كواليس خلاف أمريكي سعودي بشأن أزمة لبنان.. ما علاقة إيران؟

الخميس 23 مارس 2023 12:52 م

"لبنان دخل مرحلة جديدة من النكبة".. هكذا وصف موقع "ذا كرادل" تدهور الأوضاع في البلد العربي، مشيرا إلى أن الخلاف الأمريكي السعودية يدفعه إلى حافة الهاوية.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن قيمة العملة اللبنانية، في 20 مارس/آذار الجاري، تراوحت بين 110 آلاف ليرة و140 ألف ليرة لكل دولار، ولذا شنت النقابات العمالية إضرابات في جميع أنحاء البلاد، واندلعت احتجاجات كبيرة في مدينة طرابلس الشمالية، وصلت إلى العاصمة بيروت، خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات ونقص الأدوية.

وكانت لتلك التطورات الفوضوية نتيجة لعبة شد الحبل الجارية بالكواليس بين أكبر مانحي المساعدات الخارجية للبنان: السعودية والولايات المتحدة، والذي أشعله اتفاق التقارب الإيراني السعودي الذي توسطت فيه الصين.

ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد خيرت واشنطن هذا الأسبوع حلفائها، بمن فيهم القادة السياسيون: سمير جعجع ووليد جنبلاط والعديد من أعضاء البرلمان "المستقلين"، بين دعم الولايات المتحدة أو السعودية.

وذكّرت السفارة الأمريكية السياسيين اللبنانيين بأن المساعدات المالية الغربية، وقرض صندوق النقد الدولي الذي طال انتظاره، وبدء استخراج الغاز من البحر المتوسط.. كلها صفقات ستمضي قدمًا فقط مع الولايات المتحدة، وليس مع السعودية، بحسب المصادر.

كما أورد تذكير السفارة أن البيت الأبيض "يثق بالسعوديين في بعض المصالح الخاصة بالمنطقة" لكن هذه المصالح لا يمكن "تعريضها للخطر" بسبب الخلاف المتزايد، وشدد على أن "أي تسوية إيرانية سعودية تخفف الضغط على حزب الله يمكن أن تصبح تهديدًا للأمن القومي الأمريكي في نظر البيت الأبيض".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذرت، باربرا ليف، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، من أن الوضع في لبنان مفتوح أمام جميع النتائج السلبية المحتملة، بما في ذلك "التفكك الكامل للدولة وانهيار قواتها الأمنية".

ورداً على تحركات واشنطن الأخيرة داخل لبنان، أورد "ذا كراكل" أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أبلغ مدير مكتب الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية بأن صفقة تطبيع العلاقات مع إيران، التي أُعلن عنها في بكين، هي "بداية عملية وليس تتويجا لاتفاق على المسائل الخلافية".

وأكد كبير الدبلوماسيين في المملكة للمسؤول البريطاني أن الأولويات بين الرياض وطهران تختلف في هذه المرحلة من المحادثات، حيث تركز المملكة على "اليمن والشؤون الإقليمية"، بينما تركز الجمهورية الإسلامية على "فتح السفارات وتأشيرات الحج".

وتزامنت تصريحات بن فرحان مع تقرير نشرته صحيفة الجريدة الكويتية، كشف أن وفدا من سلطنة عمان زار لبنان في الأسابيع الأخيرة للتباحث مع مسؤولي حزب الله حول "ضرورة انسحاب الحزب من اليمن وعدم التدخل فيه".

كما كشف التقرير أن وفداً قطرياً رسمياً زار لبنان قبل أيام للقاء عدد من المسؤولين والكتل النيابية "لبحث سبل الخروج من الأزمة اللبنانية وتقديم المساعدة اللازمة لإنهاء الفراغ الرئاسي" وإرساء الأسس لذلك.

وبحسب مصادر "ذا كراكل" فإن السعودية تتطلع إلى إجراء جولة جديدة من المحادثات مع فرنسا بشأن الأزمة في لبنان.

ومنذ عام 2019، شهد لبنان انهيار مؤسساته بعد عقود من الفساد وسوء الإدارة من قبل القطاع المالي، ما أدى إلى سقوط أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

ورغم تردي الوضع، فشلت الطبقة السياسية في لبنان في اتخاذ أي إجراء لمساعدة مواطنيها. ومنذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ظل لبنان تحت سيطرة حكومة تصريف أعمال، بدون رئيس للجمهورية، حيث ترفض التحالفات المتنافسة في البرلمان التنازل عن مرشحها.

المصدر | ذار كراكل - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان الولايات المتحدة وليد جنبلاط سمير جعجع إيران حزب الله

اتفاق السعودية وإيران.. مكسب لنظام الأسد ومصير غامض للبنان

لبنان يستيقظ على توقيتين مختلفين.. الطائفية أكبر من الشتوي أو الصيفي

بعد اعتراض المسيحيين.. ميقاتي يتراجع عن تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي في لبنان

أمريكا: الاتفاق السعودي الإيراني يؤدي إلى تهدئة الأوضاع في لبنان

السعودية وإيران.. لا اتفاق بلبنان قبل حل الصراع في اليمن

قاعدة تجسس أم سفارة.. مقر جديد لسفارة أمريكا في لبنان يثير الجدل