استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تسييس مؤتمر ميونيخ للأمن.. يفقده تميزه وحياده

الاثنين 20 فبراير 2023 03:55 م

تسييس مؤتمر ميونيخ للأمن.. يفقده تميزه وحياده

سيطرت على مناقشات مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، حرب روسيا على أوكرانيا التي تنهي عامها الأول.

لم توجه دعوات لروسيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن وكذلك إيران المتحالفة والمشاركة مع روسيا في حرب أوكرانيا.

أصبح مؤتمر ميونيخ للأمن منبرا مهما لمناقشة الأزمات والقضايا والتهديدات التي يواجهها النظام الدولي. من الإرهاب إلى الأمن السيبراني إلى التغير المناخي.

مواقف واصطفافات تسيس مؤتمر ميونيخ للأمن وتفقده حياده وزخمه وتحرف دوره، ولم يعد «منصة مميزة لمناقشة قضايا تهدد الأمن في عصرنا» بل يطرح وجهة نظر منحازة وأحادية!

هدف الغرب وخاصة أمريكا والناتو تحجيم روسيا وهزيمتها ما يعطي بوتين مزيداً من الشرعية ليصّعد حربه ضد أوكرانيا لهزيمة مخطط الغرب، وتبرير «العملية العسكرية الخاصة»،

*   *   *

يُعقد مؤتمر ميونيخ للأمن في منتصف شهر فبراير كل عام في مدينة ميونيخ عاصمة بافاريا جنوب ألمانيا منذ 1963 ليشكل محطة مهمة لصناع القرار من رؤساء دول ورؤساء وزراء ومستشاري أمن وطني وأعضاء مجالس برلمانية وسياسيين وأكاديميين ووسائل إعلام عالمية ويطرح قادة دول وعلى رأسها الولايات المتحدة وقادة أوروبيون ومن ورؤساء دول أفكارهم والدفاع عن مواقفهم وشرح سياساتهم كما فعل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أكثر من مرة إبان الأزمة الخليجية. وإيران حول برنامجها النووي في السابق.

أصبح مؤتمر ميونيخ للأمن منبرا ومحطة مهمة لمناقشة أبرز الأزمات والقضايا والتهديدات التي يواجهها النظام الدولي. من الإرهاب إلى الأمن السيبراني إلى التغير المناخي. سيطرت على مناقشات مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام، حرب روسيا على أوكرانيا التي تنهي عامها الأول.

عرض منظمو المؤتمر في جلسته الافتتاحية في 17-2-2023 فيديو يوثق أبرز الأزمات التي عصفت بالعالم عام 2022، من حرب روسيا على أوكرانيا وعلى الأمن الأوروبي والدولي وأمن الطاقة وأمن الغذاء.

واستعرض الفيديو أزمات العالم من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية كفيضانات باكستان في الصيف الماضي إلى زلزال تركيا وسورية، وتداعياته الكارثية، وصعود وتحدي الصين وأمن الطاقة والأمن الغذائي، وحتى حرب المناطيد بين أمريكا والصين.

كما كان متوقعاً هيمنت على جلسات المؤتمر حرب روسيا على أوكرانيا، كما على جلسات قمة دافوس مطلع العام، خاصة مع حشد واستعراض روسيا لقواتها شرق أوكرانيا لشن هجوم واسع والسيطرة على باخموت التي تشهد حربا طاحنة، يأمل الرئيس بوتين أن يشكل سقوطها انتصاراً معنوياً لقواته المتورطة في الحرب، تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى للحرب على أوكرانيا، وعلى الأمن الأوروبي والدولي وأمن الطاقة وأمن الغذاء التي تصادف في 24-2-2023.

وللتعبير عن الموقف الغربي والدولي، أعلن قادة مجموعة الدول الصناعية الديمقراطية السبع الكبرى-(G-7) قراراهم بفرض حزمة كبيرة من العقوبات على روسيا تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى للحرب على أوكرانيا.

وكانت القوات الروسية شنت قبل يوم من بدء مؤتمر ميونيخ للأمن هجوماً صاروخياً كاسحاً على المدن الرئيسية والبنى التحتية من أقصى شرق إلى أقصى غرب أوكرانيا شملت لفيف وبولتافا وكريفوهارد وغيرها. ومتوقع أن تصعد القوات الروسية هجماتها في الأيام القادمة في رسالة تحد على الاستفزازات الغربية.

ولكن يحتدم النقاش هذا العالم عن وجاهة وأسباب عدم دعوة وإقصاء دول مؤثرة وضالعة ومسببة للأزمات، وعلى رأسها روسيا، وحتى استفزاز إيران بعدم دعوتها، والتي كانت تدعى لمناقشة برنامجها النووي، بل دعيت المعارضة الإيرانية.

