دعوات سودانية لوقف الاقتتال العسكري وتحذيرات من تقسيم البلاد

الأحد 16 أبريل 2023 01:08 م

تواصلت الدعوات الصادرة من داخل السودان، لوقف الاقتتال بين الفرقاء العسكريين، محذرين من خطر تقسيم البلاد.

جاء ذلك في سلسلة بيانات ومناشدات لأحزاب وقوى سياسية وشخصيات رفيعة، بعد سقوط 56 مدنيا وإصابة 595 آخرين في الاشتباكات التي تعصف بالسودان على مدار يومين متتاليين، في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير "المجلس المركزي" الأحد، قادة كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية إلى وقف القتال فورا والعودة إلى طاولة التفاوض لمعالجة الأزمة الراهنة.

وقالت القوى في بيان: "تواصلت اليوم (الأحد) المعارك التي اندلعت السبت في مختلف أرجاء البلاد بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تتصاعد وتيرتها بصورة تهدد وحدة وتماسك وسيادة الوطن".

وتابعت: "ظللنا ندق جرس الإنذار حول مخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد (حزب الرئيس المعزول عمر البشير 1989-2019) لجر البلاد لحرب لا تبقي ولا تذر، بهدف قطع الطريق أمام استرداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي".

وأردفت أن "مخططات عناصر النظام البائد تكشفت وبوضوح عقب إشعال فتيل المعركة، ليتضح أنهم هم الجهة التي قامت بالتعبئة لهذه الحرب، وهم الذين يرجون حصاد نتائجها".

كما دعت قوى إعلان الحرية والتغيير قيادة القوات المسلحة و"الدعم السريع" إلى "تحكيم صوت الحكمة ووقف المواجهات العسكرية فورا والعودة لطاولات التفاوض، فالقضايا العالقة لا يمكن حلها حربا والخيار الأفضل لبلادنا هو معالجتها سلما عبر الحلول السياسية".

كما دعت الشعب السوداني إلى "التصدي لمخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد وعدم السماح بتمريرها تحت أي غطاء كان، واعتزال خطابات الكراهية والتهييج وتأجيج الحرب".

كما توجه حزب الأمة القومي، بنداء إلى قيادة القوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع، طالبهما بالوقف الفوري لإطلاق النار وعودة القوات إلى مواقعها.

وقال الحزب في بيان، إنه "يناشد قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع، بالوقف الفوري لإطلاق النار في كل مواقع الاشتباك، وعودة القوات إلى مواقعها السابقة قبل الاشتباكات".

كما دعا إلى إلى "تشكيل لجنة مشتركة من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع (3+3) وشخصيات قومية (5) للاتفاق حول التهدئة ومنع انفلات الأوضاع الأمنية".

كذلك توجه الحزب بدعوة إلى الشعب السوداني لتأمين الوحدة الوطنية.

وناشد "الدول الشقيقة والصديقة منع أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي".

وشكل حزب الأمة القومي السوداني غرفة عمليات طارئة للتعامل مع الأوضاع الراهنة.

من جانبها، دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان/ التيار الثوري الديمقراطي، طرفي الصراع المسلح الجاري، الاحتكام لصوت العقل، ووقف إطلاق النار والعودة إلى مائدة التفاوض، فالحرب بين أبناء الوطن الواحد ليس فيها منتصر.

وقالت في بيان إن "الصراع المسلح الدائر أُجبر الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم، في وقت تواجه فيه البلاد انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، بينما شعبنا في أحوج ما يكون لشريان الحياة، والتمسك بالأمل".

وأضاف البيان: "مستقبل السودان، ومصير كل سوداني على المحك الآن في هذه اللحظة الفارقة".

وتابع البيان: "التفاوض يظل هو الطريق الأمثل لحل الخلافات التي تنشأ حول المسائل العسكرية أو السياسية، فخيار العنف لا يفضي سوى إلى المزيد من العنف، واتساع دوائره التي قد تتخطى السودان نفسه إلى الجوار".

وزاد: "نناشد طرفي الصراع بتقديم مصالح ورغبات الشعب وأمنه وسلامته وإعطائها الأولوية، ومن هنا ندعو لتحول الأطراف المدنية التي تدعم الاتفاق الإطاري، إلى الإسراع بتشكيل لجنة للوساطة بين الطرفين".

وختم البيان بالقول: "لقد حان الوقت للمجتمع الدولي للضغط بقوة أكبر على الطرفين، فالضمان للسلام والأمن والاستقرار، هو التحول الديمقراطي ومدنية الدولة وتوحيد الجيوش المتعددة، فذلك وحده الذي يمنع حدوث مثل هذه الأحداث المأساوية".

كما ناشد رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، الأطراف العسكرية في السودان التوقف عن الاقتتال.

وقال حمدوك في رسالة مصورة نشرها على حسابه في "تويتر" السبت، إن الحرب في السودان تعني حربا في الإقليم، وإن الحل السلمي ما زال ممكنا، مشددا على أن البلاد تواجه خطر التفكك، والضحايا هم السودانيون.

ووجّه رسالة أولى إلى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بضرورة توقف الرصاص "فورا" وتحكيم صوت العقل، "فالخسارة ستكون من نصيب الجميع ولا يوجد منتصر على جثث شعبه".

وقال في رسالته الثانية إن على الشعب السوداني أن يزداد تماسكا، و"أن يكون تلاحم مكونات المجتمع وخطاب رفض الاحتراب هو السائد".

والرسالة الثالثة التي وجهها حمدوك هي للمجتمع الإقليمي والدولي ومحبي السلام العالمي بأن يقوموا بواجبهم في الحل وتهدئة الأطراف المتقاتلة.

واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر من صباح الأحد، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وخلال اليومين الماضيين، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك، لكنها لم تجد أي صدى.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين البرهان وحميدتي.

وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان البرهان حميدتي اشتباكات الحرية والتغيير حمدوك

عرضت الوساطة.. الجامعة العربية تدعو لوقف القتال فورا في السودان

تحليل: ما أسباب اندلاع القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع؟

أكاديمي سعودي يهاجم حكم العسكر: بديل الملكيات العربية عدو للجمهوريات

على خطى ليبيا.. السودان مهدد بالتقسيم بعد 7 أشهر من الصراع