التايمز: العرب أمام لحظة فرح عربية استثنائية إذا فاز المغرب على البرتغال

الجمعة 9 ديسمبر 2022 01:26 م

"انتصار مغربي جديد في المونديال سيكون لحظة فرح عربية استثنائية وسيعطي كأس العالم في قطر احتفال غير مسبوق بالتعددية الثقافية".. هكذا تحدث المعلق الرياضي في  صحيفة "التايمز" البريطانية "مات ديكسون"، حول مباراة المغرب مع البرتغال، السبت، في ربع نهائي مونديال قطر.

ويلفت في مقال له إن المباراة قد تعطي صورة عن تعددية ثقافية، "فكلما قلّت الفرق الأوروبية في البطولة، أصبحت أكثر تعددية، وانعكست في أول مباريات كأس للعالم تنظم في دولة عربية".

ويضيف: "أشعر بالإثارة من فكرة وصول فريق من القارة الأفريقية، وفي النهاية لكأس العالم، ومن يريد، باستثناء الجانب البرتغالي، حرمان المنتخب المغربي الذي تعادل مع كرواتيا وهزم بلجيكا وطرد إسبانيا، من الوصول إلى مباريات نصف النهائي".

ويتابع: "تعتبر هذه (المباريات) من الرحلات المميزة.. حوّل نظرك بطريقة أو بأخرى، ستجد الحياة الاجتماعية الضيقة للدوحة وقد تم اكتشافها من معلّم إنجليزي يعيش هنا منذ 25 عاما".

ويزيد "ديكسون": "سأذهب لتشجيع الأسود الحمر"، وأضاف أن هناك "حانة أيرلندية جيدة".

وقال إن مترو الدوحة هو المكان المهم، وفيه يمكن أن تشاهد بوتقة صهر للجنسيات، وجه أوروبي، 10 من شبه القارة الهندية في قمصان "ميسي" و"رونالدو"، مشجعون صاخبون من أمريكا اللاتينية، ومهاجرون من غانا والسنغال لم يتوقعوا أبدا في حياتهم أن تلعب فرقهم قريبا من عتبات بيوتهم، وعرب يلوحون بعلم فلسطين.

ويتابع الكاتب: "عندما نغادر هذا البلد الثري بشكل غريب، ولا أحد يفهمه بطريقة حقيقية، فإننا سنعود إلى حياتنا ولن يتغير أي شيء إلا لمحة التفاؤل من أن لعبة كرة القدم أصبحت عالمية".

ويزيد: "ربما ليس هو الحال، فربما انتهينا بالأرجنتين والبرازيل، فرنسا أو إنجلترا في مباريات الدور نصف النهائي.. فأمريكا اللاتينية وأوربا لا تزالان تهيمنان على كرة القدم.. وربما لم نعتد بكلام جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا عندما قال: لا يوجد هناك فريق كبير أو صغير، الساحة متساوية جدا، وهو ما يكشف أن كرة القدم باتت عالمية".

وفي الوقت الذي قد ننتهي بنهائي متوقع، لكن لا أحد يمكنه إنكار أن الدول من كل قارات العالم كانت ممثلة في مرحلة خروج المغلوب: آسيا، وأفريقيا، أوروبا، وأستراليا، وشمال وجنوب أمريكا، حسب "ديكسون".

ومن المصادفة أو الأهمية نقل المباريات إلى قارات جديدة، فكوريا الجنوبية حصلت على المرتبة الرابعة في كأس العالم عام 2002، وغانا في أول كأس للعالم نُظم في أفريقيا عام 2010، وفي أول مباريات تنظم في العالم العربي، وصل المنتخب المغربي إلى ربع النهائي.

وفي مونديال قطر، وصلت 3 وجهات من آسيا إلى مرحلة الـ16، اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، فيما تركت إيران بصمتها بعدة طرق.

ويعتبر كأس العالم من أنجح المباريات في الملاعب للأمم الأفريقية، فقد تربع المغرب على رأس قائمته، وأصبحت الكاميرون أول دولة أفريقية تهزم البرازيل في كأس العالم.

وهزمت تونس حاملةَ اللقب فرنسا، وحطمت 24 نقطة في مرحلة المجموعات، بينما كان الرقمَ القياسي السابق للدول الأفريقية عام 2002 وهو 15 نقطة.

وهذه أول مباريات كأس العالم تشارك فيها منتخبات أفريقية يديرها مدربون أفارقة.

وأنجح المدربين هو "وليد الركراكي"، مدرب المنتخب المغربي، والذي قال: "نتحدث عن الفرق الأوروبية وفرق جنوب أفريقيا، وآمل أن نرى في المستقبل فرقا أفريقيا تتوج أبطالا لكأس العالم". ويضيف: "حلم الركراكي ليس مستحيلا بعد أداء فريقه".

وقادت زيادة عدد الفرق المشاركة في مونديال 2026 إلى 48 منتخبا لتفكير سيئ، ولكن هذه الزيادة تعكس تمثيل آسيا وأفريقيا.

ويقول "ديكسون": "فكر بما كان محمد صلاح سيقدمه للمباريات هذه لو لم يواجه المنتخب المصري نظيره السنغالي في مرحلة التصفيات.. واليوم بات المغرب هو حامل الراية".

ويتابع: "بعيدا عن تكرار الحجج المقدمة ضد قرار منح قطر تنظيم أول مباريات كأس العالم في بلد عربي، فإن كأس العالم في الدوحة قدم فرصة نادرة وربما استثنائية عن التضامن العربي، حيث حشد العرب أنفسهم وراء منتخب بعد آخر".

ومن اللحظات المهمة في كأس العالم، مشجعون سعوديون خلعوا غترهم احتفالا بفوز منتخب بلادهم على الأرجنتين، في لحظة انتصار كروي.

وإذا انتصر المغرب على البرتغال، فستكون لحظة أخرى تعطي العالم العربي لحظة استثنائية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المغرب تعددية ثقافية قطر مونديال قطر

وصفة الجماهيرية.. هكذا وحد المنتخب المغربي العالم العربي

المغرب والبرتغال.. مباراة بحمولة تاريخ ألف عام في مونديال قطر