كشفت وكالة "رويترز" عن محادثات تجريها قطر لشراء حصة في مشاريع للطاقة في العراق تابعة لشركة "توتال إنرجيز" الفرنسية، بقيمة 27 مليار دولار.

ونقلت الوكالة عن 3 مصادر "مطلعة" لم تسمها قولهم، إن شركة "قطر للطاقة" الحكومية تتطلع إلى الاستحواذ على حصة بنحو 30% في المشروع.

وذكرت "رويترز" أن "قطر للطاقة" و"توتال إنرجيز" تجريان محادثات في هذا الشأن، وأن هناك ثقة كبيرة بأن الصفقة ستتم رغم عدم التوصل لاتفاق نهائي حتى الآن.

وتأمل السلطات العراقية وقف مساعي شركات الطاقة الغربية الرامية إلى الخروج من البلاد، فبعد مجموعة كبيرة من الصفقات أعقبت الغزو الأمريكي في 2003، سعت عدة شركات نفط عالمية إلى مغادرة العراق نتيجة لضعف العائد من اتفاقيات تقاسم الإيرادات.

ويمثل الحصول على استثمار كبير من دولة خليجية فوزاً مهماً لرئيس الوزراء العراقي "محمد السوداني" الذي تولى منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أكثر من عام من الاضطرابات السياسية، وسيكون أيضاً خطوة نحو مواجهة النفوذ الإيراني.

وكانت الآمال كبيرة عندما وقعت "توتال إنرجي" وبغداد اتفاقاً في 2021 لبناء 4 مشروعات عملاقة للطاقة الشمسية والغاز والكهرباء والمياه في جنوبي العراق على مدى 25 عاماً، في أن تعدل الشركات عن الخروج من البلاد، لكن شركات مثل "إكسون موبيل" و"شل" و"بي.بي" سعت إلى تقليص عملياتها في العراق على مدار السنوات القليلة الماضية.

صفقة "توتال إنرجيز" مع العراق، والتي تحتاج لاستثمارات مبدئية قيمتها 10 مليارات دولار، جاءت عقب زيارة من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في سبتمبر/أيلول 2021، لكن المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز اقتصاد العراق وتقليل اعتماده على الغاز الإيراني، لم ينطلق بعد.

ووفق "رويترز" فإن مصادر على صلة وثيقة بالصفقة قالت في فبراير/ شباط 2022، إن شروط الاتفاق، التي لم تعلن بعد ولم تُنشر سابقاً، أثارت مخاوف بين الساسة العراقيين كانت غير مسبوقة بالنسبة للعراق.

وتتضمن الصفقة إنشاء شبكة لجمع الغاز الطبيعي لإمداد محطات الكهرباء المحلية من خلال توسعة حقل الرطاوي، وبناء منشأة لمعالجة مياه البحر على نطاق واسع لتعزيز الإنتاج من حقول أخرى بتقنية حقن الماء، وإقامة محطة كبيرة للطاقة الشمسية في البصرة.

ولدى شركات الطاقة الفرنسية والقطرية شراكات وثيقة في قطاع إنتاج الغاز الطبيعي المسال القطري العملاق، إلى جانب مشروعات طاقة كبيرة في أنحاء العالم، منها مشروعات في جيانا وناميبيا وجنوب أفريقيا.

ووفق تقديرات سابقة، يمتلك العراق مخزوناً قدره 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، جرى إحراق 700 مليار قدم مكعب منها، نتيجة ضعف القدرة على استغلاله.