استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دلالات المواجهة الجوية في سماء دمشق وغزة

الثلاثاء 4 أبريل 2023 08:56 ص

دلالات المواجهة الجوية في سماء دمشق وقطاع غزة

المنطقة على أبواب مواجهة ستعيد تعريف الوجود الإيراني بسوريا، وتعيد رسم ملامح الردع العسكري ليمتد أثره إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة.

إيران تسعى لإعادة التموضع في ضوء تحولات إقليمية تؤكد شرعية وجودها وترسم معادلة ردع مع الاحتلال الاسرائيلي تتيح لها فرض قواعد اشتباك جديدة.

التصعيد في سوريا وجنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة يفتح الباب واسعا لمواجهة كبرى تبدو ضرورية لإعادة ترسيم الحدود وخطوط المواجهة العسكرية.

مواجهات جوية بسماء سوريا وفلسطين وغزة مع توتر الأراضي المحتلة وتموضع إقليمي آخذ في التجذر بتقارب سعودي إيراني وتفاهات صينية سعودية وسعودية روسية.

المواجهة تقترب مع كل غارة إسرائيلية بسوريا وكل اقتحام للأقصى ومدن ومخيمات فلسطين تحمل فرصاً لتعزيز مقاومة فلسطين وفرض معادلتها بمواجهة اليمين الفاشي.

* * *

اعلان ايران مقتل احد المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري في سوريا في عدوان جوي اسرائيلي على سوريا تبدو كسابقة تسعى طهران من خلالها لإعادة رسم ملامح وجودها في سوريا بما ينسجم مع التحولات الاقليمية والدولية.

فالاعلان عن مقتل مستشار عسكري للحرس الثوري الايراني يعد الثاني من نوعه منذ اذار مارس الفائت ما يؤكد ان الوجود العسكري الإيراني بات اكثر وضوحا وعلنية في ظل الانفتاح الذي تبديه دول الاقليم على دمشق والتي تقدم المظلة السياسية والقانونية التي توفر الشرعية للوجود العسكري الايراني في سوريا.

الاعلانات المتكررة لطهران عن تواجد مستشاريها في سوريا واعلان نيتها الرد والاشتباك الجوي الذي تبع ذلك يوم امس الأحد مع الكيان الاسرائيلي شمال فلسطين المحتلة يؤكد ان إيران تسعى لإعادة التموضع في ضوء التحولات الاقليمية لتؤكد شرعية وجودها، ومن ناحية اخرى ترسم معادلة ردع مع الاحتلال الاسرائيلي تتيح لها فرض قواعد اشتباك جديدة، وهي قواعد ستعيد تعريف وانتاج الدور الايراني في سوريا كقوة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي، فاتحة الباب لترميم صورتها وقوتها الناعمة في الاقليم.

التصعيد في سوريا وجنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة يفتح الباب واسعا لمواجهة كبرى تبدو ضرورية لإعادة ترسيم الحدود وخطوط المواجهة العسكرية.

وهي هواجس ظهرت في تصريحات وزير دفاع الاحتلال يوأف غالانت صباح اليوم الاثنين خلال لقائه ضباط جيش الاحتلال شمال فلسطين المحتلة، حذر فيها غالانت من استهداف الكيان المحتل، مؤكدا عزمه على اخراج ايران من سوريا، وهي لغة وسقوف جديدة لجنرالات جيش الاحتلال تعكس الهواجس المتنامية للاحتلال من جهود اعادة التموضع الجديدة لإيران سياسيا وعسكريا في الاقليم.

التوتر والحسابات المعقدة وردود الفعل المتشنجة والمرتبكة للكيان من الممكن ان تقود لانزلاق المناوشات الجوية الى مواجهة واسعة تمتد على طول خط التماس مع لبنان وسوريا وقطاع غزة في إطار عملية تموضع سياسي وعسكري ايراني وفلسطيني جديدة تنسجم مع طبيعة التحولات الاقليمية المستجدة.

فرص المواجهة شمال فلسطين المحتلة تجاوزت الـ 60% بعد ان اجتمعت اسبابها الممثلة بـ: التحول في الموقف العربي والاقليمي تجاه دمشق والنظام السوري والذي تقوده تركيا ومصر والامارات والأردن، والمصالحة والتقارب السعودي الايراني.

وذلك في مقابل انشغال امريكي بحرب أوكرانيا والمنافسة مع الصين في بحر الصين الجنوبي، فضلا عن التصارع الداخلي الامريكي بين اليمين المتطرف واليسار الليبرالي المنفلت من عقاله.

فرص المواجهة تغذيها من ناحية اخرى الأزمة الداخلية في الكيان المحتل والتي تتباين التوجهات في الكابينت الاسرائيلي بين راغب في تصديرها للاقليم والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وبين متوجس من تداعيات التصعيد وارتداداته الداخلية الممثلة بإمكانية تعميق الانقسام المجتمعي والنخبوي الخطير بين اليمين الديني الفاشي والاتجاه العلماني في الكيان المحتل، وبين مخاطر الفشل العسكري الذي سيفرض معادلة ردع جديدة في الأجواء السورية.

بل في القدس ذاتها التي تشهد تصعيدا لافتا من قبل اليمين الاسرائيلي الديني الفاشي، عكسته حالة الارتباك والمواجهة الجوية في اجواء قطاع غزة بين المسيرات والمضادات الجوية التابعة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية وسلاح الجو الاسرائيلي.

ختامًا..

المواجهات الجوية في سماء سوريا وشمال فلسطين وقطاع غزة في ظل التوتر في الاراضي المحتلة، والتموضع الاقليمي الآخذ في التجذر؛ بفعل التقارب السعودي الايراني والتفاهات الصينية السعودية، والسعودية الروسية، تؤكد أن المنطقة على أبواب مواجهة ستعيد تعريف الوجود الإيراني في سوريا، وتعيد رسم ملامح الردع العسكري ليمتد أثره الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهي مواجهة تقترب مع كل غارة اسرائيلية في سوريا، ومع كل اقتحام للمستوطنين للمسجد الاقصى والمدن والمخيمات الفلسطينية؛ مواجهةٌ تحمل في طياتها فرصاً جديدة للشعب الفلسطيني لتعزيز مقاومته وفرض معادلته في مواجهة اليمين الفاشي.

*حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

سوريا فلسطين إيران مقاومة الاحتلال السعودية الصين روسيا إسرائيل الكيان المحتل اليمين الفاشي قطاع غزة