لماذا شعرت النساء بالأمان في كأس العالم 2022؟ كان هذا هو السؤال الذي بحثت شبكة BBC البريطانية عن إجابة له، خلال تقرير نشرته حول المونديال، الذي يقترب من نهايته خلال ساعات بقطر، والذي شكلت استضافته حالة استثنائية من الجدل الذي تحول إلى الاهتمام.

الكحول.. كانت هذه كلمة السر، وفي تقرير BBC الذي ترجمه "الخليج الجديد"، نقل عن "بيت باسيكا" برازيلية من ساو باولو، والتي سافرت إلى الدوحة لحضور المونديال: "بالنسبة لي كامرأة بمفردي، أشعر بأمان أكبر بدون الكحول في الملاعب. أنا لا أحب ذلك عندما يكون الجميع في حالة سكر".

وحاورت BBC "باسيكا"، خلال جولة لها في سوق واقف بالعاصمة القطرية، حيث جاءت لتشتري بعض الهدايا، قبل عودتها إلى بلادها، عقب خروج منتحب السامبا من الدور ربع النهائي للبطولة.

وأكدت "باسيكا"، التي كانت ضمن لجنة المتطوعين خلال مونديال البرازيل 2014، أن "التجربة مختلفة للغاية في قطر"، مضيفة: أحيانًا أكون المرأة الوحيدة في المترو لكني أشعر بالأمان".

وتابعت أنها تقرأ أشياء كثيرة عن المنطقة، حول أنها خطيرة جدًا على النساء، لكنها أكدت أنها تشعر بالاحترام من قبل الجميع، مردفة: "ليس لدي مشكلة في أن أكون هنا بمفردي".

وفي سوق واقف، تقول BBC إن رائحة الشيشة المختلطة برائحة اللحم المشوي أضافت دفئا للمكان، لكن الشئ الوحيد الذي لن تجده هنا هو الكحول، حيث بيعه متحكم فيه ومحدود في قطر، والتي تعد دولة مسلمة محافظة.

وقبل يومين فقط من حفل الافتتاح، تم الإعلان عن عدم بيع الكحول للجماهير داخل الملاعب، على الرغم من وجود مناطق محددة في مناطق المشجعين، حيث يمكن لمن يريد، تناول المشروبات الكحولية.

وتقول "كارين ريتامال"، مشجعة الأرجنتين، إنه على الرغم من محدودية الوصول للكحول، تمكنت هي وأصدقاؤها من الحصول على مشروب كل يوم منذ أن كانوا هنا - لكنها أكدت أنها تفضل الملاعب الجافة (بلا كحوليات)، خاصة بالنسبة لمجموعتها.

وتقول: "نحن من الأرجنتين.. نعيش كرة القدم، وعندما نخسر نكون غاضبين بشدة، لذلك أفضل عدم وجود كحول في ذلك الوقت".

وتتذكر "ريتامال" مدى إحباط وغضب الجماهير عندما خسرت الأرجنتين أمام السعودية في مباراتها الافتتاحية في المجموعة، قائلة: "عندما انتهت المباراة، ظلوا (المشجعون السعوديون) يأتون إلينا ويقولون: أين ميسي؟ أين ميسي؟" وأضافت:"لقد كنا حزينين وغاضبين حقًا".

وتعتقد "ريتامال" أنه لو تفاقمت هذه المشاعر بسبب الكحول، لكان الوضع متوترًا للغاية.

ومع ذلك، قالت إنها شعرت عمومًا بالراحة في التنقل بين الملاعب خلال البطولة.

وتقول BBC إن هذه المشاعر تتناقض مع مشاعر الغضب التي سادت في نهائي بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2020" في ومبلي، حيث انتشرت الفوضى خارج الملعب، وشاهدها الجميع حول العالم، وتحدث الكثيرون عن افتقادهم للشعور بالأمان، ووصفه بالبعض بأنه "يوم عار لإنجلترا".

وقالت الشبكة إنه في محاولة لتجنب الاشتباكات بين المشجعين وسلطات إنفاذ القانون المحلية خلال مونديال قطر، تم نشر عدد من ضباط الشرطة البريطانية في قطر للعمل كـ "مترجمين ثقافيين" بين المشجعين وسلطات إنفاذ القانون ، بينما وفرت تركيا وباكستان الأمن الخاص بهما.

ومنذ البداية، تم وصف هذه البطولة بأنها صديقة للأسرة، بحسب التقرير الذي يقول: "هذا واضح في المباريات، حيث يمكن رؤية الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال من جميع الأعمار بأعلام في أيديهم، والبعض الآخر يبكي إذا خسر فريقهم.. وقال الكثيرون إن قلة المشروبات الكحولية في الملاعب ساهمت في خلق أجواء صديقة للأطفال".