ما بعد بنك وادي السيليكون.. هل تعيد صناعة التكنولوجيا هيكلة نفسها؟

الثلاثاء 14 مارس 2023 06:09 م

رأى مقال في موقع "جيبوليتكال فيوتشرز"، أن أحد الاتجاهات الرئيسية للسنوات القليلة المقبلة سيكون حول "كيف تعيد صناعة التكنولوجيا هيكلة نفسها"، مشيرا إلى أن هذا "يتأكد بشكل سريع".

يشير  مقال  أنطونيا كوليباسانو إلى أنه في يوم الجمعة الماضي، أغلق المنظمون الأمريكيون بنك وادي السيليكون ومقره كاليفورنيا، والمتخصص في إقراض شركات التكنولوجيا، وكان هذا أكبر فشل بنك أمريكي منذ عام 2008.

وبعد يومين، استحوذت السلطات أيضًا على بنك "سيجنتشر" في نيويورك، والذي كان لديه العديد من العملاء المتورطين في العملات المشفرة، وكان من المحتمل أن يعاني من فشل مماثل لبنك وادي السليكون، كما فشل مقرض آخر لصناعة العملات المشفرة، وهو بنك "سيلفرجيت"، الأسبوع الماضي.

أسباب الأزمة

والآن، وفقا للمقال، يبحث المستثمرون والمسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في كل مكان عن نقطة الضعف التالية، حيث تراجعت الأسواق الأمريكية والأوروبية وكذلك أسهم البنوك يوم الإثنين، بينما تحول التجار إلى السندات السيادية. وقد ساعدت تأكيدات المسؤولين الأمريكيين على سداد المودعين في وادي السليكون بالكامل على ضمان ألا تسوء الأمور.

ويرى أن هناك عدة أسباب لرد فعل السوق. أولاً، يتوقع المستثمرون أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإيقاف رفع أسعار الفائدة مؤقتًا في محاولة لضمان وجود سيولة كافية في السوق. ثانيًا، أظهرت اختبارات الإجهاد الأخيرة لأكبر البنوك والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة أن جميعها ستنجو من ركود عميق.

ثالثًا، والأهم على الأرجح، يكمن سبب فشل البنوك في قطاع التكنولوجيا وليس في طريقة عمل الأسواق المالية.

وفي هذا السياق، اشترى بنك "سيليكون فالي" سندات بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، مستخدمًا ودائع العملاء بنفس الطريقة التي يستخدمها أي بنك تقليدي. تعتبر السندات بشكل عام مكانًا آمنًا للمؤسسة المالية لإيداع أموالها؛ ومع ذلك، تراجعت قيمة السندات مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بقوة. وعادة، هذه ليست مشكلة؛ لأن البنوك عادة ما تحتفظ بالسندات لفترة طويلة ما لم تكن بحاجة لبيعها.

خطوات السقوط

ولكن، كما ينوه المقال، كان عملاء "وادي السليكون" في الأساس عبارة عن شركات ناشئة وشركات تقنية أخرى أصبحت تعاني من ضائقة مالية متزايدة في العام الماضي. وكان تمويل رأس المال الاستثماري ينضب، ولم تتمكن الشركات من الحصول على جولات إضافية من التمويل للأعمال غير المربحة؛ مما أجبرها على الاعتماد على أموالها الحالية، والتي كانت مودعة بشكل متكرر في بنك وادي السليكون.

ونتيجة لذلك، بدأ عملاء البنك في سحب ودائعهم. لم تكن هذه صفقة كبيرة في البداية، ولكن كلما زادت عمليات السحب، زاد احتياج البنك لبيع أصوله الخاصة لتلبية طلبات عملائه.

ومع انتشار الشائعات حول حاجة البنك لبيع الأصول، أصبحت الشركات والعاملين في مجال التكنولوجيا الأثرياء قلقين بشأن احتمال فشله.

ويرى المقال أن ودائعهم قد تكون قد تجاوزت أو لا تتجاوز الحد الأقصى الذي تفرضه الحكومة على 250 ألف دولار لتأمين الودائع، لكن وسط حالة عدم اليقين المتزايدة في السوق منذ العام الماضي، أصبحوا قلقين واندفعوا لسحب الأموال.

ويضيف أنه لمواكبة عمليات السحب، باع البنك السندات بخسارة حتى لم يعد بإمكانه ذلك. وقد حاول البنك زيادة رأس المال الإضافي لكنه لم ينجح. ووفقا للتقرير، لم يكن أمام المنظمين خيار سوى الاستيلاء على البنك لحماية أصوله وودائعه المتبقية.

وينوه إلى أنه لا تزال هناك مشكلتان على الأقل مع بنك وادي السيليكون؛ الأولى هي ودائع البنك، وكان معظمها غير مؤمن عليها وهذه حالة غريبة، مع الأخذ في الاعتبار أن عملاء البنك كانوا إلى حد كبير شركات ناشئة وعاملين في مجال التكنولوجيا.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، مساء الأحد، أن المنظمين الفيدراليين سوف يحمون جميع الودائع في البنك بما في ذلك تلك التي لم تكن عادة مشمولة بالتأمين الفيدرالي على الودائع؛ وهذه خطوة نادرة بشكل استثنائي.

ولم يتم اتخاذ ذلك لأن السلطات كانت بحاجة إلى تهدئة عامة الناس بشأن احتمال حدوث أزمة مالية، ولكن بسبب خطر العدوى في قطاع التكنولوجيا على وجه التحديد.

ويرى المقال أن التأكد من أن عملاء بنك وادي السيليكون يمكنهم الوصول إلى أموالهم يعني التأكد من أن شركات التكنولوجيا يمكنها تلبية الرواتب ونفقات المكاتب، وبعبارة أخرى، التأكد من تجنب المزيد من تسريح العمال؛ حيث تعد صناعة التكنولوجيا مفتاحًا لمستقبل الاقتصاد الأمريكي، ويجب تأمين الثقة بها.

وكانت المشكلة الثانية المتبقية هي التعرض الدولي، حيث كان "وادي السيليكون" في قلب صناعة استفادت من الأسواق العالمية المستقرة نسبيًا وبنت سلاسل التوريد الخاصة بها على العمالة الرخيصة.

ولأن شركات التكنولوجيا في عالم بلا حدود تعمل أكثر من أي شركة أخرى، فإن الشركات في جميع أنحاء العالم تتعرض لنفس النموذج الذي قامت عليه كل هذه الشركات، ولن يعد النموذج قابلاً للتطبيق إذا فشل؛ خاصة أن العمالة الرخيصة الموثوقة وأسعار الفائدة المنخفضة لم تعد متوفرة فيما تؤجج الحرب الاقتصادية العالمية حالة من عدم اليقين والقلق، بينما تتضاءل الرغبة بالاستثمار في الأفكار الجديدة.

المصدر | أنطونيا كوليباسانو/ جيبوليتكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التكنولوجيا بنك وادي السيليكون البنوك الأمريكية صناعة التكنولوجيا

السعودية تنفي أي تعامل لبنوكها مع المصارف الأمريكية المتعثرة

صفقة إنقاذ الأسواق.. بنك يو.بي.أس يشتري كريدي سويس