الخليج الجديد - يوسف عامر
تشهد الساحة الرياضية في مصر تهديدات بالانسحاب من بطولات محلية على خلفية اعتراضات على التحكيم أو قرارات اتحاد الكرة أو احساس بعض الأندية بالاضطهاد، خاصة تلك التي تنافس على القمة، وعلى رأسها الأهلي.
فخلال الموسم الجاري، هدد مجلس إدارة النادي الأهلي بالانسحاب من نهائي كأس السوبر المصري أمام الزمالك، المقرر له مايو/أيار المقبل، احتجاجا على قرار لجنة الانضباط بإيقاف لاعب الفريق، محمود عبد المنعم (كهربا)، لمدة 12 مباراة مع تغريمه مليون جنيها، على خلفية ترديده هتافات مسيئة تجاه جماهير الزمالك عقب مباراة الفريقين في المرحلة الـ14 من بطولة الدوري المصري في يناير/كانون الثاني الماضي.
تهديدات الأهلي ليست الوحيدة في الموسم الحالي، حيث سبقها بيان لنادي بيراميدز قبل أسابيع هدد فيه بالانسحاب من المشاركة بالبطولات المصرية، اعتراضا على ما وصفوه بالظلم الذي يتعرض له الفريق خلال الموسم الحالي.
وبلغ التصعيد من جانب بيراميدز حد إعلان مالكه الإماراتي، سالم الشامسي، وقف الاستثمارات بالنادي بداية من الموسم المقبل، ووقف مشاريعه الاجتماعية والمدينة الرياضية والاستاد، مع عقد جلسة مع نهاية الموسم الجاري للنظر في مستقبل المشروع.
وسيلة ضغط
ويرى لاعب المنتخب المصري السابق، وائل جمعة، أن اعتراضات الأندية قد تبدوا صحيحة أحيانا، لكنها ليست مبررا للانسحاب من البطولات، حسبما صرح لـ "الخليج الجديد".
ويضيف جمعة أن "الأندية تنفق الملايين من أجل جمع النقاط والفوز بالبطولات، ولا يجب أن يكون الانسحاب وسيلة للضغط من أجل تغيير قرار أو الاستجابة لمطلب".
وفي السياق، يؤكد المحلل الرياضي، كريم رمزي، أن الانسحاب من أي بطولة ليس قرارا هينا، ولذا فغن تهديدات الأندية بالانسحاب يجب أن يتوقف، خاصة أن تنفيذه بالنسبة للأندية صعب جدًا لما يترتب عليه من عقوبات تهوى بفرقها للدرجات الأدنى.
ويضيف رمزي لـ "الخليج الجديد": "يجب أن تبتعد الاستثمارات الرياضية عن المشاكل الإدارية الخاصة ببطولة أو مباراة أو تعيين حكم، ففي نادي مثل مانشستر سيتي لا نجد مثل هذه التهديدات بالانسحاب أو سحب الاستثمار وكذلك نادي باريس سان جيرمان".
كما يؤكد محلل الأداء، حسن بلتاجي، أن انسحابات الأندية من البطولات والمباريات ليست حلًا يؤدي لرفع عقوبة، "فقوانين الكرة تكفل سبلًا للاعتراض وبمجرد الاستئناف عليها يتم وقف العقوبة لحين البت في الأمر" حسبما صرح لـ "الخليج الجديد".
مسلسل تاريخي
وشهدت الملاعب المصرية، خلال العقود الماضية، الكثير من الوقائع التي أدت لانسحاب الأندية بشكل فعلي من مباريات وبطولات، في مسلسل بدأه لم المنتخب المصري نفسه، حين انضم لباقي منتخبات أفريقيا لمقاطعة كأس العالم اعتراضًا على قرار الفيفا عام 1964 بتحديد مقعد واحد تتقاتل عليه 3 قارات "أفريقيا وآسيا وأستراليا"، ما اعتبرته القارة السمراء توزيعًا غير عادل.
وفي عام 1967، انسحب نادى الأوليمبي السكندري من المشاركة في دوري أبطال أفريقيا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لمصر والذي عُرف بـ"نكسة 67".
كما قرر النادي الأهلي الانسحاب من دوري أبطال أفريقيا قبل مواجهة شبيبة القبائل الجزائري عام 1981 بسبب حادث اغتيال الرئيس المصري، محمد أنور السادات.
وفي موسم 1996، سجل حسام حسن الهدف الثاني للأهلي في لقاء القمة بمرمى الزمالك، لينسحب الفريق الأبيض بداعي عدم احتساب الهدف تسلل، ويرفض استكمال الدقائق المتبقية من المباراة، والتي كانت مقدرة بـ5 دقائق فقط.
وتكرر انسحاب المارد الأبيض خلال لقاء القمة أمام الأهلي بموسم 1999، بعد طرد لاعبه، أيمن عبد العزيز، عقب 5 دقائق فقط من انطلاقة المباراة.
وتزامنًا مع حادثة بورسعيد، فبراير/شباط 2012، خلال مباراة الأهلي والمصري كانت هناك مباراة أخرى تجمع بين الزمالك والإسماعيلي وبعد علم الفريقين بالواقعة التي راح ضحيتها 72 مشجعًا من جماهير الأهلي، قررا عدم استكمال المباراة.
وكانت آخر حلقات المسلسل بقمة الكرة المصرية، في فبراير/شباط 2020، إذ لم يحضر فريق الزمالك أمام الأهلي بداعي ازدحام الطريق في الشوارع المؤدية لاستاد القاهرة وسوء الأحوال الجوية، لتعتبر لجنة المسابقات باتحاد الكرة الأهلي فائزا بالمباراة.
