الجارديان: مونديال قطر وحد الخليج والعرب.. كيف؟

الجمعة 25 نوفمبر 2022 07:06 ص

"أداء المنتخبات العربية في افتتاح مونديال 2022، غيّر المزاج العام، خاصة من منافسي قطر بالخليج الذين رفضوا حتى بداية المباريات مشاركتها في نشوتها".

هكذا خلص تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، مؤكدا أن تقديم المنتخبات العربية أداء جيدا، خاصة السعودية التي كان أداؤها خارج التوقعات، وحَّد العرب من المغرب إلى الإمارات.

وقال التقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط "مارتن شولوف: "قبل أكبر مناسبة يستضيفها الشرق الأوسط، كانت هناك قلة من دول المنطقة راغبة بالمشاركة في الفرحة"، وبعدما أنهت الدولة المضيفة استعدادتها للمنافسات كان هناك نوع من البهجة المبطنة من أن الاستعدادات لم تكن مكتملة، قاعات مليئة بالحفر، وغرف أسعارها عالية، ومطار غير قادر على التعامل مع الحشود، وقرار أخير بمنع شرب البيرة في الملاعب، وكلها قوبلت بابتسامات فيها نوع من التشفي من بعض المواطنين في دول الخليج، الذين رفضوا المشاركة في فرحة الاستعدادات".

وأضاف: "ولكن بعد 4 أيام من العرض الكروي، عادت الحياة إلى كأس العالم، واحتضنه العرب من المغرب إلى الإمارات، وإن بشكل متأخر، حيث أصبح مصدر فرحة للجميع".

ونقل التقرير عن رجل الأعمال من جدة "صلاح العليمي": "قبل وقت كنّا على عداء مع قطر وأغلقنا مجالنا الجوي أمامهم ومُنعت التجارة معهم، ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية"، في إشارة للمقاطعة التي فرضتها الدول الجارة لقطر، واستمرت 3 أعوام.

وأضاف: "أغلق كل شيء، ولم نر القطريين لمدة 5 أعوام، ولكن هذه الأمور باتت من الماضي".

وفي دبي التي تبعد نصف ساعة بالطائرة عن قطر، لم يكن هناك أي إشارة حول قرب افتتاح كأس العالم، لكن مقاهيها على طول شارع محمد بن راشد كانت الأربعاء، تضج بالحياة بعد هزيمة اليابان أمام ألمانيا، وقبلها بيوم بعد انتصار السعودية الذي لا ينسى.

ويعلق "شولوف" بالقول: "التنافس السياسي لم يكن بعيدا عن الطريقة التي نظرت بها دول الخليج لفوز قطر بحق تنظيم مباريات كأس العالم، وكان مركزيا في نظرتها المترددة".

ونقل عن مسؤول إماراتي قوله: "مجلس التعاون الخليجي هو حفنة من أبناء العم المتناحرين والذين لا يحبون بعضهم البعض"، مضيفا: "لكن كرة القدم أعطتنا سببا للتوافق ولو لفترة قصيرة".

وفي الكويت، العضو الآخر في مجلس التعاون، كان هناك مديح واسع لأداء السعودية والمغرب وتونس، وأحيانا رضا عن هزيمة إنجلترا لإيران، بل ونوع من "الغبطة" حول استضافة قطر للمناسبة.

وكتب مشجع كويتي على "إنستجرام": "الله يبارك فيهم ويساعدنا، فليس لدينا إنجازات لكي نحتفل بها".

وبعد انتصارها التاريخي على الأرجنتين، أصبحت السعودية تقف وراء هذا الحدث الرياضي بالكامل، حيث شوهد ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" يسجد ويعانق أقاربه بعد المباراة، فيما وشَّح أمير قطر "تميم حمد آل ثاني" نفسه بالعلم السعودي، وهي لفتة لم يكن أحد يتخيلها في أثناء الأزمة السياسية السابقة، ونالت إعجاباً على منصات التواصل الاجتماعي.

"في منطقتنا، الكرامة الشخصية لها أهمية قصوى، ويمكن لأن يكون لهذه اللفتات تداعيات تاريخية"، كما كتبت الطالبة "نوف آل سعود" في الرياض.

ويعلق "شولوف" على ذلك بالقول: "إن تبني سكان المنطقة، الأعداء والأصدقاء، للمباريات يتناقض مع ردود الفعل في بريطانيا وبقية الدول الأوروبية، حيث تم التركيز على مسألة حقوق العمالة الوافدة التي بنت الملاعب والمساكن، إلى جانب للتركيز على موضوع المثليين".

ولم يهتم أحد بهذه الانتقادات في منطقة الخليج التي بنيت على أكتاف العمال الوافدين، ويحظر فيها الشذوذ الجنسي.

وقال رجل الأعمال البحريني "أحمد فخرو": "دعونا نركز على الرياضة.. لنترك القضايا الثقافية ليوم آخر. عندما تم منح حق تنظيم البطولة كانت المواقف الاجتماعية للمُضيف معروفة، والقيم التي كانوا يدافعون عنها هي قيم المنطقة".

ورأى القطريون الهجوم الذي تعرض له بلدهم من خلال إطار العنصرية أو كجزء من حملة عدوانية من خصوم أجانب.

وقال رجل أعمال في قطاع الغاز: "تم التخطيط لهذه الحملة بشكل منظم.. لماذا يكرهوننا إلى هذا الحد؟ هل تعتقد أنه لا توجد انتهاكات في أوروبا؟".

وقالت سيدة الأعمال والناشطة في الدوحة "مباركة المري": "نعرف أن الإعلام هو واحد من الأدوات المستخدمة للتأثير على الناس، إنه مثل الحرب، وأنت معه لست بحاجة لاستخدام السلاح ومهاجمة الدول من أجل الإضرار بها".

أما "محمد القصبي" المتخرج من جامعة الدوحة، فقال: "ما لاحظته هو وجود خلفيات نمطية لدى البعض عن دول الخليج، وبعضها غير صحيح".

وفي خارج المنطقة تُصوَّر المناسبة بأنها الأكثر جدلاً، ويُتهم المنظمون بتجاهل تعليمات "فيفا" بمنع التمييز ومنح المساواة.

وتمت مصادرة أعلام الشواذ وأوشحة قوس قزح، وقال مشجع إماراتي في دبي: "هذا صدام في القيم.. علينا التحرك بعيداً عنه، وآمل أن نركز بشكل أكبر على صدام الفرق داخل الملعب".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مونديال قطر قطر الخليج دول الخليج