استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بعد المصالحة الإيرانية السعودية.. كيف يتعامل الأردن مع إيران؟

السبت 18 مارس 2023 01:10 م

بعد المصالحة الإيرانية السعودية.. كيف يتعامل الأردن مع إيران؟

القاعدة الاصيلة في العلاقات الخارجية هي مصالحنا العليا فقط، مع ضرورة الفصل بين مسارات العلاقات الأخرى.

من واجب الدبلوماسية الأردنية ان تنجز علاقاتها الخارجية وفق رؤية تستند إلى تحقيق مصالح الأردن دون مجاملة او اندفاع او تردد.

هل على الدول الحليفة لأمريكا أن تعيد حساباتها جذريا وحقيقيا وتبحث بالفعل عن تحالفات جديدة او تقوم بتنويع خياراتها وتعدد علاقاتها؟

ينبغي أن لا تكون علاقة الاردن بالولايات المتحدة على حساب علاقته بإيران، ولا تكون علاقتنا بالسعودية على حساب علاقتنا بقطر وهكذا.

* * *

اصبحت العلاقة بين الاردن وايران حديث النخب السياسية بعد مفاجأة الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية بما تحمل الكثير من الدلالات والتي سيكون لها الكثير من المآلات على خارطة العلاقات والتحالفات في المنطقة.

الاتفاق المعلن متشعب الاتجاهات والقراءات إقليميا ودوليا، ويطرح اسئلة كبيرة من صنف تراجع دور أمريكا الواضح وإلى أي حد يمكن أن يصل هذا التراجع؟

وهل على الدول الحليفة لأمريكا أن تعيد حساباتها بشكل جذري وحقيقي وتبحث بالفعل عن تحالفات جديدة او تقوم بتنويع خياراتها وتعدد علاقاتها؟

تأثير هذا كله على سلوك المشروع الصهيوني تجاه ايران وتجاه السعودية ذاتها التي كانت مستهدفة بالاتفاقات الابراهيمية بالخطوة التالية.

وهل سيعيد هذا الاتفاق العلاقة بين السعودية وايران الى حالة الجوار الحذر أم سينقلها الى حالة تقارب وتفاهم على مختلف ملفات المنطقة في لبنان وسوريا واليمن والعراق؟

في تقديري انه من المبكر الحكم على هذه النقطة تحديدا، ولابد من إعطاء المزيد من الوقت لاتضاح طبيعة العلاقة من جديد.

لا شك ان الاتفاق له ما بعده، وأعاد ترتيب المنطقة وأولوياتها من جديد، ولكن ما أود الحديث عنه في هذه السطور يتركز على كيفية التعامل الاردني الأمثل تجاه هذا الواقع الجديد الذي اوجده الاتفاق السعودي الايراني.

تلام الدبلوماسية الأردنية على أنها قامت بخطوة سحب سفيرنا من طهران تضامنا مع الموقف السعودي وقتها بسبب حرق السفارة السعودية، صحيح اننا كنا نتمتع بعلاقات طيبة مع السعودية وقتها ولكن التضامن مع الاشقاء لا يبنى على حساب مصالح الدولة الاردنية خاصة عندما تكون خطوة بهذا الحجم؛ اذ تمثل خطوة سحب السفير اقصى درجات التصعيد في العرف الدبلوماسي.

أعتقد اننا كنا بغنى عن مثل هذه الخطوة، وكان ينبغي التعبير عن التضامن مع الاشقاء بطريقة أخرى اقل حدّة.

كنت خلال الفترات السابقة من الذين يطالبون بإعادة سفيرنا الى طهران بل ارسال شخصية اردنية سياسية قوية ومعبرة توحي بجدية الاردن للتعامل مع ايران على اساس الند للند، وضمن نطاق حسن الجوار ولتحقيق مصالح الدولة الاردنية خاصّة مع وجود المليشيات الايرانية قرب حدودنا الشمالية، ونفوذها الكبير في العراق، ودخولها على خط ملف القضية الفلسطينية، هذه ثلاثة ملفات هامّة وحيوية جدا للاردن جميعها تحتاج لتفاهمات من نوع معين مع ايران.

اذن عندما كنا نقول بأن علينا اردنيا التعامل مع ايران سياسيا وليس طائفيا، كنا نستهدف تحقيق المصالح العليا للدولة الاردنية دون النظر الى غيرها.

ولكن ما مضى مضى، والسؤال الذي يطرح اليوم وبإلحاح يقول: ما هو التعامل الأمثل مع ايران؟

البعض يطرح باندفاع ضرورة عودة علاقاتنا بإيران، وإعادة سفيرنا بأسرع وقت.

باعتقادي أن هذا الطرح وبهذه الكيفية فيه نفس السلوك السابق من التعامل بردة الفعل بدلا من الفعل السياسي الهادئ والرزين الذي يجب أن تتمتع به الدبلوماسية الأردنية.

لا يصح ان نعيد ذات الخطأ ببناء مواقفنا تبعا لمواقف الآخرين، ولا ان تكون ردة فعل على أفعال الآخرين، وانما حسب ما تمليه علينا مصالحنا الحقيقية دون تردد او استعجال.

مع عودة السفير الأردني إلى إيران، لكن بعد مفاوضات وتفاهمات ولو بالحد الأدنى مع الجانب الإيراني بحيث تعود العلاقة على ارضية واضحة تؤسس لعلاقة فيها من تبادل المنافع وعلى اساس المصالح المشتركة.

الأهم من وجهة نظري أن لا تخضع توجهاتنا بإعادة العلاقة مع ايران لمجاملة الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد ان تحفظ ماء وجهها بعد الاتفاق الذي جرى، او أن نخضع لحسابات الكيان الصهيوني وشدة حساسيته من الجانب الإيراني، وإلا سنكون قد وقعنا بنفس الخطأ مرة أخرى سواء علمنا ذلك ام لم نعلم.

لنجعل القاعدة الاصيلة في نسج علاقاتنا الخارجية هي مصالحنا العليا فقط، مع ضرورة الفصل بين مسارات العلاقات الأخرى، بمعنى ان لا تكون علاقة الاردن بالولايات المتحدة على حساب علاقته بإيران، ولا تكون علاقتنا بالسعودية على حساب علاقتنا بقطر وهكذا.

من واجب الدبلوماسية الأردنية ان تنجز علاقاتها الخارجية وفق رؤيتها التي تستند إلى تحقيق مصالح الأردن دون مجاملة او اندفاع او تردد.

*د. رامي عياصرة كاتب وأكاديمي وسياسي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية الأردن أمريكا الاتفاق السعودي الإيراني الفصل بين مسارات العلاقات

أمريكا تعلن شروطها لدعم أي استثمار سعودي بإيران

استطلاع يظهر نفورا أردنيا قويا من إسرائيل وتعادلا بين أمريكا وروسيا كشريكين

مصر والأردن على خطى السعودية في السعي للانفتاح على إيران