صحيفة روسية: رحيل حفتر يشكل اختبارا لنفوذ موسكو في ليبيا

الجمعة 20 يناير 2023 01:24 م

"رحيل الجنرال الليبي في شرق ليبيا خليفة حفتر ونقل سلطاته إلى نجله صدام سيشكل اختبارا لنفوذ روسيا في ليبيا".. هكذا تحدثت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية، في ظل فقد "حفتر" الاهتمام بترشيحه للانتخابات الرئاسية المنتظرة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "حفتر" عبّر في المفاوضات في مصر عن استعداده للتخلي عن المشاركة في السباق الرئاسي المتوقع تنظيمه هذا العام من قبل الوسطاء الدوليين، لتعلق بالقول: "يبدو أن المشير، الذي حاول الجانب الروسي الاعتماد عليه، كما يُظن عمومًا، مستعد لنقل سلطاته كلها إلى ولديه".

وأضافت: "على الرغم من ترجيح صعوبة توريث حفتر سلطاته، بسبب تضارب المصالح بين ولديه صدام وبلقاسم، يتوقع خبراء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن صدام هو من سيتولى قيادة الجيش الوطني الليبي في نهاية المطاف".

ووفقًا لهذه التقديرات، فإن تسليم قيادة الجيش الوطني الليبي لـ"صدام" سيكون اختبارًا للمصالح الروسية في ليبيا.

وعلى الرغم من أن موسكو تحدثت مرارًا عن وقوفها على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع الأهلي في الجماهيرية السابقة، فهناك فكرة مستقرة في مجتمع الخبراء مفادها أن شخصيات معسكر شرق ليبيا أقرب إلى موسكو، وفق الصحيفة.

وفي هذا السياق، يلفت معهد واشنطن الانتباه إلى حقيقة أن "حفتر الابن" يسلك مسارًا لتنويع الاتصالات الخارجية، كما يتضح من استعداده لإقامة علاقات مع إسرائيل، اللاعب المثير للجدل في العالم العربي.

ولا يستبعد المحللون أن تقوم برقة  في عهد "صدام" بالانضمام إلى "اتفاقات إبراهيم" للتطبيع مع إسرائيل.

وهذا، بالطبع، يثير مسألة مصداقية وفائدة الجيش الوطني الليبي لروسيا في ليبيا ما بعد "حفتر"، بالنظر إلى أن الإسرائيليين حلفاء للولايات المتحدة وينتمون شكليًا إلى المجتمع الغربي

وعلى هذه الخلفية، يشير الخبراء إلى أن إدارة الرئيس "جو بايدن" تحتاج منذ فترة طويلة إلى تجسيد مقارباتها في ليبيا حتى لا تفقد قدرتها على التأثير هناك.

وترى واشنطن في "حفتر" شريكًا أمنيًا وعسكريًا يمكن العمل معه، لتأمين نفوذها في البلاد، خاصة أنه أثبت عزمه التعاون مع واشنطن في هذا المجال، رغم أنه كان دائمًا إلى صف الروس في السنوات الأخيرة.

وسبق أن أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الدور الذي تلعبه روسيا على ساحة الصراع الليبي، فضلًا عن استمرار المخاوف من أن يؤثر عدم الاستقرار في البلد العضو بمنظمة "أوبك" على سلاسل إمدادات الطاقة العالمية، هذا إلى جانب أن عدم الاستقرار يعطي مساحة للجماعات المسلحة المتطرفة في البلاد.

وتركيز واشنطن على استقرار الوضع الأمني في ليبيا واستمرار إمدادات النفط الليبي نحو الأسواق الغربية، لا يخدم المصالح الروسية، فموسكو تستثمر في الأزمة وتعمل على تواصل الفوضى واستمرار الصراع في هذا البلد العربي حتى يتوقف إنتاج وتصدير النفط، خدمةً لمصالحها.

وسعى "حفتر" لتمتين علاقاته مع واشنطن، يعني أن موسكو ستخسر أبرز حليف لها في ليبيا، اعتمدت عليه خلال السنوات الأخيرة لدعم نفوذها ومكانتها هناك، ورغم عدم تمكنه من أداء أبرز المهام الموكلة إليه وهي السيطرة على العاصمة طرابلس، كان مهمًا جدًا لموسكو.

ويبدو أن روسيا تخسر ورقاتها الأخيرة في ليبيا، فبعد عجز حليفها "فتحي باشاغا" عن اقتحام طرابلس بقوة السلاح، رغم الدعم الكبير الذي حظي به، ها هي الآن قد تخسر حليفها "حفتر" الذي طالما راهنت عليه، ما يؤكد أن نفوذها هناك في تراجع لصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حفتر روسيا أمريكا صدام حفتر خليفة حفتر

سحب مقاتلي فاجنر الروسية من ليبيا يفاقم أزمات حفتر

تقرير أممي يدين الإمارات وروسيا في دعم جرائم حفتر بليبيا

ليبيا.. مقترح لتشكيل حكومة جديدة يصل البعثة الأممية