رويترز: سوريا تقاوم مساعي روسية لعقد قمة بين الأسد وأردوغان

السبت 3 ديسمبر 2022 06:30 م

قالت 3 مصادر، إن النظام السوري برئاسة "بشار الأسد" يقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد قمة مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بعد عداء مرير على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.

لكن مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير، قالا إن دمشق ترجئ الأمر فحسب، وإن الأمور تسير بطريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين "أردوغان" و"الأسد".

وتدعم حكومة "أردوغان" مقاتلي المعارضة، الذين حاولوا الإطاحة برئيس النظام السوري، وتوجه اتهامات للأسد بممارسة إرهاب الدولة. وقالت خلال وقت سابق من الصراع إن جهود السلام لا يمكن أن تستمر في ظل حكمه.

ويقول "الأسد" إن تركيا هي "من يدعم الإرهاب من خلال مساعدة مجموعة من المقاتلين بينهم فصائل إسلامية، فضلاً عن القيام بتوغلات عسكرية متكررة في شمال سوريا". وتستعد أنقرة لعملية محتملة أخرى، بعد إلقاء اللوم على مقاتلين أكراد سوريين في تفجير بإسطنبول.

وساعدت روسيا "الأسد" على قلب دفة الحرب لصالحه، وتقول إنها تحاول وضع نهاية سياسية للصراع وتريد عقد محادثات بين الزعيمين. وأشار أردوغان إلى استعداده للتقارب.

وفي تصريحات بعد أسبوع من مصافحته الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" الشهر الماضي، قال "أردوغان" إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا".

وكان الرئيس التركي قال مراراً إنه لا يمكنه مقابلة زعيم وصل إلى السلطة في انقلاب.

وأوضح "أردوغان" في نقاش نقله التلفزيون في نهاية الأسبوع: "لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة".

لكن ثلاثة مصادر مطلعة على موقف سوريا من المحادثات المحتملة، قالت إن "الأسد رفض اقتراحاً لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وقال مصدران إن دمشق تعتقد أن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خصوصاً إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 ملايين لاجئ سوري من تركيا.

وتساءل أحدهما: "لماذا نمنح أردوغان نصراً مجانياً؟"، مضيفا: "لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، مشيراً إلى أن سوريا رفضت أيضاً فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.

وقال المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سوريا "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".

وقال مسؤولون أتراك هذا الأسبوع إن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزاً لتوغل بري في شمال سوريا، حيث نفذ بالفعل قصفاً مدفعياً وجوياً.

لكن الحكومة قالت أيضاً إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة".

وقال المسؤول التركي الكبير: "من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان في المستقبل غير البعيد".

وأضاف المسؤول: "بوتين يمهد ببطء لذلك، ستكون (الخطوة) بداية تغيير كبير في سوريا، وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا، ستستفيد روسيا أيضاً نظراً إلى أنها مشغولة في عديد من المناطق".

يأتي ذلك في وقت سبق أن استبعد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، عقد لقاء في هذه المرحلة بين "أردوغان" و"الأسد".

وقال "جاويش أوغلو"، خلال مقابلة أجراها مع قناة "تي  في نت" التركية، إن "روسيا لا تضغط لعقد هذا اللقاء، وإنما تقدم فقط اقتراحات حول الأمر"، مضيفا أن "اللقاء بين أردوغان والأسد غير وارد في هذه المرحلة".

وتشهد العلاقة بين تركيا والنظام السوري تحركات متواترة، تبدو متناقضة أحياناً، بين تكرار حديث المسؤولين الأتراك عن ضرورة اتخاذ خطوات جديدة في سوريا، مقابل استمرار الصدامات بين الطرفين عسكرياً.

وفي أغسطس/آب الماضي، اندلعت تظاهرات في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة للنظام السوري في شمالي وشمال غربي سوريا، احتجاجا على تصريحات لـ"جاويش أوغلو" دعا فيها إلى المصالحة بين نظام "الأسد" والمعارضة السورية.

لكن أنقرة أكدت عقب ذلك التزامها بالقرارات الدولية حول الحل السياسي في سوريا.

وما ضاعف الجدل هو إعلان "جاويش أوغلو" في منتصف الشهر نفسه، عن لقاء جمعه بوزير خارجية النظام السوري "فيصل المقداد" خلال اجتماع دول عدم الانحياز بالعاصمة الصربية بلجراد، نهاية العام الماضي.

لكن أنقرة أكدت أكثر من مرة أن الاتصالات مع النظام السوري تجري على مستوى أجهزة المخابرات من الجانبين، وتنفي وجود اتصالات رسمية سوى ذلك.

ولاحقا، شككت "بثينة شعبان" مستشارة "الأسد"، في التصريحات التركية الأخيرة بشأن إمكانية تحسين العلاقات بين البلدين، مشددة على أن "دمشق لا تثق في كل ما يصدر عن تركيا" في وسائل الإعلام، قائلة إنها "لا علاقة لها بالواقع".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأسد أردوغان وساطة روسيا تركيا سوريا

متحدث رئاسة تركيا: أردوغان مستعد للقاء الأسد بهذه الشروط

أردوغان يبدي رغبة في لقاء الأسد.. ويؤكد: لدى بوتين نظرة إيجابية لهذا الأمر

مباحثات روسية مع سوريا لتنفيذ اقتراح أردوغان عقد لقاء مع الأسد