الجارديان: روسيا تُضاعف بيع نفطها بأساليب تخفي منظمة لتجاوز العقوبات

الأربعاء 7 ديسمبر 2022 02:58 م

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن زيادة في عدد ناقلات النفط الروسية التي تسير مظلمة لتجنب متابعتها في جنوب المحيط الأطلسي بالاعتماد على أساليب تمويه وتخفي مختلفة، منها إطفاء أجهزة التعقب ورفع أعلام دول أخرى عليها، لتجنب العقوبات الغربية.

وقالت الصحيفة إن السفن تنقل النفط إلى حاويات لا علاقة لها بروسيا سرًا من خلال إطفاء أجهزة التعقب الخاصة بها عند المرور عبر أعالي البحار؛ لتجنب الإبلاغ عن صادرات النفط الخاصة بها.

يأتي ذلك في ظل حد أقصى تفرضه الدول الغربية على سعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل وجرى تفعيله بداية من الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ويُحظر على الشركات في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واليابان وأستراليا، تقديم خدمات تُمكن عمليات النقل البحري، مثل التأمين، في حال انتهاك قرار الحد الأقصى على سعر برميل النفط الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتوسط الشهري لما تسمى العمليات المظلمة وأيضاً عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في جنوب المحيط الأطلسي، تضاعف في المدة بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2022 مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة لهذه المدة، وذلك وفقاً لتحليل للتحركات أجرته شركة الاستخبارات البحرية Windward.

 فقد كان هناك حوالي 35 حادث "نشاط مظلم" في سبتمبر 2022، وحوالي 50 عملية في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وانخفض الرقم في نوفمبر 2022 إلى ما يتجاوز عتبة الـ40 عملية.

وتسعى ناقلات النفط التي تستطيع إخفاء أي روابط بينها وبين روسيا، عن طريق عمليات تحويل النفط غير القانونية في وسط المحيط، إلى تجنب أي شهادة سعر على شحناتها.

وبهذا الصدد، قال "آمي دانيال"، الرئيس التنفيذي لشركة Windward، إن روسيا كانت تتعلم من إيران وكوريا الشمالية خلال الأشهر الستة الماضية كيف تراوغ العقوبات.

وأضاف، "نشهد دورة متنامية من التعلم والتكيف من جانب الأسطول الروسي والأطراف المرتبطة بروسيا".

من جانبها، نشرت شركة Windward أيضاً ما أشارت إلى أنه يحمل بصمات حالة واقعية للنفط الروسي الذي يُنقل عن طريق حاوية تحمل علماً كاميرونياً.

وأشارت إلى أن السفينة غيرت مالكها المسجل، لتصبح مسجلة باسم شركة مستقرة في جزيرة سيشل في يونيو/حزيران عام 2022، بجانب رمز النداء الخاص بها، قبل أن تخرج في زيارة أولى إلى الرأس الأخضر، حيث التقت ببضع سفن أخرى.

وبعد أسبوعين، تحركت الحاوية إلى شمال وسط المحيط الأطلسي، حيث ظلت لثلاثة أيام، قبل أن تتحرك إلى جنوب المحيط الأطلسي، بالقرب من المياه الإقليمية لناميبيا، وذلك وفقاً للتحليل. وقيل إنها أرسلت إشارات زائفة لموقعها.

وتحركت السفينة بعد ذلك في وسط أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى داخل المياه الإقليمية لأنغولا، حيث بثت الحاوية من نفس الموقع لستة أيام، وهو ما وصفته شركة Windward بأنه سلوك غير اعتيادي بالنسبة لحاوية في البحر، قبل أن تتوجه الحاوية نحو آسيا، حيث وجهة وصولها الأخيرة، ميناء "تانجونغ بروس" الماليزي.

والاثنين، دخل حيز التنفيذ الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي المنقول بحرا في يونيو/ حزيران الماضي، وأيضا قرار دول مجموعة السبع الصناعية والاتحاد الأوروبي واستراليا بتحديد سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل أو أقل.

وتأتي الإجراءات في إطار العقوبات على روسيا من أجل الحد من عائداتها المالية وبالتالي تقليص وسائل تمويل حربها في أوكرانيا التي بدأتها في فبراير/ شباط الماضي.

كما ترغب أوروبا في تقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، بعدما أثبتت الأزمة الأوكرانية أنها تقع تحت رحمة موسكو بشأن أمن الطاقة لديها.

وسبق أن أعلنت روسيا أنها لن تقبل بأي سقف يُفرض على سعر نفطها، وحذرت من أنها لن تصدر نفطها للدول التي تفرض حدًا أقصى على سعره حتى لو اضطرت إلى خفض الإنتاج.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

النفط الروسي روسيا الاتحاد الأوروبي المحيط الأطلسي

ستراتفور: آثار جيوسياسية هائلة لتطورات سوق النفط العالمي

واشنطن بوست: العقوبات الغربية فشلت في إضعاف الاقتصاد الروسي