استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مفارقة خفض التصعيد الأمريكي: أين تقود الإقليم؟!

الأربعاء 1 فبراير 2023 03:09 م

مفارقة خفض التصعيد الأمريكي: إلى أين تقود الإقليم؟!

سياسة خفض التصعيد الأمريكية مفارقة تولد دينامية تقود الأرض المحتلة للانفجار والنفوذ الأمريكي الى الاضطراب وصولا لحافة الاندثار.

الكيان الصهيوني يملك دينامية تصعيد خاصة، تمثل جوهر المنافسة بين القوى الفاشية والقوى اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني على موقع الصدارة.

بات خفض التصعيد مجرد ضغوط تمارس على الفلسطينيين ممثلين بالسلطة في رام لله باعتبارها الطرف الاكثر استجابة لهذه الضغوط وتفاعلا معها.

تحركات أمريكية لم توقف الهجمات على الفلسطينيين بل ضاعفتها، ولم تمنع الحكومة الفاشية من تمرير مشاريع قوانين لقمع الفلسطينيين وتنكيل كنيست الاحتلال بهم بل سرّعتها!

*   *   *

كشفت زيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن زيف خفض التصعيد التي يروج لها امريكيا باعتبارها مفتاح الحل لمشاكل المنطقة والاقليم.

التوجهات الامريكية لخفض التصعيد في الاراضي المحتلة والاقليم اطلقت مفارقة خطرة بدعوة الفلسطينيين لخفض التصعيد من جانب واحد، مقابل تشجيع ودعم للاحتلال للمضي قدمًا في سياساته وخطواته التصعيدية في الضفة الغربية القدس والاقليم في ظل غياب الردع والجدية والأدوات المحققة لذلك على الجانب الاسرائيلي.

لقاء بلينكن بوزير الامن (الدفاع) الاسرائيلي يؤاف غالانت ومن بعده الرئيس الفلسطيني محمود عباس تؤكد ان خفض التصعيد هدف غير واقعي؛ فغالانت وزير الامن الاسرائيلي في الحكومة الفاشية فقد الكثير من صلاحياته كوزير للامن لصالح: بن غفير وزير الامن القومي، وسموتريتش وزير المالية ومسؤول الشؤون المدنية في الضفة الغربية، والأهم ان لقاء غالانت وبلينكن جاء بعد ساعات من هجمات اسرائيلية داخل الاراضي السورية والايرانية وبعلم من الولايات المتحدة الامريكية.

خفض التصعيد لا يمكن رؤيته إلا من زاوية الضغط على الطرف الفلسطيني لمنعه من المقاومة او الاحتجاج على خطط القمع والتطهير العرقي للحكومة الفاشية بقيادة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.

فالهدف الفعلي لإدارة الرئيس الامريكي الضغط على الطرف الفلسطيني، مستعينة بجهود عربية للأسف في حين لم يرافق ذلك أي ضغوط على الكيان الاسرائيلي، بل حوافز بدعم الهجمات التي شنها المستوطنون وجيش الاحتلال في الضفة الغربية بل الاقليم وتبريرها سياسيا واخلاقيا.

خفض التصعيد تحول الى مجرد ضغوط تمارس على الفلسطينيين ممثلين بالسلطة في رام لله باعتبارها الطرف الاكثر استجابة لهذه الضغوط وتفاعلًا معها.

ففي حين يحق للكيان شن هجمات عنيفة سواء عبر جيش الاحتلال او المستوطنين لقمع وقتل الفلسطينيين والاستيلاء على اراضيهم وهدم منازلهم، فإنه لا يحق للفلسطينيين المقاومة والتصدي لهجمات المستوطنين والمليشيا المشكلة حديثا لدعمهم تحت مسميات متعددة آخرها "الحرس الوطني" المتخصص في قمع فلسطيني الـ48.

زيارة بلينكن ترافقت مع تصويت كنيست الكيان المحتل على ترحيل وحرمان الاسرى والفلسطينيين من حقوقهم على ارضهم المحتلة منذ العام 48، دون ان يعبر بلينكن عن موقفه من هذه الإجراءات والقوانين الفاشية، ليأتي صمته بمثابة إقرار ودعم لهذه التوجهات الفاشية العنصرية للاحتلال.

لا يعد هذا التوصيف مبالغًا فيه، كما انه لا يهدف لتشويه صورة الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة؛ فالزيارت التمهيدية لكل من جيك سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي للاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بعده مدير المخابرات الامريكية (CIA) وليام بيرنز، ولقاءات وتحركات الممثل الامريكي الخاص للشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية هادي عمرو، لم تفضِ لوقف الهجمات على الفلسطينيين بل ضاعفتها، كما أنها لم تمنع الحكومة الفاشية من المضي قدمًا في تمرير مشاريع قوانين لقمع الفلسطينيين، وحرمانهم من حقوقهم من قبل كنيست الاحتلال بل سارعتها!

توجهٌ دعمته الزيارات المتكررة للجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة، والمناورات البحرية المشتركة لحاملة الطائرات الامريكية "جورج بوش" مع الكيان الصهيوني، وبمشاركة اكثر من 6 آلاف جندي اميركي، والتي عززت من همجية الاحتلال ونَزْعته نحو التصعيد في الاراضي المحتلة والاقليم؛ فالاحتلال المحرك الفعلي لديناميكية التصعيد في الاقليم.

ختامًا..

خفض التصعيد في ظل الاعلان الفاضح لوزير الامن الاسرائيلي غالانت بالإعداد لحملة عسكرية، ومواجهة مسلحة الصيف القادم، تؤكد أن الكيان الصهيوني يملك دينامية تصعيد خاصة، تمثل جوهر المنافسة بين القوى الفاشية والقوى اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني على موقع الصدارة؛ من خلال التصعيد سواء كان المحلي في القدس والضفة الغربية واراضي 48 الذي يمثله سموتريتش وبن غفير، او التصعيد الإقليمي الذي يمثله نتنياهو وشريكه الوزير غالانت.

سياسة خفض التصعيد الأمريكية مفارقة تولد عنها ديناميكية تقود الأراضي المحتلة الى الانفجار من جهة، والنفوذ الأمريكي -من جهة أخرى- الى الاضطراب وصولًا إلى حافة الاندثار.

*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فلسطين أمريكا احتلال الكيان الصهيوني خفض التصعيد الفاشية العنصرية الحكومة الفاشية زيارة بلينكن