دعوات عربية وغربية لوقف العمليات القتالية في السودان فورا

السبت 15 أبريل 2023 01:04 م

عبرت دول عربية وغربية عن قلقها البالغ جراء تصاعد الاشتباكات بين المكون العسكري في السودان، داعين إلى وقف فوري للعلميات القتالية، وسرعة التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة.

والسبت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وصلت إلى محيط قيادة الجيش في وسط العاصمة الخرطوم، ومناطق استراتيجية أخرى داخل العاصمة، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بأعمال القتال.

وتزعم قوات "الدعم السريع" التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قوات تابعة للجيش بآليات عسكرية حاصرت مقرها وقصفته، في حين وصفت القوات المسلحة السودانية في بيان قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".

وفي السياق، نشرت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بياناً طالبت فيه بـ"وقف العدائيات فوراً، وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل"، مناشدة "الأسرة الدولية والإقليمية، المساعدة عاجلاً في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله".

البداية مع السعودية، التي أعربت وزارة خارجيتها عن قلقها البالغ جراء التصعيد والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.

ودعت المملكة المكون العسكري وجميع القادة السياسيين في السودان إلى تغليب لغة الحوار والحكمة وضبط النفس.

الأمر ذاته ذهبت إليه الخارجية القطرية، حين دعت لوقف القتال فورا في السودان، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل.

وأضافت في بيان، أنها نتطلع إلى أن تنتهج جميع الأطراف في السودان الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات.

كما دعت الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار، حسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وقالت الوكالة إن "سفارة دولة الإمارات في الخرطوم تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية".

وشددت الإمارات على "ضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة".

فيما أعربت الخارجية المصرية عن قلقها من تطورات الوضع بالسودان إثر الاشتباكات الدائرة هناك.

وطالبت مختلف الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن.

فيما دعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي، جميع الأطراف في السودان لوقف تدمير البلاد وسفك الدماء في العشر الأواخر من رمضان.

وأهاب رئيس المفوضية بكل مكونات المجتمع الدولي "مضاعفة الجهود بشكل موحد وعاجل لتلبية نداء الضمير والمسؤولية لحمل الطرفين علي الإيقاف الفوري لإطلاق النار والجلوس حول طاولة المفاوضات".

كما دعت وزارة الخارجية التركية الأطراف السودانية للالتزام بإنجازات العملية الانتقالية والحوار حل الأزمة في البلاد.

 

يأتي ذلك في وقت وصف فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الوضع في السودان، بأنه "هش".

ونقلت وسائل إعلام أمريكية تعليق بلينكن على الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى، منذ صباح السبت بالقول: "ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان".

من جانبه، طالب سفير واشنطن بالخرطوم جون جودفري القادة العسكريين الكبار على وجه السرعة إلى وقف القتال، ولفت في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، إلى أنه وصل إلى الخرطوم في وقت متأخر من الليلة الماضية، واستيقظ على "الأصوات المزعجة للغاية بإطلاق النار والقتال"، مشيراً إلى أنه يحتمي في مبنى السفارة برفقة فريقه.

وأضاف أن تصعيد التوترات داخل المكون العسكري في السودان "أمر خطير للغاية"، داعياً القادة العسكريين الكبار إلى "وقف القتال على وجه السرعة".

في وقت نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن سفارة موسكو في الخرطوم تعبيرها عن قلقها من "تصاعد العنف" في البلاد، ودعت إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات، بحسب "رويترز".

وذكرت السفارة أن الأجواء في العاصمة الخرطوم متوترة وأن الدبلوماسيين الروس في أمان.

الأمر ذاته، ذكرته بريطانيا حين قالت إننا "نراقب عن كثب الوضع في الخرطوم وأماكن أخرى في السودان حيث تستمر الاشتباكات العسكرية".

كما دعت السفارة البريطانية في السودان، في تغريدة عبر "تويتر"، رعاياها إلى البقاء في منازلهم، واتباع توصيات السفر الخاصة بها".

وجاء في التغريدة: "إننا نراقب عن كثب الوضع في الخرطوم وأماكن أخرى في البلاد حيث تستمر الاشتباكات العسكرية".

من جانبه، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، إلى وقف فوري للقتال في البلاد.

وقال بيرتس، في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية على صفحتها بـ"فيسبوك"، إنه يدين بشدة اندلاع القتال في السودان، ودعا لاستعادة الهدوء.

وذكر البيان أن بيرتس تواصل مع كلا الطرفين، داعياً إلى وقف فوري للقتال من أجل ضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيداً من العنف.

 

كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، عن عميق القلق والانزعاج إزاء العمليات القتالية الدائرة حالياً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

وعبر عن صدمته وشجبه للجوء الي السلاح والاقتتال بين الإخوة بهذا الشكل وفي نهار شهر رمضان الكريم.

وأكد الأمين العام للجامعة مسؤولية الأطراف المتحاربة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلى ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري.

وأضاف أن الامانة العامة على استعداد للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك.

كما أعرب البرلمان العربي عن قلقه إزاء التطورات الجارية في السودان، دعيا كافة الأطراف السودانية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، حماية لأرواح الشعب السوداني والحفاظ مقدرات الدولة.

كما طالب كافة الأطراف بأن تضع نصب أعينها المصالح العليا للشعب السوداني والعمل على كل ما يحفظ أمن واستقرار السودان.

ويخيم جو من الترقب والقلق على شوارع السودان، بعد احتدام الخلاف بين البرهان ونائبه حميدتي اللذين يمثلان أبرز كيانين عسكريين في البلاد، هما الجيش وقوات الدعم السريع، بسبب مطالبات بدمج الأخيرة في الجيش الوطني.

يشار إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت قبل ساعات من لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي، حسبما أكده قادة حركات مسلَّحة السبت، حين أعلنوا أن جهودهم لنزع فتيل الأزمة أقنعت حميدتي بعدم التصعيد، وأنه أبلغهم باستعداده للجلوس مع البرهان للوصول إلى حل جذري للأزمة.

الأمر ذاته، ذكره الوسطاء نقلا عن البرهان، الذي قال إنه "مستعد للإقدام على أية خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور لنصابها الطبيعي".

ويشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الخلاف بين البرهان وحميدتي.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب خلافات بين الأخير وحميدتي.

ومن شأن هذا الاتفاق الجديد الذي لم يوقع، إحياء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان أحد أفقر دول العالم، وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان اشتباكات البرهان حميدتي المكون العسكري

السودان.. الجيش يعلن استسلام قوات للدعم السريع بالقضارف وكسلا والخرطوم