ألقت صحيفة أيرلندية الضوء على وثائق سرية، كشف عنها حديثا، تشير إلى تسليح النظام الليبي في عهد "معمر القذافي" للجيش الجمهوري الأيرلندي؛ انتقاما من رئيسة وزراء بريطانيا السابقة "مارجريت تاتشر"؛ بسبب علاقاتها المتوترة مع طرابلس.

الوثائق التي نشرتها صحيفة "ذا إيريش تايمز" المحلية، كانت بعهدة الخارجية الأيرلندية ورفعت عنها السرية وسلمتها إلى الأرشيف الوطني.

وتشير تلك الوثائق إلى اجتماع ضم كل من وزير خارجية أيرلندا، آنذاك، "جيري كولينز"، بالممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة "أبوزيد عمر دوردة"، في عام 1991.

وأصبح "دوردة" مسؤولا عن جهاز المخابرات الليبية الخارجية، حتى الإطاحة بـ"القذافي" عام 2011.

وكان محور الاجتماع تسليح "القذافي" للجيش الجمهوري الأيرلندي، وعلاقاته مع بريطانيا في عهد "تاتشر".

وخلال الاجتماع، قال "كولينز" لـ"دوردة" إن "القذافي" إذا رغب في الانتقام حقا من "مارجريت تاتشر"، فعليه أن ينقل التجارة لدول مثل إيرلندا بدلا من تزويد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالأسلحة والمتفجرات.

وأشار "دوردة" إلى أن بريطانيا كانت ثاني أكبر شريك تجاري لليبيا، وأنه لا يرى أي سبب يمنع بلاده من إقامة علاقات جيدة مع المملكة المتحدة، لكنه قال إن العلاقات كانت سيئة للغاية من الناحية السياسية.

وأرجع "كولينز" ذلك إلى الدعم الليبي للجيش الجمهوري الإيرلندي في الماضي. ورد "دوردة" بأن هذا توقف منذ عامين.

وأوضح "كولينز" أنه إذا كانت شحنة الأسلحة من ليبيا على متن سفينة الصيد "اسكند" قد وصلت في عام 1987 "لكانت هناك حرب أهلية في أيرلندا"، وأضاف: "ليبيا كانت تلحق الضرر بدولة صديقة".

ورد الدبلوماسي الليبي أن ذلك كان مجرد رد فعل على موقف "تاتشر" من ليبيا وكرر أنه قد توقف الآن.

وقال "كولينز" إن بلاده تريد علاقات جيدة مع ليبيا، "ولكن يجب أن تتوقف ليبيا عن إمداد الجيش الجمهوري الأيرلندي بالأسلحة".

وشدد الممثل الدائم لليبيا إنه يستطيع أن يؤكد للوزير أن "ليبيا قد أوقفت هذا الآن تماما".

وتضيف الوثيقة: "كان (دوردة) يعتقد أن الحكومة الأيرلندية يمكن أن تلعب دورا في المساعدة على تحسين العلاقات بين ليبيا والمملكة المتحدة".

وعاد "دوردة" إلى ليبيا عام 1993 وأصبح فيما بعد رئيسا لجهاز المخابرات الخارجي واعتقل في 2011 خلال الثورة الليبية، عندما كسرت ساقاه بعدما سقط من النافذة أثناء محاولة القبض عليه.

ومكث في السجن لمدة 8 سنوات قبل إطلاق سراحه وتوفي في القاهرة العام الماضي.