خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري لـ"الخليج الجديد": مطلوب ضغوطات عربية وإسلامية حقيقية على إسرائيل

الأحد 9 أبريل 2023 03:05 م

مصطفى الزواتي- الخليج الجديد

اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن الموقف العربي والإسلامي غير كافٍ لردع الاحتلال الإسرائيلي عن اعتداءاته المتواصلة بحق الأقصى والمصلين فيه، داعيا إلى "ضغوطات حقيقية" على إسرائيل.

الشيخ صبري أكد، في مقابلة خاصة مع "الخليج الجديد"، أن ما يتعرض له الأقصى يأتي ضمن "مؤامرات" الاحتلال الإسرائيلي بغرض فرض واقع جديد في المسجد، في إشارة إلى رغبة الاحتلال في فرض السيادة اليهودية على المسجد، تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين، كما حدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، تشهد مدينة القدس الشرقية المحتلة توترا بسبب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للأقصى ليلا أكثر من مرة ومنع المصلين من الاعتكاف فيه وتمكين مستوطنين من اقتحام المسجد ضمن "عيد الفصح" اليهودي الذي يستمر أسبوعا ينتهي الأربعاء.

تلك الاعتداءات أدت إلى اندلاع اشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية داخل الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، بالإضافة قصف متبادل بين جيش الاحتلال من جهة وقطاع غزة وجنوبي لبنان من جهة أخرى.

وأضاف صبري أن المسجد مفتوح أمام المعتكفين "طيلة أيام وليالي شهر رمضان الفضيل"، مشددا على أن الأقصى أمانة في أعناق المسلمين شأنه شأن المسجدين الحرام والنبوي، وسيحاسب الله من يقَّصر بحقه.

ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تعمل بكثافة على تهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها الإسلامية والعربية، ويتمسكون بالمدينة عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

وفي ما يلي نص مقابلة "الخليج الجديد" مع الشيخ عكرمة صبري:

كيف ترى اعتداءات قوات الاحتلال الراهنة على المسجد الأقصى؟

التطورات المتسارعة في المسجد الأقصى هي من فعل الاحتلال الإسرائيلي وحكومته، بل ضمن ترتيباته ومؤامراته المستمرة، فالاحتلال يحاول أن يفرض واقعا جديدا في الأقصى.

الاحتلال يستغل وجود مسؤولين متطرفين ضمن الحكومة (برئاسة بنيامين نتنياهو) ويقوم باعتداءات متكررة على المصلين لتفريغ الأقصى وفسح المجال أمام اليهود المتطرفين والمتشددين لاقتحامه مع الحراسة المشددة.

ونؤكد على أن اليهودي لا يجرؤ على أن يقتحم الأقصى إلا بالحراسة (من قوات الأمن)، فلولا الحراسة لما اقتحم الأقصى، وبالتالي الحكومة اليمينية الإسرائيلية الاحتلالية هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن المس بالحرم القدسي وعن أي توتر يحصل في المسجد أو في محيطه.

وما هو موقف مجلس أوقاف القدس التابع للأردن مما يجري في الأقصى؟

صدر منتصف شهر رمضان المبارك من مجلس أوقاف القدس، التابع لوزارة الأوقاف الأردنية، بيانا يتضمن أن الأقصى مفتوح للجميع في جميع الأوقات ويحق لكل مسلم أن يعتكف في  المسجد في الوقت الذي يريده بخلاف الفترة السابقة.

(دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية بالأردن هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس الشرقية، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.)

ولماذا يطلب حراس المسجد الأقصى التابعون لمجلس أوقاف القدس إخلاء المسجد بعد أداء صلاة التراويح بذريعة أن الاعتكاف يجب أن يكون فقط في العشر الأواخر من رمضان؟

هذا إجراء غير مقبول ولن يتكرر إن شاء الله، وبهذا الصدد تمّ إصدار بيان من مجلس الأوقاف أكد أن الأقصى لم ولن يغلق في وجه المعتكفين، كل حسب استطاعته وبرنامجه ونيته، طيلة أيام وليالي شهر رمضان الفضيل.

ما يجري في الأقصى هل له أي علاقة بترتيبات جرى  الاتفاق عليها في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ؟

هذا السؤال ليس لي علاقة به وليس لدي معلومات حوله، فهو شأن سياسي بحت.

(استضافت مدينتا شرم الشيخ المصرية والعقبة الأردنية في 19 مارس/آذار و26 فبراير/شباط الماضيين اجتماعين أمنيين بمشاركة فلسطين وإسرائيل والأردن ومصر والولايات المتحدة بهدف التخفيف من حدة تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة).

وما هي تحركاتك الأخيرة عربيا وإسلاميا لإيقاف ما يتعرض له الأقصى؟

نحن ننقل رسالة الأقصى في كل موقع أزوره أو في أي اجتماع أشارك فيه، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.

وكيف تقَّيمون المواقف العربية والإسلامية؟

في الحقيقة إن حالات الشجب والاستنكار والتنديد من قبل الدول العربية والإسلامية هذه لم تعد كافية ولم تعد تحقق أي تأثير على الاحتلال الإسرائيلي وحكومته، بل لابد من موقف سياسي جدي على المستويات الرسمية والدبلوماسية ضد الاحتلال حتى يرتدع ويشعر أن عليه ضغوطات حقيقية.

وما هو دور السلطة الفلسطينية مما يجري؟

بإمكانك توجيه هذا السؤال إلى السلطة الفلسطينية، فهي المخولة في الإجابة عليه.

وكيف تقَّيمون جهود المؤسسات والهيئات التنسيقيات العاملة من أجل الأقصى والقدس؟

ليس هناك شكّ أن المسجد الأقصى ملكيته تعود إلى المسلمين جميعا، ومجال العمل لأجله واسع، وهناك مؤسسات شعبية وخيرية تعمل من أجل الأقصى والقدس.

هل من رسالة تود توجيهها إلى العرب والمسلمين؟

نقول لجميع العرب والمسلمين إن الأقصى أمانة في أعناقهم شأنه في ذلك شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي، فالأقصى هو بوابة الأرض إلى السماء وبوابة السماء إلى الأرض. الأقصى أمانة في أعناقنا وجزء من عقيدتنا، فيجب على المسلمين أن يتحملوا المسؤولية الكاملة تجاهه، والله سبحانه وتعالى سيحاسب كل من سيقصر في حق القدس والأقصى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عكرمة صبري المسجد الأقصى إسرائيل القدس اقتحامات ضغوطات

ربع مليون يؤدون صلاة الجمعة الرابعة من رمضان بالمسجد الأقصى

مخابرات إسرائيل تستدعي الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى للتحقيق