استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رسائل عربية من مونديال قطر

الاثنين 5 ديسمبر 2022 02:32 م

رسائل عربية من مونديال قطر

مهما هرولت أنظمة (عربية) لفرض تقاربها مع الكيان الصهيوني، فإن ذلك لن يجدي مع الشعوب ولن يغير من واقع الأمر شيئاً.

أكدت الجماهير العربية لأنظمتها أن التطبيع سقط مرة أخرى شعبياً بالمنطقة رغم كل الشحن والجهود المحمومة خلال السنوات الماضية لفرض التطبيع.

أبلغ ما وجّهه مونديال قطر هذه اللُحمة العربية فتمازجت الأهازيج ورُفعت الأعلام وانتصر عربٌ لعربٍ في الشوارع والمدارج، فرحوا بالنصر معاً وحزنوا للخسارة معاً.

قفزة الشاب التونسي أمين بلاغة في قلب الملعب بعلم فلسطين رسالة واضحة وصريحة لمن يهمه الأمر، وتتويجاً لأيام من الانتصار للقضية بكل شوارع الدوحة خلال المونديال.

حمل قادة قطر كل أعلام العرب المشاركين في رسالة واضحة أن ما يوحدنا سيغلب يوماً ما كل ما يفرقنا، وأن هذه البطولة الناجحة ليست رسالة قطرية فقط، بل رسائل كل العرب.

*   *   *

لم تكن قفزة الشاب التونسي أمين بلاغة في قلب الملعب في مباراة تونس وفرنسا، مجرد عملية بهلوانية قام بها شاب طائش بغية الشهرة وجلب الأنظار، لأن حمله لعلم فلسطين وهو يقتحم الملعب كان رسالة واضحة وصريحة لمن يهمه الأمر، وتتويجاً لأيام من الانتصار للقضية في كل شوارع الدوحة خلال هذا المونديال.

لم يكن أحد ينتظر أن تتحول فلسطين إلى قلب هذا المونديال، ولكن الشعوب العربية المنتشرة في شوارع قطر، طرحت قضيتها الأم مجدداً على الطاولة أمام أنظار العالم، وأكدت لكل أنظمتها أن نظرية التطبيع سقطت مرة أخرى شعبياً في المنطقة برغم كل الشحن وكل الجهود المحمومة خلال السنوات الماضية لفرض التطبيع.

ولكم استمتعنا خلال هذه الأيام بالصحافي الإسرائيلي وهو يشتكي من الجمهور العربي، منبوذاً ومطروداً من الجميع، يبتعد عنه الناس أمتاراً بمجرد أن يكشف عن هويته، وكأنه حمى ستصيبهم. ومهما هرولت أنظمة لفرض تقاربها مع الكيان الصهيوني، فإن ذلك لن يجدي مع الشعوب ولن يغير من واقع الأمر شيئاً.

كانت فلسطين أولى الرسائل التي وجهها العرب من الدوحة إلى كل العالم، ولكنها لم تكن الرسالة الوحيدة، كان الصحافيون والمواطنون الغربيون مندهشين من عائلات قطرية تخرج إلى الشارع بعد المباريات لتوزع الأكل والتمور والقهوة على الجماهير في الشارع.

لم يتعودوا ذلك، غمرهم هذا الدفء وهذه البساطة وهذه الروح العربية العالية في استقبال الضيوف، رسالة أمان وسلام تدحض كل ما روجوه طيلة سنوات عنّا من شرور لا عدّ لها.

رفع المنظمون سقف هذه التظاهرة العالمية عالياً وصعّبوا المهمة على من بعدهم. ولكن الأهم هو عدم تنازل المنظمين تحت الضغط العالي الذي مارسته دول بغاية التشكيك أولاً ثم محاولة فرض نوع من الهيمنة الثقافية ثانياً.

ولكن أبلغ ما وجّهته بطولة قطر، هو هذه اللُحمة العربية العربية، تمازجت الأهازيج ورُفعت الأعلام وانتصر عربٌ لعربٍ في الشوارع والمدارج، فرحوا بالنصر معاً وغضبوا للخسارة معاً، وحمل قادة قطر كل أعلام العرب المشاركين في رسالة واضحة أن ما يوحدنا سيغلب يوماً ما كل ما يفرقنا، وأن هذه البطولة الناجحة ليست رسالة قطرية فقط، إنها رسائل كل العرب.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس فرنسا فلسطين التطبيع الكيان الصهيوني كأس العالم 2022 رسائل عربية مونديال قطر