كشفت صحيفة إسبانية عن وساطة يقوم بها ملك الأردن "عبدالله الثاني" لمحاولة حلحلة الأزمة بين الجزائر وإسبانيا، والتي أفضت إلى إغلاق خط الغاز المغاربي الذي كان يمد الدولة الأوروبية بالغاز الجزائري مرورا بالأراضي المغربية، مشيرة إلى أن تلك الوساطة قاربت على النجاح، ومتحدثة عن جهود من العاهل الأردني لوقف مزيد من التدهور في العلاقات الجزائرية المغربية.
وقالت صحيفة "لابانجوارديا" الإسبانية، إن الملك الأردني توصل إلى اتفاق مبدئي في الجزائر لإعادة فتح خط الغاز المغاربي المغلق منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في أقرب وقت ممكن.
وأفادت بأن إعادة الافتتاح ستساعد على تقليل التوتر السياسي بين إسبانيا والجزائر الذي تسبب في ضرر كبير لعشرات الشركات الإسبانية التي لم تتمكن منذ يونيو/حزيران الماضي من الوصول إلى السوق الجزائرية.
وذكرت أن الموقف الرسمي للجزائر هو أن العلاقات التجارية مع إسبانيا ستبقى مجمدة طالما أن الحكومة في مدريد يرأسها "بيدرو سانشيز".
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي جزائري فضل عدم ذكر اسمه، قوله: "نحن ندعم وساطة الملك عبدالله الثاني. أعتقد أنه يمكن أن يحدث قريباً جداً، وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا".
وأحرز العاهل الأردني أيضا، بحسب الصحيفة، "تقدماً كبيراً جداً" من الممكن أن يفضي إلى اجتماع جزائري مغربي في سويسرا.
ونقلت عن الدبلوماسي الجزائري قوله إن هذا الاجتماع "قد يكون قريباً جداً أيضاً".
وتعيش العلاقات الجزائرية الإسبانية أزمة متصاعدة منذ إعلان السلطات الجزائرية وقف أنبوب المغرب العربي-أوروبا، والذي كان يزود إسبانيا بالغاز عبر المغرب، وكان الأخير يستفيد من كميات من هذه المادة في إطار حقوق العبور لإنتاج الكهرباء.
وكان الأنبوب يزود إسبانيا بعدة مليارات متر مكعب سنويا من الغاز، إضافة لكميات أخرى يقتطعها المغرب تصل إلى مليار متر مكعب سنويا، موجهة لإنتاج الكهرباء عبر محطتين تشتغلان بالغاز.
وجاء وقف العمل بهذا الخط، على خلفية أزمة دبلوماسية بين الجزائر والمغرب، سبقها إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع الجار الغربي في أغسطس/آب من العام الماضي، على خلفية "أعمال عدائية من الرباط ضدها" بحسب الجزائر.
وينطلق هذا الأنبوب من حقل "حاسي الرمل" الضخم جنوب الجزائر وصولا إلى جنوبي إسبانيا، مرورا بالأراضي المغربية، ويمكنه نقل كميات غاز سنوية تصل إلى 12 مليار متر مكعب.
وكان العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني" قد زار الجزائر يومي 4 و5 ديسمبر/كانون الأول الجاري في سياق جولة خارجية انطلقت من مصر مرورا بالجزائر وانتهت في إيطاليا.
