 كان حاجة ملحّة للتونسيين، وكيف أنه متسامح مع معارضيه، حتى إنه يسمح لهم بالسفر إلى الخارج على الرغم من أنهم "يدعون إلى الاغتيالات". هذا ما قاله حرفياً، الجمعة، لضيفه، مفوض العدل الأوروبي ديدييه رايندرز.

طبعاً كان ينبغي انتظار ما سيقوله المسؤول الأوروبي في اليوم التالي لمعرفة نصف الحقيقة الآخر، إذ كرر كلاماً قاله مسؤولون غربيون آخرون، بتأكيده "دعم الاتحاد الأوروبي للشعب التونسي، وإيمانه برغبة هذا الشعب في ترسيخ تونس كدولة ديمقراطية، وأن هذا سيبقى خياراً لا رجوع فيه"، وفق بيان نشرته المفوضية السبت الماضي.

ولكن هناك أنصافاً أخرى للحقيقة التونسية، وروايات لم تكتمل بعد، عن حقيقة الموقف الغربي عموماً من الأحداث في تونس، على الرغم من اختلاف هذه الدول في ما بينها، واختلاف مصالحها.

وهناك ما يدعو فعلاً إلى الاستغراب والدهشة من بعض الكلام الذي تسمعه من بعض المسؤولين، لأن رايندرز يذكر أنه قال لسعيّد إن "التحضير للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل يجب أن تكون فرصة لتعزيز تبادل الآراء والنقاش في إطار حوار وطني شامل بين جميع الفاعلين".

ويبدو المسؤول الأوروبي وكأنه لم يطّلع على حقيقة ما يجري في تونس، فهذه الانتخابات تقاطعها الأحزاب التونسية، باستثناء قلة قليلة، وليس فيها أي معارضة، وهناك دوائر لم يترشح فيها أحد، وأخرى ترشح فيها فقط مواطن واحد، والقانون الانتخابي، كما الدستور، كتبه الرئيس بنفسه، وصححه بنفسه، وقد يغيّره مرة أخرى بنفسه، وحيداً، من دون أدنى مشاركة.

وهذه الانتخابات ستجرى بعد شهر من الآن، فعن أي تشاركية وعن أي حوار وطني يتحدث رايندرز، وهل يقبل سعيّد بالتراجع عن أي شيء وهو يعتقد أنه يحوز الحقيقة المطلقة، ومقتنع أنه وحده يعرف مصلحة الشعب؟

ليس من تفسير لهذا الكلام إلا أن تكون هناك خفايا أخرى قالها رايندرز لمضيفه في الكواليس، أي بقايا أخرى من حقيقة مخفية، ولكن هذا التلاعب بأنصاف الحقيقة لا داعي له ولم يعد يرجى منه شيء، لأن الحقيقة الكاملة المكتملة لن يصدح بها إلا التونسيون عندما يدركون حجم الخسارة.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس قيس سعيد الأحزاب التونسية الانتخابات تشاركية مفوض العدل الأوروبي