مجلس إسلامي مدعوم إماراتيا يبارك انتهاكات الصين ضد الإيجور

الخميس 12 يناير 2023 10:56 ص

زار وفد من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، المدعوم من الإمارات، إقليم شينجيانج (تركستان الشرقية) ذا الأغلبية المسلمة الذي يضم عرقية الإيجور، وأثنى على ما أسماه "جهود الصين في مواجهة الإرهاب".

والتقى أعضاء الوفد مسؤولين صينيين، كما توجهوا لزيارة متحف "مكافحة الإرهاب والتطرف" في الإقليم، والذي يروج لجهود بكين في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر انتهاك حقوق أقلية الإيجور المسلمة.

بدأت الزيارة السبت الماضي، وترأس الوفد رئيس المجلس الإماراتي "علي النعيمي"، وضم أكثر من 30 شخصية من 14 دولة عربية وإسلامية، من بينهم مستشار الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" للشؤون الدينية "أسامة الأزهري".

وانطلق الوفد من الإمارات تحت رعاية السلطات الصينية، وبطلب منها، حسب ما ذكره موقع "ميدل إيست مونيتور".

وأشاد الوفد بما سمّوه "نجاح السلطات الصينية وحكومة الإقليم في اتخاذ إجراءات تحصّن الإقليم من الإرهاب والتطرف".

وأكد أعضاء الوفد أن "الشباب الإيجوري بحاجة إلى خطاب مقنع حتى لا يقع فريسة الجماعات الإرهابية"، على حد وصفهم.

وتضمنت زيارة الوفد الإماراتي كذلك تفقد الميناء البري لإقليم شينجيانج، بغرض الترويج للمشاريع التنموية والاقتصادية التي يتم تنفيذها في المنطقة.

وعلى الرغم من أن "النعيمي" شدد على أن "الاهتمام بالمسلمين في الصين ضرورة كبرى، ويجب أن نوضح للعالم أن الانتماءات العرقية والدينية والوطنية لا تتعارض بل تكمل بعضها البعض"، لكنه دعا إلى "توحيد الهويات والأجناس".

كما دعا إلى تعزيز التقارب من خلال المناهج التعليمية، وهي دعوة يخشى الناشطون الإيجور أنها تسعى فقط إلى القضاء على ثقافتهم وهويتهم الفريدة في منطقتهم.

فيما قال "الأزهري" في تصريحات صحفية: "هذه الزيارة بمثابة مد وبناء الجسور بين الدول العربية والإسلامية والصين في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وإعادة صهر كل القوميات الموجودة في مقاطعة شينجيانج في ثوب واحد ونسيج واحد".

تأتي هذه الزيارة والإشادة تزامنًا مع إدانة واسعة من دول ومنظمات عالمية للصين، وتوثيق تقارير حقوقية لسياسة التطهير العرقي لأقلية الإيجور المسلمة.

وذهبت الإمارات حد استضافة شركة تنتج معدّات تجسّس صينية، تتعرف على ملامح وجوه الإيجور، بحسب ما كشفت سابقا صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أنّ "شركة (سينس تايم) وهي شركة صينية، تعرّضت لانتقاداتٍ من جماعات حقوقية وأدرجتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء لتزويدها بكين بالتقنيات المستخدمة في تحديد ملامح الإيجور، وافتتحت في عام 2019 مقراً إقليمياً لها في أبوظبي".

في الوقت ذاته، خلص تحقيق أجرته شبكة "سكاي نيوز" إلى أن الصين تستهدف مسملي الإيجور والمنتقدين في الخارج، وتضغط على دول أخرى لاعتقالهم وترحيلهم، حتى إن مسؤولين صينيين رفيعي المستوى يجرون استجوابات في "مواقع سوداء" في الإمارات.

وأظهر تحقيق للشبكة، أن الإمارات أصبحت "أرض صيد ثمينة" لأجهزة الأمن الصينية، حيث تستخدم بكين المواقع السوداء في الإمارات لاحتجاز وتعذيب المسلمين الإيجور، وأن مطارها يستخدم للقبض عليهم لدى محاولتهم السفر إلى أوروبا وأمريكا.

من جهته، قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن عملاء الحكومة الصينية يعملون في الخارج على رصد الإيجور الذين فروا من الصين وتحديد هوياتهم لإجبارهم على التجسس لمصلحة الحكومة، أو إخفائهم وترحيلهم من عدد من البلدان في مقدمتها الإمارات.

فيما أشارت المقابلات التي أجرتها قناة "سكاي نيوز"، مع 7 أشخاص إلى أن حملة القمع الصينية ضد الإيجور تمتد إلى خارج إقليم شينجيانج، وقد خلص فريق التحقيق الاستقصائي، بناءً على الشهادات التي جمعها، إلى أن الإمارات هي أكثر الدول التي شهدت نشاطاً لأجهزة الأمن الصينية المكلفة بملاحقة الإيجور.

ومؤخرا، اتهمت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الصين باحتجاز نحو مليون من مسلمي الإيجور، فيما يشبه "معسكر احتجاز ضخم محاطًا بالسرية".

ولم تكن مفاجأة أن العلماء السعوديين والسوريين والإماراتيين المشاركين في الوفد يمثلون الحكومات التي رفضت إدانة أو التحقيق في اضطهاد الإيجور، والتي وافقت على التعاون مع بكين في ترحيل الإيجور إلى الخارج وإعادتهم إلى الصين.

وتعرضت زيارة الوفد وإشادته بمجهودات الصين لانتقادات واسعة من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانج"، أي "الحدود الجديدة".

وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.

ومنذ 2009، يشهد الإقليم، أعمال عنف دامية، قتل فيها حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية، ومنذ ذلك التاريخ نشرت بكين قوات من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الإيجور"، في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإيجور الصين الإمارات المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة علي النعيمي أسامة الأزهري

تحقيق كندي حول مزاعم عمل قسري للإيجور المسلمين بسلاسل توريد كبيرة