خبراء: الشرق الأوسط الرابح الأكبر من حظر أوروبا للديزل الروسي

الخميس 19 يناير 2023 03:41 م

رأي خبراء ومحللون أن دول الشرق الأوسط تبرز باعتبارها الرابح الأكبر مع اقتراب سريان حظر دخول الديزل والمنتجات البترولية الروسية إلى دول الاتحاد الأوروبي والمقرر في مطلع فبراير/ شباط المقبل.

ويهدف الحظر الأوروبي الذي سيبدأ في 5 فبراير/شباط المقبل، ويأتي ضمن حزمة عقوبات غربية؛ إلى تقليص عائدات موسكو المالية بغية لجم قدرتها على تمويل حربها في أوكرانيا المتواصلة منذ 24 فبراير/شباط 2022

وأوضح الخبراء أن دول الشرق الأوسط مدعومة بمصافي تكرير جديدة، وجغرافيا مواتية، وربما شحنات إضافية من المنتجات الروسية، ستوسع نطاق وجودها في سوق الطاقة الأوروبي بالتزامن مع الحظر.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن "إد مورس"، الرئيس العالمي لأبحاث السلع الأساسية في "سيتي جروب" قوله " اتضح أن الشرق الأوسط هو الفائز الأكبر لاستبدال أوروبا اعتمادها على موارد الطاقة الروسية بأخرى"

وأضاف أن الشرق الأوسط استفاد أيضا من استيراد الطاقة الروسية ذاتها التي تراجع تسعيرها بعد العقوبات الغربية، ومن خلال بعض الإضافات الضئيلة من الديزل من جهات أخرى لم يعد الخليط روسيا.

وأوضح الموقع أن دول الخليج أجرت عملية تبادل للأماكن مع روسيا في سوق النفط الخام، وأعادت توجيه مبيعاتها إلى أوروبا، بينما لجأت موسكو إلى عملائها التقليديين في آسيا وباعت لهم بأسعار مخفضة.

ارتفعت صادرات الخليج من الخام، إلى جانب المنتجات المكررة مثل الديزل وزيت الوقود ووقود الطائرات إلى أوروبا في أوائل عام 2023، حيث يبحث الاتحاد الأوروبي في السوق عن موردين جدد.

ووفق بيانات شركة كيبلر تعقب شحن البترول، فقد صدرت دولة الإمارات في أول 12 يومًا من عام 2023، 133 ألف برميل يوميًا من البترول والمنتجات ذات الصلة إلى أوروبا، محطمة بذلك الأرقام القياسية الشهرية لشهر يناير منذ عام 2017.

وتجاوزت صادرات السعودية البالغة 282 ألف برميل يوميًا في نفس الفترة الزمنية مستويات يناير/ كانون ثان بأكملها منذ عام 2019.

يأتي حظر الديزل الروسي لأوروبا في وقت مناسب تماما لدول خليجية أخرى مثل الكويت التي تستعد لإطلاق عدد كبير من المصافي الضخمة الجديدة.

وعلق "مورس" في هذا الإطار قائلا إن الكويت في وضع جيد بشكل خاص للاستفادة من الحظر.

وتعمل الكويت على زيادة الإنتاج في مصفاة الزور الجديدة - إحدى أكبر مصافي النفط في العالم - والتي ستكون لديها القدرة على معالجة 615 ألف برميل من الخام يوميًا عندما تعمل بكامل طاقتها.

في نوفمبر، شحنت الكويت أول دفعة من وقود الطائرات من موقع المصفاة، وعقب "مورس" قائلا: "إنهم مستعدون بقدرة تكرير جديدة لبيع الديزل في أوروبا.. والاستحواذ بنشاط على حصة في سوقها للطاقة"

وتؤكد مبيعات الديزل الكويتية إلى أوروبا في أول 12 يومًا من شهر يناير / كانون الثاني كيف أن المنتجين الخليجيين استفادوا من الاضطرابات في سوق الطاقة العالمية لتعزيز الصادرات.

وبلغت صادرات الديزل الشهرية من الكويت إلى أوروبا 59 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من 12 يناير/ كانون ثان، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مستوياتها في يناير/ كانون ثان 2022 بالكامل، وحوالي 900% أكثر من يناير 2021، حسبما أفادت بيانات شركة "كيبلر".

تعمل السعودية على تكثيف مصفاة جازان، التي من المتوقع أن تنتج أكثر من 200 ألف برميل يوميًا من الديزل عندما تصل إلى طاقتها الكاملة في وقت لاحق من هذا العام.

كما من المقرر أيضًا افتتاح مصفاة الدقم العمانية في نهاية عام 2023. وفي هذا الصدد يقول محللون إن ذلك سيزيد من قدرة السلطنة على تكرير الخام إلى ديزل وأنواع أخرى من الوقود بنحو 200 ألف برميل يوميا.

وإضافة لذلك، يرى المحللون أن دول الشرق الأوسط قد تشتري أيضًا المنتجات الروسية المنبوذة بسعر رخيص وتعيد تصديرها، مما يضع المنطقة في مكان جيد للعب على جانبي الحظر الذي يلوح في الأفق.

في الصيف الماضي، التهمت السعودية زيت الوقود الروسي الرخيص، مما سمح للخام الذي تستخدمه المملكة عادة للاحتياجات المحلية - مثل مكيفات الهواء العاملة - بأن يتم تصديره بأسعار أعلى إلى الخارج.

ووفق الموقع فقد دخلت بدورها مصر، وهي منتج طاقة صغير مقارنة السعودية، في اللعبة. واستوردت القاهرة مستويات قياسية من الوقود الروسي وزيت الأفران العام الماضي، وأعادت تصدير الكثير منه إلى السعودية، لكنها أحرقته أيضًا في الداخل لتحرير الغاز الطبيعي للتصدير.

كما تقدم تونس مثالاً حياً إعادة تصدير منتجات الوقود الروسية الرخيصة بعد خلطها وإعادة تسميتها لجعلها أكثر قبولا.

بدأت تونس الفقيرة بالطاقة في استيراد كميات ضخمة من النفثا الروسية (أحد منتجات النفط الوسيطة) في أغسطس/آب، ثم أعادت تصديرها إلى الخارج وتحديدا كوريا الجنوبية.

ويتوقع "فيكتور كاتونا" المحلل بشركة "كيبلر" أن يتم تكرار نموذج تونس عبر شمال أفريقيا بمجرد دخول حظر الديزل الأوروبي وتسقيف الأسعار الذي أقرته مجموعة السبع على المنتجات البترولية حيز التنفيذ.

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الديزل حظر الديزل الاتحاد الأوروبي

معركة الغاز.. خطط أوروبا لمواجهة "الشتاء العصيب" في ظل التصعيد الروسي

خبراء: هذا ما يعنيه التزويد الغربي لأوكرانيا بالدبابات بالمتطورة 

السعودية تستحوذ على الديزل الروسي وتورد إنتاجها إلى أوروبا