خطة أمريكية لمنع إيران من إنتاج الطائرات المسيَّرة

الخميس 29 ديسمبر 2022 05:58 ص

بدأت الولايات المتحدة "برنامجا موسعا" يهدف إلى "خنق قدرة إيران على تصنيع الطائرات المسيرة"، بما يحد من استخدامها من قبل روسيا في معاركها ضد أوكرانيا.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط قولهم إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً حثيثة لمنع إيران من إنتاج الطائرات المسيَّرة، ضمن مساعي الولايات المتحدة المستمرة لقطع وصول "التكنولوجيا النووية" إلى طهران.

فيما ستعمل واشنطن على تزويد الجانب الأوكراني بمضادات دفاعية لإسقاط هذه المسيَّرات، إن فشل البرنامج، وفق المسؤولين.

يأتي ذلك في ظل تحرك الإدارة الأمريكية، خلال الأسابيع الأخيرة، لمنع حصول إيران على المكونات الغربية التي تدخل في تصنيع هذه الطائرات، خاصة بعد أن تبين استخدام تقنية أمريكية الصنع إثر فحص حطام طائرات مسيَّرة أُسقِطَت.

وتتسع دائرة المخاوف الغربية من العلاقة بين روسيا وإيران التي تصل إلى حد بناء تحالف جديد، حسب الصحيفة، وسط تحذيرات من تزويد طهران موسكو بالصواريخ لمعالجة النقص الحاد في الصواريخ الروسية، بعد تزويدها بالطائرات المسيَّرة التي ساهمت في "إنقاذ فلاديمير بوتين".

وتتهم كييف طهران بتزويد موسكو بما يصل إلى 1700 طائرة مسيرة من طراز شاهد-136 القادرة على حمل ذخائر، وتقول إن روسيا استخدمتها لضرب أهداف في أوكرانيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال رئيس المخابرات الأوكرانية في مقابلة، الجمعة، إن روسيا أطلقت بالفعل حوالي 540 طائرة مسيرة على أهداف عسكرية وأخرى للطاقة في أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى الجهود الأمريكية في مساعدة القوات الأوكرانية على استهداف المواقع التي يعتقد أنه يتم تجميع طائرات إيرانية مسيرة فيها، ناهيك عن توفير تقنيات أمريكية للأوكرانيين تعطيهم إنذارا مبكرا مع اقتراب أسراب طائرات مسيرة.

كذلك لفتت إلى أنّ الولايات المتحدة تعمل على تصميم تقنيات جديدة لإعطاء إنذارات باقتراب المسيَّرات لتحسين فرص إسقاطها، لكن هذه التكتيكات لم تعد كافية، في ظل تنامي التحديات على الأرض.

وقال مسؤولون استخباراتيون أمريكيون، إنهم يستفيدون من خبرتهم في التعامل مع برنامج إيران النووي، للحد من قدرتها على تصنيع الطائرات المسيرة ونشرها، خاصة أن طهران تنشط في "السوق السوداء" للتزود بالتقنيات التي تحتاجها لتجنب ضوابط التصدير.

وفرضت الولايات المتحدة في السابق عقوبات على شركات وأفراد اتهمتهم بإنتاج أو نقل طائرات إيرانية مسيرة استخدمتها روسيا لمهاجمة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

من جانبه، قال "مايكل كوفمان" مدير الدراسات الروسية (معهد أبحاث مقره في فيرجينيا)، إنّ العقوبات لم تضمن حلاً فورياً.

وأضاف: "العقوبات تؤخر عمليات شراء المكونات"، داعياً إلى الاهتمام بفرض ضوابط على شركات تصدير التقنيات.

ورغم نفيها للاتهامات كليا في بادئ الأمر، أقرت إيران بإرسال طائرات مسيرة لروسيا لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الغزو الروسي في فبراير/شباط الماضي، فيما نفت موسكو استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا.

وبدأت إيران تطوير برامج للطائرات المسيرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988).

وقال قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء "محمد باقري" الأحد إن القوات المسلحة "ستواصل تنمية وتطوير طائراتها المسرة"، مؤكدا أن طهران "ستتعاون مع دول مختلفة" في هذا المجال.

ورأى أن الطائرات المسيرة التي أنتجتها إيران "تتميز بالدقة والتحليق لفترات طويلة واستمرار العمليات وتنفيذ المهمات على مستوى عالمي كبير، وأنها قادرة على تنفيذ عمليات مختلفة"، وفق ما نقلته عنه وكالة "تسنيم".

ومنحت الحرب الروسية في أوكرانيا إيران فرصة لإنتاج الطائرات المسيَّرة بكميات كبيرة، فيما تشير الصحيفة إلى تنامي القلق بفعل وجود نقاش حول افتتاح مصنع إيراني داخل روسيا لإنتاجها.

وقالت الصحيفة إنّ روسيا وإيران عملتا على تطوير صناعة الطائرات المسيَّرة، بعد أن تبين وجود خلل فيها، بحيث باتت قادرة على العمل في شتاء أوكرانيا القارس.

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "أدريان واتسون"، وجود حملة واسعة لمنع إيران من إنتاج المسيَّرات.

وقالت: "نبحث منع ذلك من خلال فرض العقوبات ووضع ضوابط على التصدير، وكذلك بالتواصل مع الشركات التي استُخدمت قطع من إنتاجها في صناعة المسيَّرات".

إلى ذلك، قالت الصحيفة إنّ الإدارة الأمريكية تعمل مع الجانب الإسرائيلي لوقف هجمات الطائرات المسيَّرة، إذ عقد مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، الخميس الماضي، اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين، بهذا الشأن.

وناقش "سوليفان" مع المسؤولين الإسرائيليين العلاقة العسكرية المتنامية مع روسيا، بما في ذلك نقل الأسلحة إلى أوكرانيا واستخدامها في قصف المدنيين.

ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل تاريخ طويل من التعاون مع التهديدات التكنولوجية الإيرانية، إذ ساهم تعاونهما في شنّ أكبر هجمة إلكترونية على منشآت الطرد المركزي النووية في إيران.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا إسرائيل مسيرات إيران روسيا أوكرانيا

مجلة أمريكية: إيران تبني حاملة طائرات مسيرة وتلتف على عقوبات واشنطن

كيف تقاتل الطائرات بدون طيار فوق أوكرانيا؟