قال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، إن بلاده ستعمل  بالتعاون مع أشقائها العرب وإسرائيل على تفادي التصعيد الإقليمي ودعم الاستقرار والسلام، وتدعم كافة "الجهود الخيرة" في هذا الاتجاه.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

ومنذ بداية العام الجاري تصعد  إسرائيل من انتهاكاتها ضد الفلسطينيين المتمثلة في الاقتحامات وعمليات القتل والاستيطان واقتحام المسجد الأقصى.

واستشهد 90 فلسطينيًا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ مطلع عام 2023، في إحصائية هي الأعلى منذ سنوات انتفاضة الأقصى (2000-2005).

ووفقا للوكالة الإماراتية الرسمية، فقد بحث بن زايد ونتنياهو خلال الاتصال العلاقات الثنائية بين إسرائيل والإمارات وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين. 

وأضافت أن بن زايد وصف العلاقة مع إسرائيل بـ"الخيار الاستراتيجي لصالح السلام والتنمية"، كما أكد تطلع الإمارات إلى مضاعفة الجهود في هذه العلاقة "الواعدة".

وذكرت الوكالة أن بن زايد أشار إلى أن "الاتفاق الإبراهيمي وفر الإطار المناسب لتنمية العلاقات الثنائية".

اتصال بعد توتر

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام عبرية، أن رجل الأعمال الإماراتي خلدون المبارك الذي يُعدّ أحد كبار مستشاري الرئيس بن زايد، أجرى مؤخرًا زيارة إلى تل أبيب حامًلا رسالة "شديدة اللهجة" من بلاده إلى إسرائيل تبلغها أن تصعيدها ضد الفلسطينيين "يتعارض مع اتفاقيات إبراهيم".

وحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، قال المبارك لمسؤولين إسرائيليين (لم تورد أسماءهم) إن "التوجّه الذي تتخذه الحكومة الإسرائيلية يتعارض تماما مع اتفاقيات إبراهيم (التطبيع)".

وأضاف المبارك: "أفعال الحكومة الإسرائيلية تهدد أي تقدم آخر مع دولة الإمارات، والدول العربية الأخرى".

وأوردت تقارير أخرى الشهر الماضي، أن وزارة الخارجية الإماراتية طلبت من سفير أبوظبي لدى تل أبيب محمد الخاجة، عدم مقابلة أي مسؤول حكومي إسرائيلي.

وبحسب ما ورد، قال الرئيس الإماراتي للمسؤولين الإسرائيليين: "إلى أن نتأكد من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه حكومة يمكنه السيطرة عليها، فلن نتمكن من العمل بشكل مشترك".

وبحسب الوكالة الإماراتية الرسمية، فقد أكد بن زايد خلال اتصاله مع نتنياهو على مضي الإمارات في العمل المشترك مع إسرائيل لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة.

وتابعت أن الرئيس الإماراتي أثنى على دخول الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين حيز التنفيذ في الأول من شهر أبريل/نيسان 2023، وعلى العمل المشترك حول ملف المناخ وإنجاح انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" في الإمارات هذا العام. 

وأشار إلى أن هذه الجهود "ما هي إلا أمثلة عملية لما يتحقق عبر هذه العلاقة المتنامية".