وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية اعتقال رئيس حزب حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، بأنه تعبير عن "حالة قاتمة" تعيشها تونس، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس قيس سعيد تأخذ البلاد نحو مصير مجهول.

ودعت الصحيفة في افتتاحيتها الجمعة، داعمي الرئيس قيس سعيد أن يتوقفوا.

ورأت أن هناك خيبة أمل سائدة منذ سنوات في الداخل التونسي بعد أن "اصطدمت الإصلاحات الإقتصادية بجدار" ومع استمرار الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي.

وأشارت إلى أن تونس كانت رمزاً للحرية وإن كانت غير مكتملة، فهي شهدت ولادة الربيع العربي، وقد انتقلت من حكم زين العابدين بن علي، مع مجتمع مدني ومزهر وإعلام نشط، في وقت انزلق فيه آخرون إلى الفوضى وإراقة الدماء.

وتابعت الصحيفة بالقول، إن "تونس فشلت في ترسيخ ديمقراطية مع حكم القانون". وأشارت إلى أن الرئيس الحالي قيس سعيد نجح في انتخابات 2019 نتيجة السخط على الوضع السياسي وأملاً في أنه سيحارب الفساد.

ولفتت إلى أنه حتى حين علق سعيد البرلمان عام 2021، وعزل رئيس الوزراء وتولى سلطات قضائية وفرض قانون الطوارئ، "كان يحظى بدعم كبير".

وقالت إن الرئيس التونسي شرع خلال هذا العام في حملة اعتقالات ضد السياسيين والنقابيين والقضاة وشخصيات إعلامية وصولاً إلى سجن زعيم حزب النهضة الخميس بتهمة التآمر على الدولة، وهي التهمة التي يمكن أن تؤدي إلى عقوبة الإعدام، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وعبر سعيد عن سخطه على معارضيه بكلمات واضحة في "خطاب مشؤوم"، حيث وصفهم بـ"السرطان" ويجب أن يخضعوا "للعلاج الكيميائي"، وما لبث يكرر أن الأمة تواجه مؤامرة كبرى تشارك فيها جميع التيارات، إسلامية ويسارية وعلمانية، مما جعل البعض يصفه بأنه "قذافي من دون بنزين".

وأضافت أن ثمن المعارضة يرتفع يوماً بعد يوم بالنسبة للناشطين السياسيين.

ورأت أن التونسيين "لا تلهمهم البدائل السياسية ويبدو أنهم لا يجدون فائدة من النزول إلى الشارع".

وأكدت "الجارديان"، أن المهاجرين واللاجئين والتونسيين من ذوي البشرة السوداء تعرضوا لهجمات عنيفة مباشرة بعد ترويج الرئيس لنسخة تونسية من النظرية اليمينية المتطرفة "الاستبدال الكبير".

وقالت إن البعض يخشى من احتمال وقوع حوادث دموية على نطاق واسع.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الغربية اختارت دعم الاستقرار على المدى القصير، والحد من الهجرة إلى أوروبا، "وفشلت في الاعتراف بالتدهور السريع للوضع للسياسي ووضع حقوق الإنسان".

وذكرت أن الولايات المتحدة ودولا أخرى بدأت أخيراً في تشديد لهجتها، وقالت إن عليهم الآن التركيز على النفوذ.

وختمت الصحيفة بالقول، إنه "ليس من المرجح أن يخدم القمع الشعب التونسي أكثر مما كان عليه في ظل حكم بن علي".