بوليتيكو: محادثات إيرانية سرية مع الصين وروسيا للحصول على وقود صاروخي خاضع للعقوبات

الجمعة 14 أبريل 2023 08:14 ص

قال دبلوماسيون مطلعون إن الصين وروسيا تجريان محادثات سرية متقدمة مع إيران لتجديد إمدادات الجمهورية الإسلامية بمركب كيماوي رئيسي يستخدم في دفع صواريخ باليستية، وهي خطوة من شأنها أن تمثل انتهاكًا واضحًا لعقوبات الأمم المتحدة وربما تساعد موسكو في تجديد مخزونها المستنفد من الصواريخ.

ويشير تقرير "بوليتيكو" الذي ترجمه "الخليج الجديد" إلى أن طهران أجرت مفاوضات متزامنة مع المسؤولين والكيانات التي تسيطر عليها الحكومة من كلا البلدين، للحصول على كميات كبيرة من فوق كلورات الأمونيوم المكون الرئيسي في الوقود الصلب المستخدم لتشغيل الصواريخ.

ووفقا للتقرير قاد الدبلوماسي الإيراني سجاد أحادزاده، الذي يعمل "مستشارًا تكنولوجيًا" لطهران في الصين والمنطقة الأوسع، المحادثات في بكين، دون معرفة أي الشركات الصينية المعنية بهذه المحادثات أو الكميات الدقيقة التي تريدها إيران.

ولكن الدبلوماسيين المطلعين على خطط إيران يقدرون أنها ستكون كافية لبناء آلاف الصواريخ، بما في ذلك صاروخ ذوالفقار، الذي يبلغ مداه 700 كيلومتر. وقال الدبلوماسيون إنه إذا تم تنفيذ الاتفاق، فقد ينتهي الأمر ببعض هذه الصواريخ إلى الانتشار ضد أوكرانيا.

ويشير التقرير إلى أنه لم يرد ممثلو الصين وروسيا وإيران على طلبات للتعليق. وأحالت وزارة الخارجية الإيرانية الأسئلة المتعلقة بأحادزاده إلى السفارة الإيرانية في ألمانيا التي لم ترد. كما لم ترد السفارة الإيرانية في الصين على أسئلة حول أنشطة الدبلوماسي أو إتاحته لإجراء مقابلة.

وتأتي  هذه المحادثات في أعقاب دفء العلاقات بين إيران وروسيا والصين التي تعتبر نفسها بمثابة حصن ضد النفوذ الأمريكي،  في أعقاب حرب موسكو الشاملة ضد أوكرانيا.

وبينما زودت الصين روسيا ببعض المعدات العسكرية في الأشهر الأخيرة، فإن الدعم كان متواضعًا حتى الآن، لأن بكين حذرة من إغضاب أهم شركائها التجاريين، الولايات المتحدة وأوروبا.

ويقول الدبلوماسيون المطلعون على الأمر إن مساعدة روسيا عبر إيران من خلال تزويد الأخيرة بالمادة المذكورة هي إحدى الطرق التي يمكن للصين من خلالها تقديم دعم كبير لموسكو من وراء الكواليس. قال محللون غربيون إن احتمال أن تفكر الصين في انتهاك عقوبات الأمم المتحدة التي وقعت عليها لمساعدة جهود روسيا الحربية ينم عن قلق عميق في بكين بشأن احتمالات حليفها.

تعتبر فوق كلورات الأمونيوم مكونًا رئيسيًا في وقود الصواريخ الصلبة، والذي غالبًا ما يستخدم للاستخدام العسكري نظرًا لموثوقيته وعمره الافتراضي الطويل. تعتمد معظم الصواريخ الإيرانية ذات الضربات الدقيقة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى على محركات تعمل بالوقود الصلب.

ويكرر التقرير أن الهجمات الروسية التي لا هوادة فيها على أهداف أوكرانية خلال العام الماضي استنفدت إمداداتها من الصواريخ. وبالرغم من أن روسيا تنتج صواريخها الخاصة، فإن قدرتها على إنتاجها تتخلف عن شهية الجيش لإطلاقها. وهذا هو السبب في أن الدعم الإيراني، كما هو الحال مع الطائرات بدون طيار، يمكن أن يقدم بديلاً جذابًا.

وتتمتع إيران بالاكتفاء الذاتي إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بإنتاج الصواريخ، لكن العقوبات الدولية التي تواجهها فيما يتعلق ببرنامجها الخفي للأسلحة النووية حدت أيضًا من قدرتها الإنتاجية.

وقد قال محللون إن إيران حريصة أيضًا على زيادة إمداداتها من الصواريخ الباليستية مع سعيها لاستعراض عضلاتها في الشرق الأوسط.

ويشير التقرير إلى أنه في نوفمبر/تشرين الثاني اكتشفت البحرية الأمريكية حوالي 70 طناً من المادة، تكفي لتزويد حوالي 12 صاروخاً متوسط المدى بالوقود، على سفينة في خليج عمان في طريقها من إيران إلى اليمن. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الحمولة كانت مخصصة للمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، وقد أغرقت البحرية السفينة.

المصدر | ماثيو كارنيتشنيج | بوليتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين روسيا إيران الصواريخ الباليستية

عبر معارضة الهيمنة الغربية.. كيف تحاول روسيا وإيران بناء نظام أوراسي جديد؟

"العالم ليس أوروبا وأمريكا فقط".. لماذا توجهت إيران ناحية روسيا والصين؟