شهد مؤتمر "ليب 2023" التقني الدولي في العاصمة السعودية الرياض إطلاق منصة موحدة للخدمات الإلكترونية والإعلان عن 8 صناديق استثمارية ضمن استثمارات مشتركة مع شركات عملاقة أمريكية وصينية بــ9 مليارات دولار في مجالات بينها إنشاء سحابات عالمية لتخزين البيانات داخل المملكة.

وهذ المؤتمر تنظمه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بين الإثنين والخميس، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وشركة "تحالف"، وجذب نحو 400 ألف زائر و900 شركة و300 متحدث و500 مستثمر من 200 دولة، وفقا للوزارة السعودية.

"هلا سارة"

بغطاء رأس يشبه الحجاب ولهجة عامية سعودية، ترحب الروبوت "سارة" بزوار المعرض، وهي أول روبوت سعودي جرى تصنيعه بالتعاون بين الشركة السعودية الرقمية وشركة "Qss"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واس".

وبإمكان "سارة" التواصل والتفاعل مع الزائرين وتأدية الرقصات الشعبية والرد على استفسارات زوار المؤتمر.

ويحتوي الروبوت "سارة" على كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي، وبإمكانه التعرف على المسافة بينه وبين الأشخاص الذين يقفون أمامه، ويبدأ الحوار بعد أن يرحب به الزائر بجملة: "هلا سارة".

وتعد "سارة" أبرز وجه لاستثمارات الذكاء الاصطناعي في السعودية. وعام 2020، بلغت قيمة سوق البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في المملكة 165 مليون دولار، وفقا لشركة "Mordor Intelligence".

ومن المتوقع أن تحقق المملكة أكبر مكاسب من الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب الشركة التي توقعت تحقيق أكثر من 135.2 مليار دولار لاقتصادها بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4%من ناتجها المحلي الإجمالي.

منصة "متصل"

خلال المؤتمر، أطلقت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية المنصة الموحدة لخدمات الهيئة الإلكترونية "متصل" (mutasil)، بهدف رفع كفاءة الخدمات الإلكترونية وتحسين تجربة المستخدمين عبر تسهيل الوصول لجميع خدمات الهيئة من خلال قناة موحدة، وهي تضم أكثر من 80 خدمة، وفق الهيئة.

وتقدم "متصل" خدماتها بالتكامل مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، وتتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تفعيل الشراكة والشفافية بين القطاعات الحكومية والمواطنين، عبر إجراءات إلكترونية متكاملة وسهلة.

8 صناديق استثمارية

في يومه الثاني، أعلن المؤتمر الثلاثاء عن إطلاق 8 صناديق استثمارية بقيمة 646 مليون دولار، بهدف جعل المملكة وجهة للابتكار وريادة الأعمال الرقمية عبر دعم نمو الشركات الناشئة والمتوسطة.

كما تهدف هذه الإطلاقات إلى تسريع صناعة الألعاب الإلكترونية، وإشعال المنافسة في مجالات البحث والتطوير والابتكار، إضافةً إلى تحفيز النظام البيئي، بحسب وزارة الاتصالات.

تطبيق للتواصل ومركز للإبداع

ومن بين الصفقات الكبرى خلال المؤتمر، الإعلان عن تطبيق سعودي صيني مستقبلي لوسائل التواصل الاجتماعي يُدعى "Hectar"، مع وعد بأن يكون قادرا على التنافس مع تطبيقات التواصل الاجتماعي الحالية.

وسيكون تطبيقا شاملا وعالي الأمان ويتضمن مشاركة مقاطع الفيديو والصور وسيوفر لمنشئي المحتوى هدايا ودعم وفرص تحقيق دخل من المتابعين.

كما وقّعت "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" مذكرة تفاهم مع شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "لونوفو"  (Lenovo) لبناء مركز "لينوفو للإبداع والابتكار" في المملكة لتعزيز التعاون والتحول الرقمي، وفق الوكالة.

9 مليارات دولار

إجمالا، أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي "عبدالله بن عامر السواحة"، في افتتاح المؤتمر، عن استثمارات تزيد عن 9 مليارات دولار، لدعم  التقنيات المستقبلية وريادة الأعمال الرقمية والشركات الناشئة التقنية، تعزيزا  لمكانة المملكة، بصفتها أكبر اقتصاد رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأفاد السواحة بأن الاستثمارات والإطلاقات شملت استثمار شركة "مايكروسوفت" 2.1 مليار دولار في إنشاء منطقة سحابة عالمية فائقة النطاق" (لتخزين والوصول إلى البيانات عبر الإنترنت) في المملكة، واستثمار شركة "أوراكل" 1.5 مليار دولار لتوسيع أعمالها من خلال إنشاء عدد من المناطق السحابية الجديدة في المملكة.

وكذلك استثمار شركة "هواوي" في عروض السحابة في السعودية بقيمة 400 مليون دولار، وإنشاء منطقة سحابية لخدمات شركة "زووم" في المملكة بالشراكة مع شركة "أرامكو" باستثمارات 434 مليون دولار.

تخزين آمن وأقل تكلفة

وبالنسبة لأهمية إنشاء السحابات العالمية، قال "هيثم الجوهري"، خبير الأمن السيبراني والهوية الرقمية، في تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية، إن هذا التطور "سيفتح الباب لكثير من الأعمال".

ولدى السعودية متطلبات معينة لتخزين البيانات مفروضة على الهيئات الحكومية والبنية التحتية الوطنية المهمة التي لا تسمح بتخزين البيانات السحابية خارج المملكة.

ومن خلال بناء موقع البيانات أو التخزين المادي للبيانات مع "مايكروسوفت" في المملكة، وفق الجوهري، سيُسمح للشركات المحلية بتخزين البيانات بأمان وبتكاليف أقل، بالإضافة إلى جذب الشركات الأجنبية للقيام بأعمال تجارية في البلاد على نطاق واسع.

وأفاد بأن "العقبة الرئيسية التي حالت دون تعامل الشركات أو الكيانات الرقمية العالمية مع السعودية هي أن هذه الشركات كانت تعرض خدماتها من السحابة التي يتم استضافتها في مراكز البيانات خارج المملكة"، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".