زار وفد من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، المدعوم من الإمارات، إقليم شينجيانج (تركستان الشرقية) ذا الأغلبية المسلمة الذي يضم عرقية الإيجور، وأثنى على ما أسماه "جهود الصين في مواجهة الإرهاب".
والتقى أعضاء الوفد مسؤولين صينيين، كما توجهوا لزيارة متحف "مكافحة الإرهاب والتطرف" في الإقليم، والذي يروج لجهود بكين في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر انتهاك حقوق أقلية الإيجور المسلمة.
بدأت الزيارة السبت الماضي، وترأس الوفد رئيس المجلس الإماراتي "علي النعيمي"، وضم أكثر من 30 شخصية من 14 دولة عربية وإسلامية، من بينهم مستشار الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" للشؤون الدينية "أسامة الأزهري".
وانطلق الوفد من الإمارات تحت رعاية السلطات الصينية، وبطلب منها، حسب ما ذكره موقع "ميدل إيست مونيتور".
وأشاد الوفد بما سمّوه "نجاح السلطات الصينية وحكومة الإقليم في اتخاذ إجراءات تحصّن الإقليم من الإرهاب والتطرف".
يضم ثلاثة أجنحة تبرز جهود بكين في مكافحة الإرهاب والتطرف.. وفد #المجلس_العالمي_للمجتمعات_المسلمة، برئاسة معالي الدكتور علي النعيمي، يزور "متحف مكافحة الإرهاب والتطرف" بإقليم تشينغ يانج الصينية#المجتمعات_المسلمة_في_الصين @Dralnoaimi pic.twitter.com/uxMGwc2Ab6
— Muslim Communities (@WMuslimCC) January 10, 2023
وأكد أعضاء الوفد أن "الشباب الإيجوري بحاجة إلى خطاب مقنع حتى لا يقع فريسة الجماعات الإرهابية"، على حد وصفهم.
وتضمنت زيارة الوفد الإماراتي كذلك تفقد الميناء البري لإقليم شينجيانج، بغرض الترويج للمشاريع التنموية والاقتصادية التي يتم تنفيذها في المنطقة.
وعلى الرغم من أن "النعيمي" شدد على أن "الاهتمام بالمسلمين في الصين ضرورة كبرى، ويجب أن نوضح للعالم أن الانتماءات العرقية والدينية والوطنية لا تتعارض بل تكمل بعضها البعض"، لكنه دعا إلى "توحيد الهويات والأجناس".
كما دعا إلى تعزيز التقارب من خلال المناهج التعليمية، وهي دعوة يخشى الناشطون الإيجور أنها تسعى فقط إلى القضاء على ثقافتهم وهويتهم الفريدة في منطقتهم.
فيما قال "الأزهري" في تصريحات صحفية: "هذه الزيارة بمثابة مد وبناء الجسور بين الدول العربية والإسلامية والصين في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وإعادة صهر كل القوميات الموجودة في مقاطعة شينجيانج في ثوب واحد ونسيج واحد".
وفد المجلس يزور الميناء البري لمقاطعة شينجيانج الصينية، للتعرف على المشاريع التنموية والاقتصادية التي يتم تنفيذها في المنطقة بما يخدم مشروع طريق الحرير، واطلع الوفد على دور المشروع في توفير فرص العمل والارتقاء بالحياة الاجتماعية والتجارية لسكان المنطقة#المجتمعات_المسلمة_في_الصين pic.twitter.com/e6XaT4dhPq
— Muslim Communities (@WMuslimCC) January 10, 2023
تأتي هذه الزيارة والإشادة تزامنًا مع إدانة واسعة من دول ومنظمات عالمية للصين، وتوثيق تقارير حقوقية لسياسة التطهير العرقي لأقلية الإيجور المسلمة.
وذهبت الإمارات حد استضافة شركة تنتج معدّات تجسّس صينية، تتعرف على ملامح وجوه الإيجور، بحسب ما كشفت سابقا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنّ "شركة (سينس تايم) وهي شركة صينية، تعرّضت لانتقاداتٍ من جماعات حقوقية وأدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء لتزويدها بكين بالتقنيات المستخدمة في تحديد ملامح الإيجور، وافتتحت في عام 2019 مقراً إقليمياً لها في أبوظبي".
