أويل برايس: لهذه الأسباب تريد قطر شراء حصة من مشروعات توتال بالعراق

الخميس 2 فبراير 2023 01:56 م

سلط الخبير المالي "سيمون واتكينز" الضوء على أسباب اقتراب قطر من خطوة كبيرة نحو الاستحواذ على حصة 30% من 4 مشروعات للطاقة تابعة لشركة "توتال" الفرنسية في العراق، مشيرا إلى أن هذا القرار يتماشى مع استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة تجاه بغداد.

وأوضح "واتكينز"، في تحليل نشره موقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن فشل روسيا المستمر في أوكرانيا قدم تعزيزا غير مقصود للولايات المتحدة ولاستراتيجيتها الجديدة في العراق، القائمة على الموازنة بين مصلحتها في النفط والغاز من جانب ومراعاتها لعدم تقبل الدول الإسلامية لوجود أجنبي مباشر على أراضيها من جانب آخر.

وأضاف أن المشروعات الأربعة ضرورية لمستقبل العراق كدولة مستقلة، وعلى رأسها مشروع الإمداد المشترك بمياه البحر (CSSP)، والذي يظل حاسمًا في تمكين العراق من الوصول إلى أهداف إنتاج النفط الخام البالغة 7 ملايين برميل يوميًا، ثم 9 ملايين برميل في اليوم، وربما حتى 12 مليون برميل في اليوم.

ويتضمن CSSP في أبسط أشكاله، أخذ مياه البحر ومعالجتها من الخليج العربي، ثم نقلها عبر خطوط الأنابيب إلى منشآت إنتاج النفط، للحفاظ على الضغط في مكامن النفط لتحسين طول عمر الحقول وإنتاجها.

وتتمثل خطة CSSP، التي طال تأجيلها، في استخدامه مبدئيًا لتزويد ما لا يقل عن 5 حقول نفط في جنوب البصرة وواحد في محافظة ميسان بحوالي 6 ملايين برميل من المياه يوميًا، على أن يتم لاستخدامه لاحقا في حقول أخرى.

الغاز المصاحب

ويتمثل المشروع الثاني في جمع وتكرير الغاز المصاحب للتنقيب عن النفط في معمل معالجة رئيسي، والذي يتم حرقه حاليًا في 5 حقول نفطية جنوبي العراق.

وبحسب وزارة النفط العراقية، فإن التوقعات تشير إلى إنتاج المصنع 300 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب يوميًا ومضاعفة ذلك بعد مرحلة ثانية من التطوير.

ويسمح هذا المشروع للعراق بخفض وارداته من إيران، وذلك لأن الغاز المنتج محليًا أرخص من الغاز الإيراني، كما أن جمع وتكرير الغاز المصاحب بدلاً من حرقه سيسمح للعراق بإحياء مشروع البتروكيماويات المتوقف منذ فترة طويلة، والذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار أمريكي، مع شركة "شل".

وإذا مضت شركة "نبراس" قدما في المشروع، فيمكن أن يكتمل في غضون 5 سنوات وسيحقق أرباحا تقديرية للعراق تصل إلى 100 مليار دولار خلال فترة تعاقده الأولية، البالغة 35 عاما، بحسب "واتكينز".

زيادة الإنتاج

ويهدف المشروع الثالث من صفقة "توتال" إلى زيادة إنتاج النفط الخام من حقل أرطاوي النفطي العراقي إلى 210 آلاف برميل يوميا، بدلا من 85 ألف برميل حاليا، ويمكن أن يقود الشركة الفرنسية وغيرها إلى الانخراط في مشاريع مماثلة لتعزيز إنتاج النفط الخام في جميع أنحاء العراق.

وتمتلك شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة بالفعل 22.5% من حقل حلفايا النفطي بمحافظة ميسان، جنوبي العراق، و18% في منطقة سرسنك الاستكشافية بإقليم كردستان، شمالي العراق.

أما رابع المشروعات التي ستضطلع بها الشركة الفرنسية، فيتمثل في بناء وتشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط.

ويرى "واتكينز" أن المشروع الأكثر ملاءمة لقطر في هذه المجموعة هو مشروع الغاز، نظرًا لخبرتها في هذا المجال ودورها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، مشيرا إلى أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا عززت من هذا الدور.

وأشار إلى أن قطر  "لا تمتلك قطر كميات وفيرة من الغاز فحسب، بل تمتلك أيضًا القدرة على نقل الغاز بسرعة أكبر وإلى أماكن أكثر مما هو ممكن بالنسبة للغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب".

كما تمتلك قطر حاليا قدرة تسييل تبلغ حوالي 77 مليون طن سنويًا ويمكنها إنتاج المزيد إذا لزم الأمر، ولديها خطط للوصول إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.

وعندما واجهت ألمانيا أزمة بسبب وقف إمدادات الغاز الروسي، كانت إمدادات الغاز القطرية الملاذ لسد جزء كبير من الفجوة، وهو ما تم بوساطة لعبت فيها الولايات المتحدة دورا رئيسيا حسبما يؤكد "واتكينز".

ففي شهر ديسمبر/كانون الأول 2022 وقعت شركة قطر للطاقة اتفاقيتي بيع وشراء مبكرين مع شركة "كونوكو فيليبس" الأمريكية لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لمدة 15 عامًا على الأقل اعتبارًا من عام 2026.

وستوفر هذه الصفقات لألمانيا 2 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، يُرسل من "رأس لفان" في قطر إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في برونسبويتيل، شمالي ألمانيا.

ويأتي دور الشركة الأمريكية في الصفقة عبر لعب دور الوسيط الذي يشتري الغاز الطبيعي المسال من قطر ويسلمه بعد ذلك إلى ألمانيا.

وهنا يشير "واتكينز" إلى أن الولايات المتحدة سعت بذكاء، منذ غزو أوكرانيا، إلى تحويل استخدام روسيا لإمداداتها من الطاقة إلى سلاح ضدها، موضحا: "إذا كانت أوروبا تعتمد على إمدادات الغاز والنفط من روسيا للحفاظ على دوران عجلة صناعتها، فإن روسيا، على العكس من ذلك، تعتمد على الإيرادات من تلك الإمدادات إلى أوروبا للحفاظ على اقتصادها".

وبالتالي، فإن خفضا أكبر لإيرادات تصدير الغاز يعني تدميرا لاقتصاد روسيا بمرور الوقت، بسحب "واتكينز"، الذي أشار إلى عامل آخر لتركيز الولايات المتحدة على قطر كحليف رئيسي من استراتيجيتها المناهضة لروسيا، وهو موقف المملكة العربية السعودية من موسكو.

فبينما اختارت واشنطن المملكة لتعويض إمدادات الطاقة الروسية، وطلبت منها ذلك بالفعل، ولم تتلق أي استجابة، ثم جاء دعم الرياض لاتجاه تكتل "أوبك+" نحو خفض إنتاج النفط عالميا منذ عام 2016 بمثابة مسمار في نعش اعتماد الولايات المتحدة على السعودية في استراتيجيتها للطاقة، حسبما يرى "واتكينز".

المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية روسيا الولايات المتحدة النفط الغاز الغاز المصاحب توتال العراق

موقع: قطر تستعد لدخول قطاع الطاقة العراقي.. فرص ضخمة ومخاطر كبيرة

أمير قطر يصل إلى العراق لتعزيز التعاون الثنائي وبحث قضايا المنطقة