وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بأنه لاعب ماهر على المسرح الدولي، ويحاول تطويع القضايا الدولية لصالحه.
جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة، الأربعاء، التي جاءت بعنوان "النظام العالمي الجديد وصعود قوى الوسط"، والتي لفتت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أعطت أنقرة نفوذاً حقيقياً، حيث توسط الأتراك في صفقة للسماح بنقل الحبوب عبر البحر الأسود، ما يخفف من تضخم أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم.
وتوقعت أن تلعب تركيا دورًا مهمًا في مفاوضات السلام المستقبلية. وعلى الرغم من عضويتها في الناتو، لم تنضم تركيا إلى العقوبات الغربية على روسيا.
ومن أنقرة إلى الرياض، تشير الصحيفة أن ارتفاع أسعار الطاقة المرتبط بحرب أوكرانيا أدى إلى زيادة النفوذ السعودي.
وتضيف أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الذي تحدث عن تحويل السعودية إلى دولة "منبوذة، قام بزيارة إلى الرياض خلال الصيف.. وفي الأسابيع الأخيرة، استضاف السعوديون الرئيس الصيني، شي جين بينج".
وترى الصحيفة أن الغرب لا يستطيع تجاهل قوى الوسط الممثلة في مجموعة العشرين، لأن ثقلها الاقتصادي المتزايد يعني أنها ضرورية لتشكيل قواعد التجارة والتكنولوجيا والعقوبات والمعايير الدولية.
وترى الصحيفة أيضا أن قوى الوسط عليها أيضًا التفكير مليًا في مواقفها.
وتقول إن دفاع هذه الدول عن مصالحها أمر عادل بما فيه الكفاية، لكن العدوان غير المنضبط من قبل روسيا والصين سيهدد في النهاية أيضًا مصالح قوى الوسط مثل تركيا وإندونيسيا والهند ودول الخليج.
وترى "فايننشال تايمز" أن المنافسة المتزايدة بين التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة والمحور الروسي الصيني توفر فرصًا وتهديدات "لقوى الوسط".
وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن وبروكسل وبكين وموسكو توجيه الشؤون العالمية في اتجاهها، يتعين عليهم إعطاء المزيد من الاهتمام لوجهات نظر قوى الوسط، مثل تركيا والسعودية وإندونيسيا وجنوب أفريقيا.
