أثارت تغريدة لـ"ميخايلو بودولاك" مستشار مكتب الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، شكوك طهران حول احتمال مشاركة أوكرانيا في الهجوم الذي استهدف مصنعا عسكريا في أصفهان، ما دفعها لإطلاق تحذير كييف من احتمالية تواطئها في الهجوم.
وقال "بودولاك" في تعليقه على القصف الذي تعرض له الموقع العسكري الإيراني: "منطق الحرب مميت ولا يطاق، ويجبر أمير الحرب والمتواطئين معه على التعويض".
وأضاف أن "الانفجار الليلي في إيران، الذي استهدف إنتاج الطائرات دون طيار والصواريخ ومصافي النفط، سبق أن حذرت أوكرانيا بشأنه".
وأثار تزويد طهران موسكو بطائرات مسيرة لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، غضب كييف وانتقادات الغرب، وهو ما يعزز شكوك طهران حول مشاركة أوكرانية في العملية التي قالت وسائل إعلام غربية وإيرانية إن إسرائيل تقف خلفها.
من جهته، حذر مجلس الأمن القومي الإيراني الإثنين أوكرانيا، لاحتمال مشاركتها في القصف الذي نفذته إسرائيل مساء السبت والذي استهدف موقعاً عسكرياً بمحافظة أصفهان بثلاث طائرات مسيرة.
وقالت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني في تغريدة لها عبر "تويتر"، إن "تغريدة مستشار زيلينسكي التي أشارت إلى مشاركة كييف في العمل ضد إيران، مع الأخذ في الاعتبار التعبير عن مزاعم مماثلة من قبل السلطات شبه الرسمية في إسرائيل، تكشف عن استراتيجية كييف وتل أبيب المشتركة في تهديد أمن إيران".
ورأى المجلس أن عدم محاولة الحكومة الاوكرانية تبرئة ساحتها، يؤكد أنها مشاركة في العملية مع إسرائيل.
وفي سياق متصل، قالت وكالة أنباء "نور نيوز" الإيرانية في تقرير لها عبر موقعها الرسمي، إن "هذه التصريحات من قبل مسؤول أوكراني والقبول الضمني لمشاركة هذا البلد الانتقامية في حادث مساء السبت في مجمع ورش العمل التابع لوزارة الدفاع في أصفهان هو قبول بالمسؤولية يمكن أن يكون له عواقب قانونية كبيرة على كييف".
وأضافت: "بغض النظر عن صحة الادعاءات التي يمكن تحليلها في مكانها، فإن تبني نهج حاقد من قبل مسؤول أوكراني والسلطات شبه الرسمية للنظام الإسرائيلي يشير إلى الاستراتيجية المشتركة بين كييف وتل أبيب في تهديد أمن إيران".
وتابعت: "على الرغم من أنه لا يزال من الصعب للغاية تصديق موقف مستشار رئيس أوكرانيا، الذي أشار ضمنيًا إلى أن كييف متورطة في عمل عدائي ضد إيران، فإنه إذا لم تعلن حكومة أوكرانيا رسميًا تبرئتها، فيجب عليها أن تكون مستعدة لقبول عواقب هذا الموقف غير المسؤول".
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت ليل السبت الأحد، أن دفاعاتها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية بمحافظة أصفهان.
ولم تقم طهران بإلقاء اللوم رسميا على إسرائيل في الهجوم الذي وصفه وزير الخارجية "حسين أمير عبداللهيان" بـ"الجبان"، الذي يهدف إلى خلق "انعدام الأمن" في إيران.
لكن التلفزيون الرسمي بث تصريحات للنائب "حسين ميرزاعي"، قال فيها إن هناك "تكهنات قوية" بأن إسرائيل وراء العملية.
من جانبه، قال الزميل الشريك بمعهد واشنطن "فرزين نديمي": "لا يبدو هناك صلة مباشرة بين أوكرانيا وهجوم السبت".
وأشار إلى أن إسرائيل كانت على الأرجح وراء الضربة، بالنظر إلى تاريخ الموساد "باستخدام طائرات بدون طيار لمهاجمة المواقع العسكرية والنووية الإيرانية".
وقال إنه بالإضافة إلى التسبب في أضرار مادية، فإن هذه الهجمات تهدف إلى إرسال "رسالة إلى النظام في طهران مفادها أن (إسرائيل) لديها إمكانية الوصول إلى مواقعها الحساسة وأن دفاعاتها الجوية ليست منيعة".
وفي حديثه لـ"واشنطن بوست"، قال "نديمي" إن الموقع يحتوي على الأرجح على معلومات حساسة تتعلق بالتكنولوجيا النووية وبرنامج الأسلحة الإيرانية.
وفي هذا السياق، أفاد مسؤولون أمريكيون تحدثوا دون الكشف عن هويتهم بأن إسرائيل تقف خلف هذا الهجوم.
كذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأشخاص مطلعين بأن عملية استهداف المجمع الدفاعي في إيران بطائرات بدون طيار نفذتها إسرائيل.
فيما امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
وتملك إسرائيل تاريخا حافلا في شن هجمات على منشآت البرنامج النووي الإيراني كجزء من حرب الظل المستمرة بين الخصمين الإقليميين، وهي حملة تصاعدت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.
وفشلت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران للعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يفرض قيودا على برنامج البلاد النووي مقابل رفع العقوبات عنها وهي اتفاقية انسحب منها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" عام 2018 بشكل أحادي، مما دفع طهران للتقدم في تخصيب اليورانيوم.
