مونديال قطر والتطبيع.. الدعم الهائل لفلسطين يدفع إسرائيل لاختبار استدامة اتفاقات إبراهيم

الأحد 11 ديسمبر 2022 11:37 ص

كيف أثرت أجواء كأس العالم لكرة القدم في قطر على دولة الاحتلال الإسرائيلي؟ حول إجابة هذا السؤال دار مقال كتبه "معتصم دللول" بموقع "ميدل إيست مونيتور"، ذكر فيه أن مشجعي كرة القدم في قطر أظهروا دعمًا كبيرًا لفلسطين والقضية الفلسطينية، ومشاعر معادية لإسرائيل.

وأضاف "دللول"، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن إسرائيل أبرمت اتفاقين لتطبيع العلاقات مع مصر والأردن فقط منذ إنشاء دولة الاحتلال الصهيوني في أعقاب قتل الفلسطينيين وطردهم قسريًا من منازلهم وأراضيهم وقراهم ومدنهم في عام 1948 حتى عام 2019، مشيرا إلى أن الاتفاق شمل إقامة علاقات ثنائية، وتبادل للسفراء، ورحلات جوية مباشرة، وأنشطة اقتصادية مشتركة، وعلاقات دبلوماسية.

وفي عام 2020، أعلن الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" عن التوسط في اتفاقات إبراهيم وهي اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، لتبدأ الدول الثلاث علاقات طبيعية وتعاون متبادل وتبادل دبلوماسي للبعثات الدبلوماسية ورحلات جوية.

واعتبرت دول التطبيع العربية الجديدة اتفاقيات التطبيع الجديدة مع إسرائيل فرصًا تاريخية للتعاون والتنسيق المشترك على المستويين الأمني والتجاري الإقليمي.

وقبل نهاية عام 2020، أصبح المغرب ثالث دولة عربية تطبيع العلاقات مع الدولة الصهيونية. وبدأ البلدان علاقات طبيعية ووقعا عدة اتفاقيات متبادلة حتى الآن.

ثم أعلن قادة الانقلاب السوداني "عبدالفتاح البرهان" أن سلطته ستعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومع ذلك، لم يتحقق ما أعلنه، ولكن على أرض الواقع، جرى تبادل رفيع المستوى للزيارات والاجتماعات بين كبار المسؤولين.

وكان الشيء الأكثر شيوعًا في الدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل هو الاحتجاجات المحدودة المناهضة للتطبيع في الشوارع وكذلك في وسائل الإعلام.

لكن أنظمة تلك الدول، التي تحكمها نظم استبدادية، حظرت انتقاد التطبيع وأمرت بإطلاق حملات إعلامية لتبييض إسرائيل وشيطنة الفلسطينيين، واحتوت جميع الإجراءات المناهضة للتطبيع، حتى اقتصر الإخبار عن الأنشطة المناهضة للتطبيع على وسائل الإعلام الدولية.

ومن أجل السماح لمشجعي كرة القدم الإسرائيليين بالسفر إلى قطر للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ، توصل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وإسرائيل وقطر إلى اتفاق مؤقت بأن تسمح قطر، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، للإسرائيليين بالسفر مباشرة من تل أبيب إلى الدوحة لحضور البطولة.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن ما يقدر بـ 10 إلى 20 ألف إسرائيلي مسجل اشتروا تذاكر لكأس العالم في قطر، بينهم 3500 فقط مسجلين كإسرائيليين، والباقين مسجلين بجنسيات أخرى.  

ومع ذلك، لم يكن من السهل على إسرائيل العثور على أي شركة طيران خاصة لبدء رحلات مباشرة بين إسرائيل وقطر، قال رئيس المديرية الوطنية للدبلوماسية العامة في وزير الخارجية الإسرائيلي، "ليئور هايات"، قبل 3 أيام من بدء البطولة.

ومنذ انطلاق بطولة كأس العالم، أظهر المشجعون دعمًا كبيرًا لفلسطين والقضية الفلسطينية، ومشاعر معادية لإسرائيل، ولم يتمكن المراسلون الإسرائيليون من العثور على معجبين عرب، أو حتى أجانب، لإجراء مقابلات معهم.

ودفع هذا الطوفان من التأييد لفلسطين وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي المسؤولين الإسرائيليين إلى اختبار مدى التزام الدول العربية التي تطوعت بإبرام اتفاقات إبراهيم.

وكان الاختبارا ذو اتجاهين، الأول هو قياس ردود الأفعال على تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي "إبادة جماعية بطيئة" في الضفة الغربية المحتلة، والثاني هو قيام مسؤولين إسرائيليين كبار بزيارة الدول العربية.

وبينما انشغلت الدول العربية في بطولة كرة القدم، سافر الرئيس الإسرائيلي، "إسحاق هرتسوج"، إلى الإمارات والتقى رئيسها "محمد بن زايد آل نهيان"، منتصف هذا الأسبوع، وطمأنه على أن "اتفاقيات إبراهيم هي إجماع وطني في إسرائيل".

وقال "هرتسوج" لـ "بن زايد": "الآن، علينا أن نصل إلى علو شاهق لتحسين العلاقات بيننا أكثر، وتقويتها، وجلب المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم".

وجاءت زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى الإمارات بعد يوم واحد من زيارته لمملكة البحرين، حيث خاطب البحرينيين قائلاً: "أنتم في طليعة صنع التاريخ في المنطقة، حيث يعيش اليهود والمسلمون معًا، يا بني ابراهيم تقدموا بسلام".

وعقب زيارة "هرتسوج" للدولتين الخليجيتين، التقى الوفد الإسرائيلي مع مسؤولين مغاربة في الرباط ولتوطيد العلاقات الاقتصادية، ووقعوا صفقة للتنقيب عن الغاز والنفط.

وأعلنت شركة "نيوميد إنرجي" الإسرائيلية توقيع اتفاقيات "أداركو إنرجي" المحدودة والمكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم.

وإزاء ذلك، أصبح واضحا لإسرائيل أن المشاعر المعادية لإسرائيل، التي انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي خلال مونديال قطر، ليست أكثر من رد فعل مؤقت من قبل مشجعي كرة القدم المتحمسين، في حين تؤكد الأنظمة الحاكمة التزامها بالعلاقات مع إسرائيل.

وفي هذا الإطار، تلقى عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتطرف، "إيتمار بن غفير"، ترحيبًا حارًا في سفارة الإمارات بتل أبيب، الخميس الماضي، بعد وقت قصير جدًا من الإشادة بضابط شرطة الحدود الإسرائيلي الذي أعدم شابًا فلسطينيًا من المسافة صفر في الخليل.

وخلص "دللول" إلى أن السياسيون الإسرائيليون احتاجوا إلى اختبار ولاء العرب لدولة الاحتلال، لكن بالنسبة لسياسي مخضرم مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف "بنيامين نتنياهو"، لم تكن هناك حاجة لذلك، فهو يعلم جيدًا أن اتفاقيات إبراهيم مستقرة وقوية.

المصدر | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل الضفة الغربية قطر مونديال قطر

استطلاع: غالبية الفلسطينيين يؤكدون استعادتهم الثقة بالعرب في تأييد قضيتهم

مونديال قطر.. إعادة اعتبار للقضية الفلسطينية وصفعة للتطبيع

كاتب إسرائيلي بعد مشاركته في المونديال: قطر لا ترحب بنا