أعلنت السعودية الأحد، تأسيس شركة "طيران الرياض"، لتكون الناقل الجوي الوطني الجديد للمملكة، وسط توقعات أن تساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال (حوالي 20 مليار دولار).

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" (رسمية)، عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، إعلانه تأسيس الصندوق للشركة الجديدة "بهدف المساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي، والعمل على رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030".

ولفت بن سلمان إلى أن الشركة التي تتخذ من العاصمة الرياض مركزاً رئيسياً لإدارة عملياتها التشغيلية، ومنطلقاً لرحلاتها، تسعى عبر امتلاك أسطول طائرات متطورة، ومن ثم تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة والسلامة عالمياً المعتمدة في مجال الطيران، إلى جانب توفير أحدث التقنيات الرقمية للريادة في هذا المجال.

وكانت وكالة "رويترز" أشارت في يوليو/تموز 2021، إلى إنشاء شركة طيران ثانية في المملكة إلى جانب الخطوط السعودية، كجزء من خطة بن سلمان لعام 2030، بتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على القطاع النفطي.

وقالت "رويترز" حينها، إن السعودية تخطط لاستهداف حركة الركاب العابرين الدولية (الترانزيت) من خلال شركة طيران وطنية جديدة تتنافس وجها لوجه مع طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية.

وسيقود شركة "طيران الرياض"، نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، وفق "واس"، التي قالت إنه سيرأس مجلس إدارتها محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان.

فيما تم تعيين توني دوجلاس الذي لديه خبرة تفوق 40 عاماً في قطاع النقل والطيران والخدمات اللوجستية رئيساً تنفيذياً للشركة.

وسبق لدوجلاس أن تولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "الاتحاد الإماراتية" للطيران في يناير/كانون الثاني 2018 وحتى منتصف 2022، كما سبق أن تقلّد باقة من المناصب الرفيعة في شركة "بي إيه إيه" المتخصصة في تشغيل المطارات.

وشملت المناصب التي شغلها دوجلاس في شركة "بي إيه إيه" منصب العضو المنتدب لمشروع مبنى المطار الخامس في مطار هيثرو، ومدير سلسلة التوريد في المجموعة، ومدير الشؤون الفنية في المجموعة، والرئيس التنفيذي لمطار لندن هيثرو.

وكشركة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ستسهم قدرات الصندوق المالية، وخبراته الاستثمارية، في تمكين الشركة من التوسع في عملياتها التشغيلية بما يدعم خططها المستقبلية لتكون شركة وطنية رائدة وعالمية في قطاع الطيران، وفق الوكالة.

وتهدف شركة "طيران الرياض" لإطلاق رحلات تصل لأكثر من 100 وجهةٍ حول العالم بحلول العام 2030، وستقدم مستويات استثنائية من الخدمات المتكاملة، ممزوجة بطابع الضيافة السعودي الأصيل.

ومن المتوقع أن تنافس الشركة الجديدة على مسارات خطوط عالمية مع طيران الإمارات والاتحاد والخطوط الجوية القطرية، حيث من المرجح أن تركز مرحلة الإطلاق الأولية على المسارات الإقليمية.

وسبق أن قال الرميان، إن شركة الطيران الجديدة، ستطلق أولى رحلاتها في العام 2024، لافتا إلى أن أسطول الشركة الجديدة سيتكون من طراز أو طرازين من الطائرات.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نقلت وكالة بلومبرج" عن مصادر مطلعة، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يجري مفاوضات مع شركتي "بوينج" الأمريكية و"إيرباص" الفرنسية، لشراء 80 طائرة، في أول صفقة مشتريات لشركة الطيران الوطنية الجديدة.

وأوضحت المصادر أن الصندوق السيادي يعتزم شراء 40 طائرة مع الحصول على خيارات أخرى لشراء عدد مماثل، مشيرة إلى أن الصندوق طلب "شراء طائرات ذات ممر واحد، ونماذج أكبر ذات جسم عريض قادرة على الطيران لمسافات طويلة".

وذكرت الوكالة الأمريكية حينها، أن الطلبية الجديدة ستضع طراز "ماكس 737" الخاص بشركة "بوينج" في منافسة مع طراز "إيه 320 نيو" الخاص بـ"إيرباص" في فئة المسافات القصيرة.

فيما ستكون المنافسة بالنسبة لطائرات المسافات الطويلة بين طائرة "787 دريملاينر" التابعة للشركة الأمريكية وطراز "إكس 777" الجديد.

ووفق الوكالة السعودية، سيسهم إطلاق "طيران الرياض" في إتاحة المزيد من الفرص للسياح والزائرين من جميع أنحاء العالم للوصول إلى أجمل المواقع السياحية والطبيعية في المملكة، لتشكل حقبة جديدة في مجال السفر والطيران، عبر زيادة خيارات النقل الجوي تزامناً مع زيادة أعداد المسافرين من المملكة وإليها، ورفع الطاقة الاستيعابية لخدمات النقل والشحن والخدمات اللوجستية الاستراتيجية.

ولفتت الوكالة إلى أن ذلك سيسهم في جذب حركة المسافرين الدوليين والربط بين مختلف قارات العالم، لتكون مدينة الرياض بوابة للعالم، ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية في قطاع النقل الجوي.

ويأتي تأسيس "طيران الرياض" تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة لإطلاق إمكانات القطاعات الواعدة محلياً لدعم تنويع الاقتصاد.

ومن المتوقع أن تساهم شركة "طيران الرياض" في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال (حوالي 20 مليار دولار)، واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وتعد شركة "طيران الرياض" ومطار الملك سلمان الدولي ضمن أحدث استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في قطاع الطيران، الهادفة لرفع الاستدامة المالية لمنظومة قطاع الطيران، وتعزيز تنافسيتها عالمياً تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

ويحاول بن سلمان جذب رؤوس الأموال الأجنبية، لإنشاء صناعات جديدة بما في ذلك قطاع السياحة، مع طموحات بزيادة إجمالي عدد زوار المملكة إلى 100 مليون بحلول عام 2030، مقارنة بـ40 مليونا عام 2019.