إيران.. حالات تسمم جديدة بين الطالبات والأمن يفشل في تفسير السبب

الاثنين 10 أبريل 2023 07:35 م

"أجهزة الأمن الإيرانية لا تزال عاجزة عن أي تفسير لأحداث تسميم طالبات مدارس البنات التي وقعت في غضون الأشهر الأخيرة".. هكذا تحدثت صحيفة "اعتماد" الإيرانية تعليقا على ظهور الإثنين حالات تسمّم جديدة في عدد من مدارس الفتيات في مدن إيرانية.

وحسب أنباء متداولة على وسائل إعلامية وشبكات التواصل الاجتماعية، وشهدت مدارس للفتيات في مدن خوي وسنندج وأرومية وكرج حالات تسمم جديدة.

وأظهرت فيديوهات متداولة سيارات الإسعاف تهرع إلى بعض تلك المدارس لنقل الطالبات إلى المستشفيات.

وعاد مسلسل التسمم إلى الواجهة في إيران مع انتهاء عطلة النوروز الأسبوع الماضي.

وقال النائب محمد حسن أصفري، وهو أحد أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية حول أسباب تسمم الطالبات لوكالة "إيسنا" الإثنين، إن "الأجهزة الأمنية لم تصل بعد إلى الخيوط الرئيسية المتورطة" في تسميم الطالبات الإيرانيات.

وأضاف آصفري أن "الصحة الإيرانية أيضا لم تحدد بعد نوع التسمم بشكل دقيق"، داعياً الوزارة إلى العمل على تحديد طبيعة التسمم.

وقال إن اللجنة البرلمانية رفضت إرجاع أسباب التسمم فحسب إلى "مشاغبة" بعض الطالبات وممارسة لعبة "بالونات تحتوي رائحة"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بعض الطالبات قد مارسن الأمر، لكن هذا ليس كل أسباب التسمم.

ودعا آصفري وزارة الصحة الإيرانية إلى تحديد مصدر التسمم بدقة، محذراً من أنه في حال استمر هذا الوضع ربما يحدث ذلك في أماكن عامة أخرى، لافتاً إلى أن أولئك الذين اعتقلوا مطلع الشهر الماضي لم يكونوا العناصر الرئيسة.

بيد أن المساعد الأمني لوزارة الداخلية الإيرانية مجيد مير أحمدي، زعم في تصريحات صحفية أن حالات التسمم الجديدة هي نتيجة لـ"تمارض وشيطنة تلاميذ المدارس" بهدف تعطيل الدروس وعدم المشاركة في الصفوف.

وبدأ مسلسل التسمم في مدارس الفتيات الإيرانية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وظهرت أولى الحالات في ثانوية نور يزدان بمدينة قم الدينية (شمال البلاد)، على بعد 110 كيلومترات من طهران، ثم رويداً رويداً، شهدت مدارس أخرى في قم حالات تسمّم، ثم وصلت الحالات إلى محافظات أخرى.

وتم نقل ما لا يقل عن 1200 طالبة إلى المستشفيات حتى 20 مارس/آذار في عدة مدن إيران بعد أن اشتكين من أعراض مرتبطة بالتسمم، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن عدد المتضررات يناهز 5 آلاف.

وأعلنت الداخلية الإيرانية توقيف 100 شخص في محافظات عدة، منها طهران وقم وزنجان، وخوزستان وأذربيجان الغربية بتهمة صلتهم بحوادث التسمم.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد طلب من الوزارة في الأول من مارس/آذار التحقيق في سبب المرض الغامض الناجم عن حوادث التسمم بعد أن أحدثت صدمة في جميع أنحاء البلاد وأثارت احتجاجات شعبية.

واتهم رئيسي في تصريح سابق أعداء بلاده بالتورط في تسميم مئات من التلميذات في أنحاء البلاد، مؤكدت أن هذه العملية تأتي في إطار مخطط لإحداث الفوضى في البلاد.

واعتبر رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي، حوادث التسمم أنها مثال على "الفساد في الأرض" وحذر من "عقوبات صارمة" لمن يثبت تورطهم فيها "ليكونوا عبرة لمن يعتبر".

وتزامن انطلاق هجمات التسميم مع تراجع في وتيرة الاحتجاجات التي هزت إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني لانتهاكها قواعد اللبس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، فيما اتهم نشطاء رجال الدين المتشددين بالوقوف وراءها بهدف الانتقام من الشابات اللواتي تمردن على الضوابط الدينية المتشددة.

ويرى بعض المراقبين أن السلطات الإيرانية تقف وراء مخطط استهداف التلميذات بهدف تصفية حساباتها مع المرأة التي تحولت إلى رمز للنضال باندفاعها إلى ساحة الاحتجاجات ورفعها شعارات ذهبت إلى حد المطالبة بطي صفحة النظام الحالي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران حالات تسمم تسمم احتجاجات رئيسي

تسمم طلاب بمعهد عسكري بالكويت.. والجيش يحقق