الصين وروسيا في طريقهما لاحتلال الفضاء الدبلوماسي والاقتصادي في الشرق الأوسط

السبت 8 أبريل 2023 09:53 ص

"نظرًا للظروف المتغيرة في الشرق الأوسط، يمكن أن تكون الصين وروسيا على طريق احتلال الفضاء الدبلوماسي والاقتصادي الذي احتلته الولايات المتحدة ذات يوم".

هكذا خلص تحليل لموقع "مودرن دبلوماسي"، قال إن الصين وروسيا تعملان على زيادة نفوذهما الدبلوماسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، والاستفادة إلى أقصى حد من المساحة التي خلفتها الولايات المتحدة الغائبة.

ولفت التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد" إلى أن لدى الصين وروسيا مجال متزايد للتحرك في الشرق الأوسط، وهذا نتيجة لتحويل الولايات المتحدة اهتمامها إلى المحيطين الهندي والهادئ، وتدهور العلاقات الأمريكية السعودية، والعداء بين الولايات المتحدة وإيران، والمصالحة السعودية الإيرانية، والتوترات الأمريكية الصينية.

وتعزز الولايات المتحدة علاقات أوثق مع الهند وجنوب شرق آسيا ودول جزر المحيط الهادئ في جهودها لتقييد الصين، الأمر الذي يشكل تحديًا لوضعها كقوة عظمى، حتى إن تصورات الولايات المتحدة التي تحاول فرض قيمها على الدول الأخرى أدت إلى قيام بعض الدول بتوسيع بحثها عن شركاء جدد.

بالإضافة إلى ذلك، تنتقل السعودية بعيدًا عن اعتمادها على النفط كجزء من مشروع "رؤية 2030"، وفي هذه المرحلة، يعد تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا أمرًا بالغ الأهمية.

ويبدو أن السعودية تريد توسيع تجارة الأسلحة مع الصين، بعد أن كانت من أبرز المشترين للأسلحة الأمريكية لسنوات، وهو ما يعد تحولًا مهمًا في السياسة السعودية.

وتستثمر الصين أيضًا في التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في السعودية، حيث تشارك الشركات الصينية بالفعل في بناء مدينة نيوم الضخمة، وهو مشروع بقيمة 500 مليار دولار أمريكي.

وفي ديسمبر/كانون الأول، وقعت شركة "هواوي" عملاق التكنولوجيا الصيني الذي تعرض لعقوبات أمريكية، مذكرة تفاهم مع السعودية، لبناء مجمعات عالية التقنية وتقديم خدمات الحوسبة السحابية في المدن السعودية.

كما تشمل مبادرة الحزام والطريق الصينية العديد من المشاريع في الشرق الأوسط، حيث تلقت المملكة وحدها 5.5 مليار دولار في شكل استثمارات من الصين كجزء من المبادرة. وفي عام 2021، وقعت الصين وإيران اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا.

وتُظهر هذه الأنماط المتغيرة في العلاقات كيف استفادت الصين وروسيا من الفراغ المتبقي في الشرق الأوسط، بينما توجه الولايات المتحدة انتباهها إلى آسيا.

وأدرجت الصين إيران في مبادرة الحزام والطريق وهي تشتري النفط الإيراني الرخيص الذي لولا ذلك لما كان من الممكن بيعه في السوق العالمية.

في المقابل، تعمل روسيا أيضًا على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران.

كما تعمل روسيا وإيران والهند معًا لإنشاء طريق تجاري يمتد من بحر قزوين إلى المحيط الهندي، ما يسمح هذا لطهران وموسكو بالالتفاف على العقوبات الأوروبية التي تجبرهما على إعادة توجيه شبكات الإمداد الخاصة بهما، كما أنها ستتيح لروسيا الوصول المباشر إلى الأسواق في جنوب آسيا.

ووفق التحليل كذلك، فقد تكون المصالحة بين الخصمين القدامى السعودية وإيران نقطة تحول في تاريخ العالم، ويمكن أن يفتح التحول في المضمون الجيوسياسي للمنطقة والمصالحة السعودية الإيرانية بوساطة الصين، أمام إنهاء الحرب في اليمن وسوريا والصراعات الأخرى.

وتابع: "بعد أن لعبت دور الوسيط في الصفقة السعودية الإيرانية، يمكن أن يكون للصين تأثير أكبر في الشرق الأوسط".

المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين روسيا الشرق الأوسط أمريكا السعودية

موقع: تقارب السعودية وإيران.. الصين انتصرت على أمريكا في غرب آسيا

رئيس الأركان الأمريكي: سنمنع تشكيل أي تحالف عسكري روسي صيني