نيويورك تايمز: دوافع عربية متعددة للتقارب مع سوريا

الجمعة 14 أبريل 2023 07:54 م

 

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على الجهود العربية المتزايدة الرامية لتطبيق العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإعادة بلاده للحظيرة العربية بعد عقد من المقاطعة.

واستشهدت الصحيفة بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للسعودية هذا الأسبوع، مؤكدة أن تلك الخطوة وضعت نهاية لفكرة بقاء الأسد معزولا.

وفي الوقت نفسه، أعادت تونس العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد هذا الأسبوع، وسمّت سفيرها الجديد في دمشق.

وأشارت الصحيفة إلى وجود جهود تنسيقية بين دول الخليج ومصر والأردن والعراق قبل عقد القمة العربية الشهر المقبل، والتي قد يدعى إليها ممثل عن نظام الأسد لأول مرة منذ 12 عاما.

وأضافت الصحيفة أنه حتى الآن لا يوجد إجماع بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع النظام السوري، وما هي التنازلات المطلوبة مقابل استئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن الاتجاه بات واضحا.

وأوضحت أنه ما حدث هو تحول بطيء بسبب استمرار الحرب بدون نهاية، وتشبث الأسد بالسلطة بطريقة قادت دولا عربية للاعتقاد أن إعادة ضبط العلاقات معه باتت محتومة.

وبحسب آنا جاكوبس محللة شؤون الخليج بمجموعة الأزمات الدولية فإن بقاء الأسد في السلطة وتطبيع الدول العربية العلاقات مع دمشق هي نتيجة مفروغ منها عند هذه النقطة.

وأضافت أن "الولايات المتحدة وأوروبا كانت واضحة في عدم موافقتها على تطبيع العلاقات العربية مع الأسد، لكن ليس لديها ما يمكن عمله إزاء هذا".

وقال محمد علاء غانم، مدير المجلس السوري الأمريكي المعارض للتطبيع مع الأسد، إن الضغوط الأمريكية أوقفت دولا عربيا من تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

دوافع متعددة

وذكرت الصحيفة أن عام 2019 شهد تمرير تشريعات إضافية وضعت عراقيل أمام إقامة العلاقات مع النظام السوري

وظلت الدول المؤثرة بالمنطقة، بما فيها السعودية وتركيا ومصر مترددة في التعامل مع النظام السوري.

ودعمت السعودية فصائل سورية معارضة للأسد، وزودتها بالمال والسلاح بتنسيق سري مع الولايات المتحدة، واستقبلت المعارضة السورية في الرياض، ونظرت للأسد باعتباره بيدقا في يد إيران، منافستها الإقليمية.

إلا أن الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة، تغير منذ ذلك الوقت، وشهد تحولات جيوسياسية أعادت تنظيم التحالفات.

فبعد سلسات من الهجمات التي دعمتها إيران ضد السعودية والإمارات، والتي ترافقت مع رؤية حول التراجع الأمريكي بالمنطقة، دفعت البلدان للتعامل مباشرة مع طهران.

وتُوجت المحادثات المشتركة وجهود خفض التوتر باتفاقية رعتها الصين بين السعودية وإيران بعد انقطاع العلاقات لسبعة أعوام.

وبدلا من عزل إيران، تبنت السعودية استراتيجية متعددة الوجوه تهدف لمواجهة التأثير الإيراني بالمنطقة، بما في ذلك سوريا، حيث دعمت إيران الأسد طوال الحرب.

وأعلن السعوديون هذا الأسبوع عن اتفاقية سلام مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن.

وتعلق الصحيفة أن دوافع الدول العربية للتعامل مع نظام الأسد متعددة.

فالعراق على سبيل المثال يريد فتح طرق تجارية مع سوريا، وأخرى مثل الأردن ولبنان وتركيا استقبلت ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب، وهناك دول تريد الحد من التجارة غير الشرعية للمخدرات مثل الكبتاجون الذي يهرّب بشكل واسع إلى الشرق الأوسط ولا سيما السعودية.

 ويقول جوشوا لانديز، مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: كل الدول في المنطقة لديها قضايا عالقة مع سوريا يجب التفاوض عليها”.

وحتى تركيا التي ظلت من الداعمين الكبار للمعارضة، أصدر فيها عدد من المسؤولين إشارات عن استعداد للتحاور مع النظام السوري.

والتقى مسؤولون أمنيون وعسكريون أتراك مع مسؤولين في النظام السوري خلال الأشهر الأخيرة. وجاء التغير في النغمة بسبب الانتخابات التركية الشهر المقبل، حيث تحول موضوع اللاجئين السوريين لقضية انتخابية تعهد فيها كل واحد من المرشحين الأربعة، بتمويل جهود لإعادة السوريين إلى بلادهم. ويشعر السوريون بالخوف من خسارتهم مناطق آمنة في الخليج وتركيا.

 

المصدر | الخليج الجديد+وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

التقارب العربي السوري العلاقات السورية السعودية نظام بشار الأسد

انطلاق اجتماع تشاوري خليجي عربي في جدة حول سوريا

سوريا: لسنا في عجلة للعودة إلى الجامعة العربية.. الأولوية إصلاح العلاقات