وكذلك لم يدع ممثلين عن كوريا الشمالية، للحضور والمشاركة وطرح وجهة نظرهم، في تكرار لمؤتمر دافوس الشهر الماضي، وهو التجمع الاقتصادي العالمي السنوي في منتجع دافوس في سويسرا. الذي يجمع قادة العالم والمدراء التنفيذيين وصناع القرار على المستوى الدولي لمناقشة القضايا والتحديات الاقتصادية.

لم توجه دعوات لروسيا للمشاركة أيضاً في مؤتمر ميونيخ للأمن، وكذلك لإيران المتحالفة والمشاركة مع روسيا في حرب أوكرانيا.

وفي استفزاز لروسيا، كان ضيف الشرف الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي خاطب الحضور مباشرة عن بعد وصفق له قادة العالم في قاعة المؤتمر ومطالبته بالمزيد من السلاح واصفاً أوكرانيا بداوود وروسيا بجالوت، ومطالبته بمزيد من السلاح والدعم العسكري والمعنوي، لضمان انتصار أوكرانيا وهزيمة روسيا التي تهدد الأمن والاستقرار.

وحذر الرئيس الأوكراني زيلينسكي «لن تكون أوكرانيا محطة بوتين الأخيرة. وسيواصل تحركه...بما في ذلك جميع الدول الأخرى التي كانت في وقت ما جزءاً من الكتلة السوفياتية».وحث الغرب على سرعة تسليم الأسلحة. لأن التأخير كان ومازال خطأ».

طبعاً عدم دعوة روسيا للمشاركة في المؤتمر واستمرار فرض حزمة عقوبات واسعة على روسيا-يعطي بوتين وآلة البروباغاندا الإعلامية الروسية مبرراً ومزيداً من الذخيرة للترويج لمؤامرة الغرب الكبرى ضد روسيا.

وأن هدف الغرب وخاصة الولايات المتحدة وحلف الناتو هو تحجيم روسيا وهزيمتها ما يعطي بوتين مزيداً من الشرعية ليصّعد حربه ضد أوكرانيا بغية هزيمة مخطط الغرب، وتبرير «العملية العسكرية الخاصة»، بأن الغرب صاحب قرار السلم والحرب، وليس أوكرانيا! لا شك أن هذه المواقف تستفز روسيا ولا تساعد على حل الأزمة بل باستمرارها وحتى بتفاقمها.

كما كان ملفتاً تماسك الغرب وموقفه شبه الموحد بعد عام على حرب روسيا على أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا والحد من استيراد الغاز والنفط الروسي وتقديم الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا والتعامل بإيجابية مع مطالب زيلينسكي بمزيد من السلاح والدبابات وعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الذي كان السبب الرئيسي لحرب بوتين روسيا على أوكرانيا.

برز ذلك بشكل واضح بكلمات المستشار الألماني شولتس والرئيس الفرنسي ماكرون وغيرهما من قادة ومسؤولين ومن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي المشاركين في المؤتمر.

وتعهد المستشار الألماني شولتس بدعم أوكرانيا في مواجهتها لحرب روسيا مهما تطلب الأمر. وسنزود أوكرانيا بالدبابات وندرب جنودها. مؤكداً ستنتصر أوكرانيا الموحدة وستهزم روسيا.

وتقف أوروبا موحدة في دعم أوكرانيا لانضمامها لحلف الناتو. وكذلك تعهد المستشار شولتس بزيادة ميزانية الدفاع ل2% من ميزانية ألمانيا وذلك للمرة الأولى، وقبلها أعلن تخصيص 100 مليار يورو للتسلح، رداً على حرب روسيا على أوكرانيا.

بدوره أكد الرئيس الفرنسي ماكرون حاجة الأوروبيين «لمعاودة الاستثمار بشك كبير في الدفاع لمواجهة التحديات...إذا كنا نحن الأوروبيين نريد السلام».

هذه المواقف والاصطفاف فيه تسييس لمؤتمر ميونيخ للأمن، وتفقده حياده وزخمه. ويحرف دوره، ولم يعد كما يفاخر «المنصة المميزة لمناقشة أكثر القضايا التي تهدد الأمن في عصرنا»-بل تحول دوره لطرح وجهة نظر منحازة وأحادية الجانب!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

روسيا بوتين أوكرانيا الغرب الناتو أمريكا شولتس ماكرون تسييس مؤتمر ميونخ للأمن حرب أوكرانيا