من الحرس الملكي لقيادة التطبيع.. نفوذ هائل لناصر بن حمد آل خليفة بالبحرين

الجمعة 2 ديسمبر 2022 11:14 ص

سلط موقع استخباراتي الضوء على النفوذ المتصاعد للأمير "ناصر بن حمد بن عيسى"، نجل ملك البحرين "حمد بن عيسى"، ومضيه في السيطرة على أجهزة الأمن والاستخبارات في المملكة الخليجية الصغيرة، متجاوزا أخيه غير الشقيق، ولي العهد الأمير "سلمان بن حمد"، بما في ذلك دوره الرئيسي في إدارة ملف التطبيع مع إسرائيل، ومشاركة البحرين في التدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن، وملفات أخرى.

وقال موقع "إنتلجنس أونلاين" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن الأمير "ناصر بن حمد آل خليفة" (المعروف أكثر باسم "الشيخ ناصر")، قاد التمرين العسكري المشترك بين البحرين والإمارات، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستغل الحدث كفرصة لإظهار مكانته القوية داخل جهاز الأمن البحريني، لا سيما أمام رئيس الإمارات "محمد بن زايد" الذي سافر إلى البحرين لهذه المناسبة.

وأصبح ابن الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، البالغ من العمر 35 عامًا، من زوجته الثانية "شيا بنت حسن الخريش العجمي"، شخصية رئيسية من أجهزة الأمن والاستخبارات البحرينية، على الرغم من كونه السادس في ترتيب عرش البحرين وفقًا لخلافة البكورة.

وأشار التقرير إلى أن "ناصر بن حمد" كان له دور فعال في قيادة أجهزة الأمن والاستخبارات التي ردت بعنف على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2011، والتي قادها جزئيا تجمع الأغلبية الشيعية في البحرين.

قائد الحرس الملكي

وبعد أشهر قليلة من الاحتجاجات، عينه والده قائداً للحرس الملكي، وهي وحدة النخبة في قوة دفاع البحرين تتألف إلى حد كبير من جنود باكستانيين وأردنيين، وكان ذلك بمثابة نقطة انطلاق للأمير خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، لمواصلة تسلق شجرة النفوذ.

وفي عام 2019، عين الشيخ "ناصر" مستشارا للأمن القومي، ثم في العام التالي، أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للدفاع، أعلى سلطة دفاع في البحرين.

ومنذ ذلك الحين، بنى الأمير استراتيجيته ليصبح المتحكم في السياسة الخارجية للمملكة على موضوعين: محاربة الحوثيين في اليمن وتهميش قطر في المنطقة، ومواجهة نفوذ إيران داخل البحرين، بحسب التقرير.

واعتبر الموقع أن الشيخ "ناصر"، يتخطى بسهولة وبشكل متكرر أخيه غير الشقيق "سلمان بن حمد آل خليفة"، ولي العهد ورئيس الوزراء والركيزة الثانية لسلطة الملك، والذي أصبح الآن ثقيلاً في الدولة البحرينية العميقة.

ورغم أن الأمير "سلمان" هو المشرف الرئيسي على أجهزة الاستخبارات البحرينية وعلى اتصال جيد بمختلف أفرع وزارة الدفاع، إلا أنه لا يزال يعاني من علاقة والده الخاصة مع الشيخ "ناصر"، وكثيرا ما يجلس ويشاهد ارتفاع شعبية أخيه غير الشقيق، حيث يهرع الدبلوماسيون ورجال الأعمال وضباط الجيش والمستشارون إلى الأماكن القليلة التي يظهر فيها الشيخ "ناصر" في الأماكن العامة، مثل نادي الرجبي البحريني الشهير.

عراب التطبيع

وبالإضافة إلى الاستفادة من مواءمة المصالح مع "آل نهيان" في أبوظبي، كان الشيخ "ناصر" هو عراب تقارب البحرين مع إسرائيل.

فبعد استضافة وفود الموساد في مكاتبه في الديوان الملكي قبل "اتفاق إبراهيم" في سبتمبر/أيلول 2020 بفترة طويلة، كان أيضًا المحرك وراء الواردات الكبيرة من الأدوات الإلكترونية الإسرائيلية التي لا تزال في قلب الاستراتيجية العالمية للبحرين.

