يسابق المنقذون الزمن للبحث عن أي علامات لوجود ناجين تحت أنقاض زلزال تركيا المدمر، وسط توقعات بإنهاء عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض مساء الأحد.
وبلغ عدد القتلى في تركيا أكثر من 40 ألفا جراء الزلزال المدمر، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، وسط ترقب لقرار من السلطات بوقف البحث عن ناجين من الزلزال.
وقالت هيئة إدارة الكوارث الطبيعية والطوارئ التركية "آفاد"، إنها تتوقع انتهاء أعمال البحث عن ناجين تحت الأنقاض الأحد.
ونقلت صحف محلية عن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية "يونس سيزر" قوله، إن عدد قتلى زلزال كهرمان مرعش ارتفع إلى 40 ألفا، و642 شخصا، وإن أعمال البحث والإنقاذ عن العالقين تحت الأنقاض انتهت في معظم المحافظات.
وأضاف: "نعتقد أننا سننهي أعمال البحث والإنقاذ بحلول مساء الأحد".
وتابع: "ربما نحن أمام أكبر الكوارث التي واجهناها في التاريخ، فأضرار الزلزالين والهزات الارتدادية -التي زاد عددها على الآلاف- لم تكن مع الأسف مقتصرة على مدن المحافظات الـ11 المنكوبة".
ولفت إلى وقوع 5700 هزة ارتدادية عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش يوم 6 فبراير/شباط الجاري.
وأوضح أنه تم منح مساعدات نقدية بقيمة 10 آلاف ليرة (533 دولارا) لأكثر من 682 ألف مواطن، مشيرا إلى استمرار تقديم المساعدات النقدية للمواطنين.
وبينما غادر العديد من فرق الإنقاذ الدولية منطقة الزلزال الواسعة، واصلت فرق محلية البحث في حطام المباني المدمرة، على أمل العثور على المزيد من الناجين الذين تحدوا الصعاب.
وتمكن بالفعل منقذون من إخراج أحياء من تحت الأنقاض، بعد نحو 300 ساعة على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات.
فبعد مرور 12 يوما على وقوع الزلزال، حاول عمال من قرغيزستان إنقاذ أسرة سورية من 5 أفراد من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكية جنوب تركيا.
وتم انتشال 3 أحياء بينهم طفل، وقال فريق الإنقاذ إن الأم والأب نجيا، لكن الطفل توفي لاحقا بسبب الجفاف، ولم تنج شقيقة أكبر ولا توأم للطفل.
وعبّر مسعفون وخبراء عن مخاوفهم من احتمال انتشار عدوى في المنطقة التي انهارت فيها آلاف المباني وتضررت البنية التحتية للصرف الصحي.
ولكن وزير الصحة التركي "فخر الدين قوجة" قال السبت، إنه رغم الزيادة في حالات المرض المرتبطة بالمعدة والجهاز التنفسي العلوي، فإن الأعداد لا تشكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة، مضيفا أنه تم اتخاذ إجراءات لمراقبة الأمراض المحتملة والوقاية منها.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي في إقليم هاتاي: "أولويتنا الآن هي التعامل مع الحالات التي يمكن أن تهدد الصحة العامة والوقاية من الأمراض المعدية".
يأتي ذلك في وقت أقرت السلطات التركية، بتضرر سد واحد فقط بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مؤكدة أن السلطات نفذت الصيانة المطلوبة له.
وكان خبراء استبعدوا تأثر السدود التركية على نهر الفرات؛ وأهمها سدا "أتاتورك" و"كيبان"، بالهزات الارتدادية للزلزال، اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا.
وسبق أن أكد خبير الزلازل عضو جمعية المهندسين الجيولوجيين "بولنت أوزمان"، أنه "ليس من المتصور أن السدود التي يمكن أن تنجو من الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا البلاد، ستتأثر بالهزات الارتدادية".
