فضائح الساحرة المستديرة.. نزوات أم ضريبة للشهرة؟ (خاص)

الأربعاء 15 مارس 2023 07:37 ص

يوسف عامر - الخليج الجديد

يستيقظ أحد اللاعبين صباحا ليجد نفسه متصدرا عناوين وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؛ لا لأنه تألق في مباراة ما أو أحرز لقبا ما، ولكن لتورطه في "فضيحة" وضعت اسمه على ألسنة الجميع حتى قبل أن ينطق القضاء بكلمته الأخيرة.

هذا ما يعاني منه حاليا الدولي المغربي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي؛ إثر اتهامه باغتصاب فتاة (25 عاما) داخل منزله في فبراير/ شباط الماضي، حيث انتشر الخبر على نطاق واسع على الرغم من تصريحات محاميته بأن موكلها "يتعرض للابتزاز".

وقال اللاعب الدولي التونسي الدولي خالد التواتي لـ"الخليج الجديد" إن التجاوزات والتشهير وملاحقة الصحافة لأي لاعب وأقاربه للحصول على تصريح تمثل ضغطا وإيذاءً، وهو ما حدث مع حكيمي كمثال.

وشدد التواتي على أنه لا يقلل من التهم التي يرتكبها لاعب كرة قدم لكونها تخالف القواعد والقوانين، ولكنه يرى أن "الخطأ يخضع صاحبه للحساب، ولكن ماذا إن كان بريئا؟ لماذا تقسو الأخبار عند الاتهام ولا تعتذر عند البراءة؟!".

كما يقبع داني ألفيس، لاعب بوماس أونام المكسيكي وبرشلونة السابق، في سجن بإسبانيا في انتظار محاكمته بتهمة اغتصاب.

وبينما لم يحسم القضاء ملفي حكيمي وألفيس بعد، فإن هناك لاعبين أُدينوا بجرائم اغتصاب تسببت في إنهاء مسيرتهم في عالم الساحرة المستديرة اللعبة الشعبية الأولى في أرجاء العالم.

ففي عام 2017، أُدين لاعب سندرلاند ومنتخب إنجلترا السابق آدم جونسون باغتصاب فتاة قاصر، وعوقب بالسجن 6 سنوات بالإضافة إلى شطبه من سجلات كرة القدم الإنجليزية وحرمانه من ممارسة أي نشاط كروي.

واتهمت عارضة أزياء أمريكية الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو باغتصابها في 2009، وبعد مداولات في قاعات المحاكم أثبت اللاعب أنه أقام معها علاقة بالتراضي ودفع 275 ألف جنيه إسترليني لعدم مقاضاته.

واقعة أخرى تخص الفرنسيين فرانك ريبيري وكريم بنزيما، حيث اتُهما بإقامة علاقة مع فتاة قاصر.

كما أطاح المنتخب الإنجليزي بقائده واين رونى من قيادة "الأسود الثلاثة" بعد تحرشه بفتاة والقبض عليه.

وهيمنت أيضا أخبار الخيانة الزوجية على الإعلام في وقائع عديدة أبرزها لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق ريو فرديناند وزميله واين روني، وأنضم إليهم مؤخرا مدافع برشلونة الإسباني السابق جيرارد بيكيه.

تعاطي

العدو الثاني للاعبي كرة القدم هو الإدمان، حيث أطاح بعدد من اللاعبين مثل لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي السابق أدريان موتو، الذي ثبُت أنه مدمن للكوكايين.

نفس الأمر حدث من قبل مع الأسطورة الراحل دييجو مارادونا الذي أدمن الكوكايين وتسببت المخدرات عام 1994 في إنهاء مشواره مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم وقبلها مع فريق نابولي الإيطالي.

وإدمان المادة المخدرة نفسها أوقع كلا من حارس المرمى الأسترالي مارك بوسينتش ونجم أرسنال السابق بول ميرسون.

منشطات

غيبت المنشطات عددا من اللاعبين لمدد طويلة، مثلما حدث مع منتخب المكسيك عام 2011 خلال بطولة الكأس الذهبية، حين تم اكتشاف إيجابية عينات مجموعة من اللاعبين.

كما أوقعت المنشطات آخرين بينهم الإيفواري حبيب كولو توريه لاعب أرسنال الذي تم إيقافه 6 أشهر، والهولنديان إدجار ديفيدز وستام وفرانك دي بوير.

وعربيا يأتي لاعب الشباب السعودي فهد المولد على رأس القائمة، بعدما تم إيقافه لمرة ثانية بسبب إيجابية عينة المنشطات.

عنصرية

"فرنسا لا تصدّر سوى لاعبين سود أقوياء"؛ بتلك الكلمات تورط مدرب فرنسا السابق لوران بلان في العنصرية.

وتكرر الأمر مع مدرب إسبانيا السابق لويس أراجونيس، حين وصف نجم فرنسا تييري هنري بـ"الزنجي"، ليحث زميله خوسيه أنطونيو رييس على التفوق عليه.

الفرنسي باتريس إيفرا، ظهير مانشستر يونايتد السابق، اتهم الأوروجواياني لويس سواريز مهاجم ليفربول عام 2011 بتوجيه إهانات عنصرية له في مباراة بين الفريقين بالدوري المحلي.

تلاعب

حاليا تطفو على السطح أزمة نادي برشلونة الإسباني المتهم بتحويل 1.4 مليون يورو إلى نائب اللجنة الفنية للاتحاد الإسباني خوسيه نيجريرا أثناء فترة عمله وإدارته لمباريات البطولات المحلية.

جاء ذلك بعدما أعد خوسيه تقاريرا مكتوبة وتقييمات على قرص مدمج (سي دي) للحكام قبل مباريات وسلمها للنادي الكتالوني، بحسب تقارير إسبانية.

وفي حال إدانته، فإن قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) ستمنع برشلونة من المشاركات القارية، حيث تنص على احترام الروح الرياضية للعبة والتي تضمن منافسة شريفة وعادلة.

واتهامات التلاعب ليست حديثة في عالم الكرة، ولعل أشهرها هبوط نادي يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية في إيطاليا عام 2006 بعد ثبوت تلاعبه في نتائج المباريات في فضيحة سميت بـ"الكالتشيو بولي".

العقوبات شملت أيضا تجريد "اليوفي" من لقبي الدوري الإيطالي لعامي 2005 و2006.

واقعة شبيهة حدثت في فرنسا عام 1993، وطالت نادي مارسيليا بعد اتهامه بالتلاعب في نتائج المباريات؛ مما أدى إلى سحب لقب الدوري وإرساله أيضا إلى القسم الثاني.

ضريبة الشهرة

اللاعب الدولي المغربي السابق عزيز بودربالة قال لـ"الخليج الجديد" إن فضائح الكرة غالبا ما يتم تضخيمها إعلاميا بسبب اهتمام الجماهير في أنحاء العالم.

وتابع بودربالة أن "جميع لاعبي كرة القدم يعرفون جيدا أن للشهرة ضريبة تجعل الأضواء مسلطة عليهم بشكل دائم.. الخطوة الواحدة يتم رصدها بعشرات الكاميرات من أجل المشاهدات".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة قدم الساحرة المستديرة فضائح أشرف حيكمي شهرة نزوات