في الوقت ذاته، خلص تحقيق أجرته شبكة "سكاي نيوز" إلى أن الصين تستهدف مسملي الإيجور والمنتقدين في الخارج، وتضغط على دول أخرى لاعتقالهم وترحيلهم، حتى إن مسؤولين صينيين رفيعي المستوى يجرون استجوابات في "مواقع سوداء" في الإمارات.
وأظهر تحقيق للشبكة، أن الإمارات أصبحت "أرض صيد ثمينة" لأجهزة الأمن الصينية، حيث تستخدم بكين المواقع السوداء في الإمارات لاحتجاز وتعذيب المسلمين الإيجور، وأن مطارها يستخدم للقبض عليهم لدى محاولتهم السفر إلى أوروبا وأمريكا.
من جهته، قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن عملاء الحكومة الصينية يعملون في الخارج على رصد الإيجور الذين فروا من الصين وتحديد هوياتهم لإجبارهم على التجسس لمصلحة الحكومة، أو إخفائهم وترحيلهم من عدد من البلدان في مقدمتها الإمارات.
فيما أشارت المقابلات التي أجرتها قناة "سكاي نيوز"، مع 7 أشخاص إلى أن حملة القمع الصينية ضد الإيجور تمتد إلى خارج إقليم شينجيانج، وقد خلص فريق التحقيق الاستقصائي، بناءً على الشهادات التي جمعها، إلى أن الإمارات هي أكثر الدول التي شهدت نشاطاً لأجهزة الأمن الصينية المكلفة بملاحقة الإيجور.
ومؤخرا، اتهمت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الصين باحتجاز نحو مليون من مسلمي الإيجور، فيما يشبه "معسكر احتجاز ضخم محاطًا بالسرية".
ولم تكن مفاجأة أن العلماء السعوديين والسوريين والإماراتيين المشاركين في الوفد يمثلون الحكومات التي رفضت إدانة أو التحقيق في اضطهاد الإيجور، والتي وافقت على التعاون مع بكين في ترحيل الإيجور إلى الخارج وإعادتهم إلى الصين.
وتعرضت زيارة الوفد وإشادته بمجهودات الصين لانتقادات واسعة من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
د. أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية @usamaAlazhary زار إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة وأثنى على جهود الصين في "مكافحة التطرف" و"إعادة صهر كل القوميات في ثوب واحد ونسيج واحد". الأمم المتحدة اتهمت الصين ب "جرائم محتملة ضد الإنسانية" ضد الإيغور وباقي مسلمي الإقليم
— hossam bahgat حسام بهجت (@hossambahgat) January 10, 2023
مباركة اسلامية جماعية لاضطهاد المسلمين في الصين باعتباره مكافحة للتطرف والارهاب!
— Bahey eldin Hassan (@BaheyHassan) January 10, 2023
https://t.co/2yIcvyoJzl
يا دكتور نرى منكم تسويقا للصين التي تذبح وتعتقل المسلمين الايغور الأتراك... يا دكتور اتق الله في نفسك وفي علمك وفي دينك.. لا تكن جسرا لتطهير الصين من جرائمها ضد المسلمين... وانت ابن عشيرة النعيمي الكريمه.
— واصف هلال سلامة (@SlamtHlal) January 10, 2023
If caring for Muslims in China was a great necessity they would listen to Uyghur Muslims. But they do not.
— Uyghur American Association (@Uyghur_American) January 10, 2023
“Persuasive speech” is not what the Chinese government is giving it Uyghur youth. Try “genocide” or “crimes against humanity” https://t.co/Naje2py8g8
ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانج"، أي "الحدود الجديدة".
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.
ومنذ 2009، يشهد الإقليم، أعمال عنف دامية، قتل فيها حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية، ومنذ ذلك التاريخ نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الإيجور"، في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان.