صحيفة عبرية ترصد مقاربات الاهتمام الإعلامي العربي بمظاهرات إسرائيل

الاثنين 27 مارس 2023 10:48 ص

"على عكس الاهتمام الكبير الذي أبدته إسرائيل في ذلك الوقت بأحداث الربيع العربي، لا تُظهر وسائل الإعلام في الشرق الأوسط نفس الاهتمام بالربيع الإسرائيلي".

هكذا يخلص تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، لنظرة الدول العربية للمظاهرات التي تشهدها إسرائيل نتيجة التعديلات القضائية التي تنوي الحكومة الأكثر يمينية في البلاد المضي قدما في إقرارها بقيادة بنيامين نتنياهو.

ويقول التقرير إنه يمكن تحديد 3 مقاربات في إعلام الشرق الأوسط فيما يتعلق بالأحداث في إسرائيل، حيث يعتقد أعداء إسرائيل أنها تنهار، وهي مقاربة تعزز المفهوم العربي القديم الذي بموجبه ستذبل إسرائيل في النهاية وتتفكك بسبب الانقسامات الدينية والطائفية التي تقسمها.

وفي الأيام الأولى للصراع العربي الإسرائيلي، كما كتب يهوشافت هركبي في دراسته الضخمة للمواقف العربية تجاه إسرائيل، كانت هذه النظرية مدرسة فكرية رائدة بين المثقفين المسلمين والعرب.

ويعد أبرز المروجين لهذا النهج هو الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، لافتا إلى أنه في مايو/أيار 2000، وبعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، أعلن نصرالله في خطاب النصر أنه على الرغم من القوة العسكرية الهائلة لإسرائيل وقدراتها النووية، فإن مجتمعها المنقسم يذكرنا بخيوط العنكبوت الضعيفة.

ويشير التقرير إلى حديث نصرالله الذي توقع أن إسرائيل البالغة من العمر 75 عامًا، لن تنجو للاحتفال بعيد ميلادها الثمانين.

ويضيف: "تم حشد جميع القنوات الإعلامية لحزب الله لتصوير الاحتجاجات على أنها تعكس النهاية الوشيكة للكيان الصهيوني".

وفي إيران أيضًا، وحسب التقرير، ليس من المستغرب أن وسائل الإعلام تأمل في حدوث انقسام وانفصال بين الصهاينة، وتحلل السيناريوهات الأكثر ترجيحًا لتدمير إسرائيل.

ومع ذلك، لم تركز وسائل الإعلام الإيرانية بشكل مفرط على الاحتجاجات، ربما بسبب مخاوف من إلهام تجدد احتجاجات الحجاب في الداخل.

أما المقاربة الثانية، فتتعلق بالفائدة التي يمكن أن يجنيها الفلسطينيون من هذه الاحتجاجات، سواء الفلسطينيون في إسرائيل أو سكان السلطة الفلسطينية منها.

ويشير التقرير إلى مقال في إحدى الصحف القطرية، بعنوان "لا يوجد ربيع إسرائيلي في الأفق"، يتحدث فيه كاتبه أن معظم المتظاهرين الإسرائيليين لم يغيروا موقفهم العنصري تجاه الفلسطينيين، وبالتالي فإن الاحتجاجات لا تنذر بأي تغيير بالنسبة لهم.

ويضيف التقرير: "الجمهور العربي الفلسطيني في إسرائيل ليس كتلة متجانسة من حيث موقفه من الاحتجاجات، حيث يدرك معظمهم مخاطر انقلاب النظام ويخشون تداعياته على أنفسهم، لكن مع ذلك، تتجنب الغالبية المشاركة في الاحتجاجات، لأنها لا تراها استجابة لمطالبها الخاصة".

وبعد أن أحبطهم المأزق السياسي وصعود حكومة يمينية متطرفة إلى السلطة، يرى بعض الفلسطينيين في الاحتجاجات وسيلة لإضعاف إسرائيل. في وقت ينظر بعض الفلسطينيين إلى الاحتجاجات على أنها نموذج يحتذى به في انتقاد القيادة الفلسطينية.

أما المقاربة الثالثة، حسب تقرير "جيروزاليم بوست" الذي يرصد تفاعل وسائل الإعلام في الشرق الأوسط حول المظاهرات، فتقول إنها تتجاهل الاحتجاجات أو ترصدها بشكل مقتضب دون اللجوء إلى تقييم انعكاساتها على النظام والمجتمع الإسرائيلي.

ويشير إلى أن هذا النهج نموذجي لجميع البلدان التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كمصر والأردن وتركيا والإمارات والمغرب والبحرين والسودان، قبل أن يضم معهم السعودية وعمان.

ويقول التقرير إن الصمت المتعمد في هذه البلدان ينبع من 3 أسباب رئيسية: هي النظر إلى أن العملية الجارية في إسرائيل مستمرة، فمن السابق لأوانه الحكم على تداعياتها.

أما ثاني هذه الأسباب، فبغض النظر عن نتيجة الاحتجاجات، فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو لن تقوض العلاقات مع الدول الإسلامية التي لها علاقات دبلوماسية معها، وبالتالي لن تتغير المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

وعن السبب الثالث في تجاهل إعلام هذه الدول احتجاجات إسرائيل، يضيف التقرير: "قد تؤدي زيادة التقارير عن الاحتجاجات في إسرائيل إلى إيقاظ الجمهور العربي من السبات الذي فرضه كل الحكام العرب الذين قمعوا احتجاجات الربيع العربي، سواء من خلال العنف أو الحوافز المالية، لذلك فإن تقارير الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية لا تخدم هذه الأنظمة الاستبدادية".

ويتابع التقرير: "يعكس الموقف في وسائل الإعلام في الشرق الأوسط من الاحتجاجات في إسرائيل إلى حد كبير تعقيد وجهات النظر فيما يتعلق بمكانة إسرائيل ومكانتها في المنطقة، فأعداؤها يرغبون في زوالها، بينما يفضل أصدقاؤها أو حلفاؤها البقاء على الحياد".

ويزيد: "من المفارقات أن الفلسطينيين هم الذين من المرجح أن يتأثروا بالاحتجاجات، لأن إسرائيل والمجتمع الدولي يواصلان تجاهل محنتهم".

ويختتم التقرير بالقول إن "هذا الضعف الإسرائيلي كما ينعكس في بعض وسائل الإعلام الشرق أوسطية، قد يفسر على أنه فرصة محتملة لتصعيد النضال الفلسطيني، خاصة مع شهر رمضان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل نتنياهو مظاهرات إسرئايل الإعلام العربي

إسرائيل.. عراب التعديلات القضائية منفتح على تأجيل تطبيقها

جدال بين علاء مبارك وإيدي كوهين ينتهي بحذف تغريدة تحت التهديد.. ماذا حدث؟