استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بومبيو والانقسام الأمريكي حول الاتفاق النووي الإيراني

الخميس 9 فبراير 2023 03:14 م

بومبيو والانقسام الأمريكي حول الاتفاق النووي الإيراني

لا يبدو أن الضربات التي وجهتها إدارة ترامب/بومبيو لقادة «تنظيم الدولة» كانت «قاضية»!

لم تحقق أهداف بومبيو نتائج، فإيران وحلفاؤها ما زالوا القوة المهيمنة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

التحوط الخليجي من قوة إيران دفعهم بالفعل لعلاقات أكثر متانة بروسيا حليفة إيران لتراجع الثقة بقدرة واشنطن على حمايتهم.

رؤى أمريكية متباينة داخل نخب صنع القرار، أدت لاضطراب السياسة الخارجية الأمريكية ومزيد من انحسار قوتها لصالح أقطاب كالصين وروسيا.

بومبيو: «كنت أحارب تياراً معاكساً داخل وكالة المخابرات المركزية التي ظلت عامين سابقين لتولي منصبي رئيساً لها، تبرر الاتفاق النووي».

سياسات إدارة ترامب لم توقف أو تواجه تحديات صعود الصين وتمدد نفوذها، أو تتعلق بإيران التي تحاصر مراكز النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط.

*   *   *

يتحدث مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي في عهد ترامب عن دوره في تحريض إدارة ترامب على تقويض التسوية التي أنجزتها إدارة الرئيس أوباما مع إيران المتمثلة في الاتفاق النووي.

وهو مثال على الاضطراب والانقسام بين تيارين في واشنطن، حول طبيعة التعامل مع طهران ودورها في الشرق الأوسط، ويظهر من التفاصيل التي قدمها بومبيو أن الخلاف ليس فقط بين الادارتين بل حتى داخل المؤسسات الأمنية كالمخابرات الأمريكية، وهو ما يذكرنا بالتضارب بين رؤيتي وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية حول طريقة غزو العراق وإدارته، في عهد جورج بوش الابن.

لكن وجود الانقسام داخل المخابرات المركزية CIA هذه المرة حول الاتفاق النووي الإيراني، كما يكشف بومبيو، الذي تولى إدارة المخابرات عام 2017 قبل عمله وزيرا للخارجية.

أي أن هناك رؤى أمريكية متباينة داخل نخب صناعة القرار، تصل حدا يجعل إدارة أمريكية توقع اتفاقا مع إيران، وإدارة لاحقة تلغيه، وهو ما سيقود لاضطراب في السياسة الخارجية الأمريكية، أدى لمزيد من انحسار قوتها لصالح أقطاب عالمية كالصين وروسيا.

وهي مشكلة أخرى يتحدث عنها بومبيو ويتهم سوزان رايس وإدارة ترامب بأنهما مسؤولان عنها، رغم أن سياسات إدارة ترامب لم تنجح في النهاية في وقف أو مواجهة أي من تلك التحديات، سواء المتعلقة بصعود أقطاب دولية كالصين وتمدد نفوذها، أو تلك المتعلقة بإيران التي حاصرت مراكز النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط واحدا تلو الآخر.

يصف بومبيو صفقة الاتفاق النووي مع إيران بـالحمقاء، ويشرح الصعوبات التي واجهته لإلغاء هذا الاتفاق داخل جهاز المخابرات نفسه فيقول: «كنت أحارب تياراً معاكساً داخل وكالة المخابرات المركزية، التي ظلت لعامين سابقين لتولي منصبي رئيساً لها، تبرر الاتفاق النووي».

ويبدو أنه كان يواجه برودا من ترامب نفسه حول حماسه الشديد لـ«لجم» إيران، بحيث وضع ترامب حدودا للتعامل معها، لا تصل لإسقاط النظام، وينقل بومبيو حوارا مع ترامب بالشكل التالي:

«مايك لماذا عندما تخبرني عن المشكلات في الشرق الأوسط، فإن إيران حاضرة دوماً؟ قلت له بثقة: لأنها إيران، فقال: دعنا نصلحها يا مايك، لا جنود ولكن دعونا نصلحها».

وهكذا بدأ بومبيو مهمة «إصلاح» الأمر مع إيران، بإنهاء الاتفاق النووي وإضعاف النظام في طهران بالعقوبات والتحالفات الدولية، لدرجة تمنح معارضيه فرصة للانقضاض عليه وهو التفاف على إعلان ترامب بعدم إسقاط النظام.