وشمل ذلك وصولا خاصا للشيخ "ناصر" إلى برنامج التجسس الإسرائيلي "بيجاسوس" من مجموعة NSO Group الإسرائيلية، والذي، بدءا من استخدامه لاستهداف العديد من البحرينيين، كان بمثابة ناقل للتقارب الأمني ​​بين البحرين وأبوظبي.

ونتيجة لذلك، تمكن الشيخ "ناصر" من الوصول إلى معلومات من الإمارات، التي استخدمت البرنامج الإسرائيلي بين عامي 2020 و2021 في تتبع العديد من وزراء حكومة الرئيس اليمني السابق "عبدربه منصور هادي"، بالإضافة إلى العديد من أمراء "آل ثاني" في قطر.

نقطة اتصال لـ"محمد بن زايد"

ويقول التقرير إن الشيخ "ناصر بن حمد" بات نقطة الاتصال في البحرين لـ"محمد بن زايد"، ومستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد"، الذي يعمل معه على إعادة صياغة هيكل الأمن الإقليمي مع إسرائيل والولايات المتحدة.

كما أن لديه علاقات شخصية في الإمارات، من خلال زواجه عام 2009 من "شيخة بنت محمد بن راشد آل مكتوم"، إحدى بنات أمير دبي.

ينحاز الأمير البحريني النافذ إلى موقف المملكة العربية السعودية من اليمن، كما أنه على اتصال مباشر مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، على الرغم من عدم موافقته على قرار "بن سلمان" رفع الحظر المفروض على قطر، وهي وجهة نظر تشاركها أبوظبي.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ الشيخ "ناصر" أيضًا في الاستحواذ على الأصول الاقتصادية للبلاد، بعد أن عهد إلى "فهد آل خليفة"، المستشار السابق لرئيس الوزراء الراحل "خليفة بن سلمان آل خليفة"، الذي توفي عام 2020 وحل محله أخيه غير الشقيق "سلمان"، بجدول أعماله الرسمي.

وفي أبريل/نيسان 2021، أصبح رئيسًا لشركة Nogaholding، وهي الهيئة العامة الملحقة بوزارة النفط والتي تعتبر الآن ذراع الحكومة لتنويع مصادر الطاقة، وبات الشيخ "ناصر" يشرف على أصول النفط والغاز في البلاد مثل شركة النفط الوطنية شركة نفط البحرين (Bapco).

نفوذ اقتصادي

وضمن الاستراتيجية الاقتصادية للبحرين، مثل بقية ممالك الخليج، يدير الشيخ "ناصر" صندوق استثمار خاصا Infinity Capital، ويستخدمه لتعزيز مصالحه الشخصية في الخارج.

ويُعرف الشيخ "ناصر" أيضًا ببراعته الرياضية، وهو شغف قد يُفهم أنه طوره بعد أن كان يعاني من عقدة حول وزنه خلال سنوات مراهقته، وقد بدأ في القيام بالعديد من الاستثمارات في الرياضة في 2010.

في عام 2013، استعان الشيخ "ناصر" بالمستشار السلوفيني "ميلان إرزن" لتأسيس فرق الفروسية الخاصة به، ثم فريق محترف لركوب الدراجات في عام 2016. ثم استحوذت شركة Infinity Capital على نادي قرطبة الإسباني في عام 2019 واشترت حصة 20% من نادي باريس إف سي الفرنسي في عام 2020.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تطبيع البحرين العلاقات البحرينية الإماراتية ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة البحرين نفوذ

المحتجون هتفوا بـ"الموت لإسرائيل".. مظاهرة في البحرين رفضا للتطبيع وتضامنا مع القضية الفلسطينية

ولي عهد البحرين يبدأ إصلاحات اقتصادية بإبعاد مستشار آل خليفة المالي عن الصندوق السيادي

مصادر استخباراتية: شبكة اتصالات دفاعية تشعل التنافس بين نجلي ملك البحرين