سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء، الثلاثاء، على تداعيات هجمات الطائرات المسيرة الأخيرة، التي اسهدفت إيران، وأشارت إلى أن "تل أبيب نفذتها لتوصيل رسالة إلى طهران"، مرجحة أن العمليات جرت بالتنسيق مع واشنطن.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل صعدت هجماتها ضد إيران، بقصفها 3 أهداف هي مصنع أسلحة قرب مدينة أصفهان، وقافلتا شاحنات عند الحدود العراقية السورية خلال أقل من 48 ساعة، لافتة إلى أن أهداف القصف ليست محصورة بالبرنامج النووي الإيراني ولا بالأراضي السورية.

وأضافت أن هذه الهجمات وتغيير السياسة الإسرائيلية حيالها بدأت خلال ولاية حكومة "بينيت – لابيد" السابقة، التي قررت الاستمرار في اغتيال مسؤولين في البرنامج النووي ومنع نقل أسلحة إيرانية إلى سوريا و"حزب الله" اللبناني ومنظمات موالية لإيران.

وفي إطار هذه السياسة، نفذت إسرائيل 3 هجمات بطائرات مسيرة انتحارية ضد أهداف داخل إيران، في يونيو/حزيران 2021، حيث انفجرت طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز "كواد-كروبتر" الانتحارية على أحد منشآت صنع أجهزة طرد مركزية في كراج، قرب طهران.

وقبل سنة تقريبا، انفجرت 6 مسيرات من هذا الطراز في مدينة كرمنشاه، التي تتواجد فيها منشأة التخزين الأساسية للمسيرات العسكرية الإيرانية.

وفي مايو/أيار الماضي، استهدفت المسيرات الإسرائيلية منشأة إيرانية حساسة، قالت إسرائيل إن إيران تطور فيها تكنولوجيات لصالح صواريخ ونووي ومسيرات.

واعتبرت الصحيفة أن الهجمات في اليومين الماضيين تشكل رسالة إسرائيلية بأنها "لا تخشى توسيع وتصعيد قوة الاحتكاك العسكري مع إيران"، ولفتت إلى أن الهجومين الإسرائيليين الأوليين وقعا أثناء وجود رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، "وليام بيرنز"، في إسرائيل، فيما الهجوم الثالث جرى قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي، "أنتوني بلينكن"، إلى الدولة العبرية.

ورجحت الصحيفة تنفيذ هذه الهجمات الثلاثة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، خاصة أنها جاءت في أعقاب انتهاء مناورة عسكرية جوية كبيرة مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

إلا أن التنسيق الإسرائيلي الأمريكي المحتمل لا يعني أن هجوما ضد المنشآت النووية في إيران بات قريبا، وذلك لأنه "لا يوجد أي اتفاق كهذا، كما أن إسرائيل ما زالت غير جاهزة عسكريا لمثل هذا الهجوم"، بحسب الصحيفة.

وأضافت: "الموافقة الأمريكية على المناورة المشتركة، ورفض التحفظ من الهجمات الإسرائيلية، يعكسان سياسة إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بضم إسرائيل إلى صدرها على أمل ألا تستدرج أمريكا إلى مغامرة لا ضرورة لها، والتسامح تجاه خطوات بمبادرة إسرائيل في مواجهة السلوك الإيراني".

لكن الصحيفة أكدت أن المؤشرات تؤكد أن "إيران تعتزم الرد على الأحداث الأخيرة"، وأن "هذه الحرب ستستمر، في جبهات وبوسائل مختلفة".