استشهاد فتصعيد فهدنة.. ليلة خضر عدنان بين غزة وإسرائيل (محصلة)

الأربعاء 3 مايو 2023 08:15 ص

اندلعت ليلة الثلاثاء - الأربعاء جولة جديدة من التصعيد العسكري عبر قصف متبادل بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.

فجر الثلاثاء كانت البداية بالإعلان عن استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين خضر عدنان (44 عاما)، بعد إضراب مفتوح عن الطعام استمر 86 يوما رفضا لاعتقاله الإداري التعسفي في إسرائيل دون توجيه تهمة.

واندلعت احتجاجات شعبية في الأراضي الفلسطينية وتفجرت حالة من الغضب في الفضاء الإلكتروني، وتوعدت حركتا الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية (حماس) بالرد على استشهاد عدنان، وهو من بلدة عرابة غرب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة وأب لتسعة أبناء.

فصائل المقاومة اتهمت إسرائيل بـ"اغتيال الأسير عدنان"، وردت الغرفة المشتركة للفصائل بإطلاق رشقات صاروخية من غزة على المستوطنات المحاذية للقطاع، بحسب بيان للغرفة.

قصف متبادل

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الفصائل أطلقت أكثر من 100 صاروخ من غزة نحو إسرائيل، وتم تفعيل صافرات الإنذار 35 مرة.

ومساء الثلاثاء، ذكرت صحيفة "يدعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش الإسرائيلي يحقق في أسباب تراجع أداء منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ خلال الجولة الأخيرة من التصعيد مع غزة، حيث لم تستطع اعتراض عدد من صواريخ الفصائل.

و"القبة الحديدية" هي منظومة دفاع جوي بالصواريخ ذات قواعد متحركة، طورتها شركة "رافئيل" الإسرائيلية، وتبلغ تكلفة كل بطارية نحو 100 مليون دولار وتكلفة كل صاروخ اعتراضي (تامير) حوالي 50 ألف دولار، وفق موقع "غلوبس" العبري.

بالمقابل، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلي، ليلة الثلاثاء- الأربعاء، سلسلة غارات على على غزة شملت مواقع لحركتي "الجهاد" و"حماس".

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، الأربعاء، استشهاد الفلسطيني هاشل مبارك (58 عاما) وإصابة 5 آخرين بجروح جراء الغارات. كما خلّف القصف الإسرائيلي أضرار بمنشآت سكنية وتجارية وأراضٍ زراعية، وفقا لوكالة الأناضول.

فيما قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، في بيان، إن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي المغير على قطاع غزة بصواريخ "أرض-جو".

هدنة هشة

ومنذ صباح الأربعاء، يسود هدوء حذر في غزة، حيث بدأ في الساعة 3:30 فجرا (00:30 بتوقيت جرينتش) سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، بجهود وساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر بيان الأربعاء، أنه تقرر عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة (غلاف غزة)، بناء على تقييم الوضع ومتابعة لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.

ولم يتضح على الفور مكان جثمان الشهيد عدنان الذي تحتجزه إسرائيل، لكن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية قال في بيان الأربعاء إن الحركة أبلغت الوسطاء في التوصل إلى وقف إطلاق النار بضرورة تسليم الجثمان إلى عائلة عدنان.

وشدد على أن "الشعب والمقاومة كانت وفية للشيخ عدنان وللحركة الأسيرة ولم تتوان عن القيام بواجبها على امتداد ساحة المعركة مع الاحتلال، وخاصة في غزة".

ودفع استشهاد خضر حالة الغضب الفلسطينية إلى إحدى ذرواتها جراء السياسات المتطرفة للحكومة الإسرائيلية اليمينية، برئاسة بنيامين نتنياهو، لاسيما في ملفات منها توسع البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتزايد اقتحامات المسجد الأقصى ومدن وبلدات في الضفة الغربية، إلى جانب تصاعد الاعتقالات واستهداف نحو 4900 أسير في سجون الاحتلال.

كما يعاني سكان غزة، وهم أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا معيشية متدهورة للغاية جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وفي ظل استمرار تلك الأوضاع المجحفة بحقوق الفلسطينيين، فإن الهدنة الراهنة، بل وأي هدنة مستقبلية، ستكون هشة مع احتمال استئناف المواجهة بين فصائل المقاومة في غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

والهدنة الحالية محصورة في جبهة غزة؛ ما قد يدفع الفصائل الفلسطينية إلى الرد على إسرائيل من جبهات مقاومة أخرى، كما حدث عبر قصف صاروخي من جنوبي لبنان في 4 أبريل/ نيسان الماضي لم تتبنه أي جهة.

ويخشى نتنياهو من ترابط وتوحيد جبهات المواجهة مع إسرائيل، وهو ما يبدو أنه يحدث بالفعل منذ فترة بين غزة (فلسطين) ولبنان وسوريا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ في الدول الثلاث منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وفقا للمحلل العسكري الإسرائيلي بن كاسبيت في تحليل لموقع "المونيتور" الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة إسرائيل خضر عدنان تصعيد هدنة فصائل المقاومة

استشهاد فلسطيني وإصابة 5 في القصف الإسرائيلي على غزة

خلل فني يصيب منظومة القبة الحديدية خلال التصعيد الأخير على غزة