كيف تنمو الدبلوماسية الإماراتية للتوسط بين الفرقاء؟.. بلومبرج تجيب

الأحد 11 ديسمبر 2022 01:51 م

أفرجت روسيا عن نجمة كرة السلة الأمريكية "بريتني جرينر"، مقابل إطلاق الولايات المتحدة سراح تاجر الأسلحة الروسي سيء السمعة "فيكتور بوت"، المحتجز في سجن أمريكي منذ 12 عاماً.

الصفقة التي تمت بوساطة إماراتية، تعزز دور دبلوماسية أبوظبي التي أظهرت قدرة دون غيرها على إنجاز الكثير من الأمور، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، وحربها الأخيرة في أوكرانيا.

وحسب تقرير لوكالة "بلومبرج"، فإنه من بين جميع الدول التي حاولت التوسط مع روسيا منذ غزوها أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، نجحت الإمارات وشركاؤها في الشرق الأوسط في إنجاز الأمور.

وحدث أول تبادل كبير للسجناء بين روسيا وأوكرانيا في سبتمبر/أيلول، بتيسير من الإمارات، إلى جانب السعودية وتركيا.

تصريحات متناقضة

ولفت التقرير إلى نجاح الإمارات بالمساعدة في تسهيل تبادل السجناء بين روسيا والولايات المتحدة، وتقدم الكرملين بالشكر إلى الرياض وأبوظبي على جهودهما.

وقال بيان إماراتي سعودي مشترك، الخميس، إن الرئيس الإماراتي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" قادا جهود الوساطة للإفراج عن "جرينر"، مضيفا أن اللاعبة وصلت إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو بعد إفراج السلطات الروسية عنها.

لكن البيت الأبيض قال لاحقا إن إطلاق سراح "جرينر" جاء نتيجة مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا فقط، نافيا مزاعم أي دور للدولتين الخليجيتين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارين جان بيير"، ردا على سؤال حول دور السعودية: "الدولتان الوحيدتان اللتان تفاوضتا بشأن هذه الصفقة هما الولايات المتحدة وروسيا (...)، لم تكن هناك وساطة".

قبل أن تضيف: "نثمن دور الإمارات في استقبال "جرينر" على أراضيها.

ونقل تقرير "بلومبرج" عن المعلق السياسي المقيم في الإمارات "عبدالخالق عبدالله"، في تغريدة على "تويتر"، قوله إن أنباء صفقة "جرينر" بوت كانت بمثابة "انتصار للدبلوماسية الخليجية".

كما نقل التقرير عن مسؤول إماراتي بارز (طلب عدم الكشف عن هويته): "ساعدت الإمارات في بدء الوساطة في مبادلة جرينر بعد أن زار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سانت بطرسبرغ في أكتوبر/كاون الأول الماضي".

وأضاف: "خلال تلك الزيارة، أشاد بوتين بالإمارات، وقال إنها يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا".

سياسة الإمارات

و"بن زايد" واحد من قلة من الرؤساء الذين قرروا زيارة روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.

ولفت التقرير إلى أن الجهود الدبلوماسية للمساعدة في إطلاق سراح السجناء هي الأحدث لتعزيز الصورة الدولية للدولة الخليجية الغنية بالنفط.

وأشار إلى أنه في العام الماضي، نجحت المحادثات المغلقة التي توسطت فيها الإمارات في ضمان التزام الهند وباكستان المسلحتين نوويًا، باحترام وقف إطلاق النار في عام 2003.

وسبق أن شرح مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية "أنور قرقاش"، موقف الإمارات، بالقول: "نؤمن بأن الاصطفاف والتموضع لن يفضي إلا إلى مزيد من العنف، وفي الأزمة الأوكرانية أولوياتنا تشجيع جميع الأطراف لتبنّي الدبلوماسية والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة".

ووفق المحلل السياسي "محمد تقي"، فإن الإمارات تحاول استغلال علاقاتها الدبلوماسية مع كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا كقوة دبلوماسية ناعمة لحل هذه الأزمة.

ولعل مساعي الإمارات الأخيرة حول تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا وارتباطه باستئناف صادرات الأمونيا الروسية التي تستخدم في صناعة الأسمدة إلى آسيا وأفريقيا، عبر خط أنابيب أوكراني، هو امتداد لدور سعودي وتركي سابق.

وبينما تفاوضت الرياض على إطلاق سراح السجناء الدوليين في سبتمبر/أيلول، ونجحت في ذلك، كان مفهوما أن تركيا توسطت في تبادل الأسرى الأوكرانيين والروس، قبل أن تنجز مهمتها في اتفاق تصدير الحبوب، بل وتمديده لاحقا.

بينما يقول المحلل السياسي الإماراتي "حسن إبراهيم النعيمي"، إن دول الخليج العربي باتت وازنة وذات تأثير على المستوى الدولي، لافتا إلى أن الأمر لا يقتصر على السعودية والإمارات فحسب، بل تعتبر قطر لاعبا أساسيا في هذه الوساطة.

ويؤكد أن دول الخليج تأمل أن تنجح تحركاتها الدبلوماسية في حلحلة الأوضاع، ووضع حد لمنع انزلاق العملية العسكرية، وتطورها إلى حدود لا يمكن السيطرة عليها.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات وساطة إماراتية تبادل سجناء دبلوماسية الإمارات