معهد دول الخليج: قطر شاركت إيرادات المونديال مع جيرانها رغم رفضهم المشاركة بالتجهيزات

الجمعة 16 ديسمبر 2022 04:24 م

قال تحليل نشره "معهد دول الخليج العربية" إن بطولة كأس العالم في قطر أثبتت أنها مكسب كبير للتعاون الخليجي، حيث شاركت قطر وجيرانها الخليجيين الإيرادات المالية السخية للبطولة الأشهر عالميا، والتي تحولت إلى نعمة اقتصادية للمنطقة، رغم رفض جيران قطر المشاركة في التجهيزات للبطولة من حيث الاستثمارات.

واعتبر التحليل، الذي كتبه "مهران هاجيريان" وترجمه "الخليج الجديد"، أن البطولة وما شهدته ستمهد الطريق لتطوير التعاون الخليجي في المستقبل القريب.

وأشار الكاتب إلى الحصار الذي فرضه بعض جيران قطر عليها في منتصف 2017، والذي قادته السعودية والإمارات وشاركت فيه البحرين ومصر، موضحا أن دول الحصار كانت تريد، ضمن شروطها لفك الحصار، سحب تنظيم المونديال من قطر أو عل الأقل مشاركتهم في ذلك التنظيم.

وبينما لم تشارك قطر التنظيم مع أحد، قررت مشاركة جيرانها للمكافآت والإيرادات المالية للبطولة، ولكن في إطار تعاوني بعد انتهاء الأزمة الخليجية. 

وكان مشهد انضمام ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وولي عهد الكويت الشيخ "مشعل الأحمد الجابر الصباح"، ونائب الرئيس الإماراتي "محمد بن راشد" لأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" في حفل افتتاح كأس العالم، عاكسا لشعور الوحدة الخليجية.

ومن المرجح أن يسافر المزيد من المسؤولين الإقليميين إلى قطر قبل المباراة النهائية في 18 ديسمبر.

ويرى الكاتب أن قطر كانت "ملزمة" بمشاركة بعض جوانب كأس العالم مع جيرانها، حتى منذ مراحل التخطيط المبكر للبطولة، وهو ما سعت إليه بالفعل.

لكن دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة تجنبت إلى حد كبير مقترحات مشاريع استثمارية كبيرة تتعلق بالحدث، كما أن الأزمة الخليجية التي استمرت لأكثر من 3 سنوات لم تساعد على هذه التحضيرات.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة بين قطر والبحرين، معقدة، مما يجعل أي تنسيق بشأن المشاريع المشتركة أمرًا صعبًا.

ومع ذلك، استثمرت قطر مليارات الدولارات ليكون تنظيم البطولة في أفضل صورة، وجعلت البطولة بمثابة نعمة اقتصادية للإمارات والسعودية، وبدرجة أقل الكويت وسلطنة عمان، وظلت البحرين وحدها بعيدة عن هذه التدفقات.

ووفقًا لتقرير صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من قبل RedSeer Strategy Consultants ، كان من المتوقع أن تقدم كأس العالم "زيادة هائلة قدرها 4 مليارات دولار في مستويات الإنفاق في دول مجلس التعاون الخليجي" مع زيادة الإنفاق من قبل السياح والسكان المحليين.

وكان من المتوقع أيضا أن تكسب صناعة الخدمات الغذائية في دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 6 مليارات دولار من الطلبات الإضافية عبر الإنترنت والشخصية.

ورصد التحليل مظاهر التعاون الخليجي خلال المونديال من خلال الرحلات الجوية المستمرة للناقلات الخليجية الجوية والتي نقلت المشجعين، والتسهيلات التي منحتها الرياض وأبوظبي لتنقل المشجعين الحاملين لبطاقات "هيا" ومنحهم تأشيرات مجانية.

وركز على الخصوصية التي تعاملت بها السعودية مع البطولة، نظرا لمشاركة المنتخب السعودي بها، وقرب قطر الجغرافي من المملكة.

ورغم ذلك، كان الكثيرين في السعودية، بحسب التحليل، حذرين من إظهار دعمهم لقطر قبل البطولة، وانتظر العديد من المشجعين لشراء تذاكر المباريات حتى يتمكنوا من رؤية تطور الأيام الأولى وما إذا كان آخرون من بلدهم سيسافرون إلى الدوحة بمباركة القادة.

وبعد مرور الأيام القليلة الأولى من البطولة بنجاح، بدأ الناس في جميع أنحاء المنطقة يدعون أن كأس العالم ملك لهم - فقد أصبح حدثًا خليجيًا وعربيًا وشرق أوسطيًا.

ويقول الكاتب إن كأس العالم 2022 مثلت نموذجًا للتعاون في الأحداث الدولية الكبرى الأخرى المقرر إقامتها في المنطقة، حيث تدرس المملكة العربية السعودية تقديم عرض مشترك لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 مع مصر واليونان، وستقام بطولة كأس آسيا في المنطقة، حيث تستضيفها قطر عام 2023، والسعودية عام 2027.

وتسعى الدوحة أيضًا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036.

ويختم بالقول: "كانت كأس العالم مثالاً لما يمكن أن يحققه التعاون الإقليمي، حيث عززت اقتصاد المنطقة والمبادرات الدبلوماسية".

المصدر | معهد دول الخليج العربية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مونديال قطر كأس العالم في قطر التعاون الخليجي

معهد دول الخليج: مونديال قطر شكل أداة دبلوماسية هائلة للتقارب السياسي بين الدول