محلل أمني: الصفقة السعودية الإسرائيلية مصلحة لإسرائيل.. وهذا هو الدليل

الثلاثاء 21 مارس 2023 06:50 ص

"لا دليل على تأثير سلبي للصفقة السعودية الإيرانية على ازدهار التطبيع مع إسرائيل".. هكذا قدم المحلل الأمني، المختص بشؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتزمان، خلاصة تقدير موقف لتداعيات العودة المرجحة للعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.

وذكر فرانتزمان، في تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية وترجمه "الخليج الجديد"، أن تصوير الاتفاق الإيراني السعودي وكأنه نكسة لإسرائيل ليس دقيقا، مشيرا إلى أن ازدهار العلاقات التجارية بين عديد الدول الخليجية، بما يؤشر إلى أن تلك الدول لا تربط بين ملف العلاقة مع إيران وبين العلاقة مع إسرائيل.

وأضاف أن حسابات الرياض الخاصة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن تقف وراء الاتفاق مع إيران، الذي يعبر عن اتجاه طهران إلى الاستماع أكثر للمخاوف السعودية، أكثر من تعبيره عن تراجع للعلاقات الخليجية الإسرائيلية.

وأوضح أن السعودية رأت كيف تمكنت قطر وتركيا من تبني سياسات مستقلة، مع استمرار قدرتهما على الحصول على تنازلات من الغرب.

وتعود المراجعة السعودية لحساباتها، حسبما يرى فرانتزمان، إلى عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، حيث اتخذت واشنطن قرارات مهمة في العراق ولبنان من شأنها أن تؤثر على المملكة عبر السماح بتمكين حزب الله المتزايد في السلطة اللبنانية وتهديداته لبيروت، وتمرير صعود نوري المالكي، وهو رجل قوي مؤيد لإيران، إلى السلطة في العراق.

كانت هذه التطورات بمثابة "تسليم دول رئيسية في المنطقة إلى إيران" بحسب تعبير فرانتزمان، مشيرا إلى أن سياسة الولايات المتحدة في هذا الصدد كانت معقدة، لكنها كانت جزءًا من تحول أوسع من قبل إدارة أوباما للسعي إلى إقامة علاقات مع إيران.

وجاء ذلك في حين أن الولايات المتحدة قامت بـ "إعادة ضبط" العلاقات مع روسيا، بالعمل مع نظام بوتين، وتجاهلت أيضًا عدوان موسكو على جورجيا، واختارت عدم مواجهة نظام بشار الأسد، ما مكّن روسيا من التدخل في سوريا.

وكان الهدف من كل ذلك هو الصفقة الإيرانية التي تم توقيعها في عام 2015، ما رسخ شعور لدى الرياض بأن إيران كانت تنهض بسرعة كبيرة في المنطقة.

وأدى معارضة السعودية للصفقة وتدخلها عسكريا في اليمن عام 2015 لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من السيطرة على البلاد، إلى علاقة باردة للغاية مع إدارة أوباما.

ولم يكن مستغربا إزاء ذلك أن تبدأ السعودية وبعض دول الخليج الأخرى في رؤية الصين كلاعب مرحب به في المنطقة، وأن ترى السياسة الخارجية "المستقلة" محققة لمصلحتها، ولذا سعت إلى العودة إلى العلاقات مع إيران.

وهنا يصف فرانتزمان هذا النوع من التحول في السياسة بأنه "مثير للسخرية"، حيث كانت الرياض ضد إيران عندما كانت الولايات المتحدة تعمل على الصفقة الإيرانية، وهي الآن أقرب إلى إيران عندما أصبحت الولايات المتحدة أكثر صرامة تجاه طهران.

لكن ما تأثير ذلك على إسرائيل؟ يجيب فرانتزمان بأن  للسعودية مصلحة في الاستقرار في اليمن والعراق ولبنان، وكلها ملفات رئيسية تؤثر على إسرائيل، حيث سعت إيران على مر السنين إلى اختطاف العراق وتمكين الميليشيات هناك، وهي الميليشيات التي يمكن أن تهدد إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ تصدرها إيران.

كما أن الفوضى السياسية في لبنان يمكن أن تؤدي إلى تهديدات لإسرائيل، ولذا فـ "هناك أسئلة رئيسية يمكن حلها إذا أثرت الصفقة السعودية الإيرانية على لبنان" حسبما يرى فرانتزمان، مشيرا إلى أن الصفقة السعودية الإيرانية قد تؤسس لعلاقات جديدة بين الرياض ودمشق، وقد تؤدي إلى عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، مقابل حد إيران من نقل الصواريخ إلى سوريا.

والأهم من ذلك، حسب تقدير فرانتزمان، أن الصفقة الإيرانية السعودية قد تؤدي إلى خفض إيران لتخصيبها اليورانيوم ومحاولة التسلح بسلاح نووي، عبر وساطة الصين، التي تعد طرفا يتمتع بالثقة لدى طهران.

كل هذه التطورات يراها محلل شؤون الشرق الأوسط في مصلحة إسرائيل، ومع ذلك، تريد إيران تصديق أن اتفاقها الجديد مع الرياض سيكون انتكاسة لتل أبيب وواشنطن.

ويخلص فرانتزمان إلى أن انتكاسة إسرائيل مصلحة لإيران، لكنها ليست بالضرورة مصلحة للسعودية، ولذا فإن الربط بين صفقة الرياض وطهران وبين التأثير سلبا على التطبيع مع إسرائيل ليس دقيقا.

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران إسرائيل سوريا اليمن الحوثيين بشار الأسد

اتفاق السعودية وإيران.. ما هي المخاطر المنعكسة على مصالح إسرائيل؟

تركي الفيصل: السعودية اتخذت موقفا حازما ضد إسرائيل منذ عقود (فيديو)