ويشرح بومبيو ذلك قائلا، «كانت المهمة الأولى التأكد من أن لدينا الأدوات التي نحتاجها لمواجهة آية الله وأتباعه. بينما صرح الرئيس ترامب بأن تغيير النظام لم يكن مهمتنا، واتبعت هذا التوجيه، كنت أعرف أن الضغط على النظام سيزيد بشكلٍ كبير من احتمالية انهياره، وستكون لدى الشعب الإيراني فرصة عادلة لحكم نفسه بشكلٍ حقيقي. كانت مهمتي في وكالة المخابرات المركزية هي جمع معلومات استخباراتية سليمة حول ما يمكن أن يساعد في دفع هذا التغيير، ومعرفة كيفية التصدي للوكلاء الإيرانيين في المنطقة، وتطوير طرق لتقويض سلطة النظام، مع ضبط للمحللين المؤيدين للاتفاق النووي في الوكالة، وتأسيس شراكات دولية داعمة في هذا السياق».

ويكمل بومبيو حديثه حول مهمته ضمن فريق إدارة ترامب، بعد أن يلقي اللوم على إدارة أوباما في حدوث ما يعتبره «تراجعاً في إدراك المخاطر العالمية».

ويقول: «صحيح أننا بقينا إلى حدٍّ كبير القوة العظمى الوحيدة في العالم، إلا أننا لم نحقق سوى القليل من الانتصارات الحقيقية في السياسة الخارجية منذ حرب الخليج الأولى.. بدا قادتنا غير قادرين على معالجة المشاكل الجيوسياسية في عصرنا.. كان أعداؤنا ينتصرون علينا.. كانت كوريا الشمالية، مع ترسانتها النووية مجرد مشكلة واحدة، بينما هناك مشاكل أخرى: فالصين تنافسنا بهدوء في القوة والنفوذ الاقتصادي، بينما ظللنا نأمل، من دون سببٍ منطقي في تطورها نحو الديمقراطية والحرية. وكانت إيران، أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، تسعى بقوة أكبر إلى الهيمنة في الشرق الأوسط، ولا تزال تعلن رغبتها في إزالة إسرائيل من على وجه الأرض، ودخلت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، من دون أي احتجاج من جانبنا، وفي الوقت نفسه، كنا غارقين في أفغانستان منذ ما يقرب من عقدين، وركزنا مواردنا على مكافحة الإرهاب، وليس التهديدات العسكرية من القوى العظمى المحتملة.. لقد فشلنا في تكييف استراتيجياتنا مع الصراعات التي تنطوي على التكنولوجيا والسيطرة على العملة والقوة الاقتصادية والحرب الإلكترونية».

وكان لضغوطات حليف واشنطن الأهم في الإقليم، إسرائيل، أثر في دفع إدارة ترامب لتلك السياسات الجديدة ضد طهران المخالفة لسياسات أوباما، الذي وصلت علاقته مع نتنياهو لمرحلة حرجة ونادرة من الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بسبب إيران، لدرجة أن بومبيو رأى أن الاتفاق النووي جعل الإسرائيليين يشعرون بـ«خيانة» أمريكا، للاتفاق الذي اعتبره أوباما «تاريخيا» بينما اعتبره ترامب «كارثيا»!

ويفسر بومبيو لماذا يرى سياسات إدارة أوباما مع إيران «كارثية» ، ويعدد الأسباب من تمكن حزب الله من وضع صواريخ إيرانية في مواجهة إسرائيل، وتبني دول الخليج سياسات تحوط وانخفاض ثقتها بحماية واشنطن، وهو ما حاولت إدارة ترامب مواجهته برؤية استراتيجية مخالفة لحقبة أوباما تقوم على أن «إيران أكبر مثير للشغب في المنطقة»، و«بناء شراكات أمنية خليجية إسرائيلية جديدة» و«توجيه ضربة قاضية لتنظيم الدولة الإسلامية» الذي يحمل بومبيو مسؤولية تمدده لانسحاب أوباما من العراق عام 2011.

لكن كل هذه الأهداف التي وضعها وعمل عليها بومبيو لم تحقق نتائجها، فإيران وحلفاؤها ما زالوا القوى المهيمنة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، والتحوط الخليجي من قوتهم دفعهم بالفعل لعلاقات أكثر متانة مع موسكو حليفة طهران للمفارقة، بسبب تراجع الثقة في قدرة واشنطن على توفير الحماية، أما بخصوص «تنظيم الدولة» فلا يبدو أن الضربات التي وجهتها إدارة ترامب/بومبيو لقادته كانت «قاضية»!

*وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين إيران إسرائيل بومبيو روسيا إدارة ترامب أوباما المخابرات المركزية الاتفاق النووي الإيراني

صحيفة عبرية تنتقد الاتفاق النووي: لم يمنع الحرب والأمور تفاقمت الآن